رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لايستطيع أردوغان تجاوز أزماته التاريخية ويستمر في الصدام بالدول العربية؟ ‏

أردوغان
أردوغان

يتصاعد الصدام مع الدول العربية، ولايتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استدعاء التاريخ، والمؤامرة ‏الكبرى التي دبرت من العرب ضد أسلافه الأتراك، هناك بالطبع تفسير آخر عن إصرار الرجل على استعادة التاريخ وهو ‏تدهور الليرة والأزمات الاقتصادية المتعددة التي تجعله يلهي الشعب التركي عمدا بسياسة الهروب للأمام، وإثارة الأزمات ‏الإقليمية والدولية، وإيهامهم بقضايا لا أمل منها. ‏



يقول مالك عبيد، الكاتب والباحث، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على قناعة راسخة بأن الشعوب العربية حين ‏انتفضت ‏ضد الدولة العثمانية في عشرينات القرن الماضي، خانت الإسلام لصالح الكفر.‏

يتوهم أردوغان بحسب عبيد أن واجبه ترتيب الأوراق الإسلامية من خلال رؤيته السياسية، التي تقوم على استعادة كل المناطق التي ‏كانت ‏خاضعة للحاميات التركية شرقاً وغرباً وإخضاعها للهيمنة التركية من جديد بأي ثمن كان.‏

ويضيف: يحاول محاكاة سيرة سلاطين العثمانيين، وهذا ما عبر عنه في تصريحاته الأخيرة حين قال إن هذه الدول -أي ‏الدول ‏العربية- لم تكن موجودة من قبل ولن تكون موجودة بالمستقبل، في تهديد صريح بل وإعلان حرب بكل ما للكلمة من ‏معنى.‏

ويختتم: أردوغان لا يستطع تجاوز أزماته التاريخية حتى اليوم والخيارات كثيرة لمواجهته. 

أما مصطفى طوسه، الكاتب والمحلل السياسي، إن استمرار تركيا في صب الزيت على النار وإشعال ‏الحرائق في كل ‏الأزمات التي تهز المتوسط والشرق الأوسط تشكل كابوسا يهدد الأمن الإقليمي، وينبئ ‏بانفجار شامل.‏

يوضح طوسه أن استراتيجية الاستفزاز والحرب أصبحت عقيدة عن أردوغان للتعامل مع الجوار، في ‏محاولة لفرض هيبة ‏السلطان العثماني المفقودة.‏

يتحدى أردوغان العالم في سوريا، ويشعل الحرائق في ليبيا وقره باغ، ويناور ويلعب بأعصاب ‏الاتحاد الأوروبي في ‏شرق المتوسط، ويتحدى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي باقتنائه سلاحاً ‏روسياً، ويستفز روسيا بنقله مرتزقة ‏وإرهابيين إلى منطقة القوقاز يقول طوسه ويختتم: 

الرئيس التركي تحول إلى مصدر قلق عالمي، ويلعب بالنار في مخزون متفجرات، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية