رئيس التحرير
عصام كامل

الدار المصرية اللبنانية تُحيي ذكرى وفاة طه حسين

طه حسين
طه حسين
أحيت الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ذكرى رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والتي وافقت أمس الأربعاء 28 أكتوبر الجاري.


ونشرت الدار صورة لعميد الأدب العربي معلقة عليها بالقول: "طه حسين ..في ذكراك سلام".

وولد طه حسين في عام 1889، وفيما بين التاريخين، صنع المفكر والأديب العظيم ثورة فكرية في الأدب العربي والفكر المصري، وحتى اليوم تثار الجدالات حول أفكاره وأطروحاته.

وسردت الدار جوانب من حياة طه حسين ، قائلة:" دخل طه حسين جامع الأزهر للدراسة الدينية والاستزادة من العلوم العربية في عام 1902، فحصل فيه على ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة، لكنه ضاق ذرعاً فيها، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عاماً وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، وعقم المنهج، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس".

وأوضحت: "ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية".

ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914، وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة هو: «ذكرى أبي العلاء» ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.

وقد صدرت أوامر من من شيخ الأزهر للجنة الفاحصة بعدم منح طه حسين درجة العالمية مهما كانت الظروف. وإن كان مؤلف "الأيام" قد مُنِعَ من الحصول على درجة العالمية في الأزهر الشريف، فإنه قد بلغ اعلى درجة علمية في الجامعة، بنيله شهادة الدكتوراه وهكذا صار رجل "جامعة" بدل أن يصير رجل "جامع". فإن إفشاله في الجامع كان أعظم حافز نحو النجاح المبهر في الجامعة.

وفي العام نفسه، أي في عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى فرنسا لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها وآدابها، بقي هناك حتى سنة 1915، سنة عودته إلى مصر، فأقام فيها حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد لمتابعة التحصيل العلمي.

ولكن في العاصمة باريس فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، وكان ذلك عام 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الامتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان قد تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.

كما رشحت الدار المصرية اللبنانية للقراء كتاب لمن أراد أن يستزيدوا من معرفة آداب طه حسين، فالدكتور جابر عصفور، أحد أحفاد طه حسين وصاحب الاهتمام الكبير بتراث العميد، وله مؤلف مهم يتناول فيه منجز طه حسين النقدي، كما أشار الناقد الكبير جابر عصفور إلى هذا المنجز الكبير لطه حسين في كتاب الأول "غواية التراث".





الجريدة الرسمية