بعد اتفاق التطبيع .. ماذا ستفعل إسرائيل مع الاف السودانيين المقيمين لديها؟
يعيش في إسرائيل نحو 7000 سوداني من طالبي اللجوء والباحثين عن عمل ومن المعروف أن إسرائيل تتعامل بعنصرية مع كل ما هو غير يهودي وخاصة الأفارقة الذين يتم معاملتهم بأبشع أساليب العنصرية.
السودانيون في إسرائيل
ونجح خلال السنوات الماضية آلاف السودانيين في التسلل إلى إسرائيل بطرق غير قانونية، وهى الفئة التي تترقب إعلان اتفاق السلام بين الخرطوم وتل أبيب كبارقة أمل جديدة، إذ يعتقد هؤلاء أنه أصبح بالإمكان دمجهم في سوق العمل هناك، أو الفصل في طلبات اللجوء المقدمة منذ سنوات متناسيين ان العنصرية جزء لا يتجزأ من هوية الصهاينة.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية رسميا، توصل الخرطوم وتل أبيب إلى قرار بإنهاء العداء وتطبيع العلاقات، وبدء التعامل الاقتصادي والتجاري، وذكرت أن الأمم المتحدة ستعمل على استعادة البلاد حصانتها السيادية.
وفي المقابل ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر حسابه على "تويتر"، أن إسرائيل أرسلت إلى السودان شحنة من القمح تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن اتفاق السلام بين السودان وإسرائيل قد يقرب اليوم الذي سيجد فيه طالبو اللجوء من السودان في بلدهم الأصلي.
ونقلت عن مصدر سوداني في إسرائيل، يدعى هارون، أنه لم يأت إلى إسرائيل بسبب غياب العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وتل أبيب، ولكن بسبب ما وصفها بعمليات الإبادة التي يتعرض لها سكان المنطقة التي يقطنها، مضيفا: "ما زالت هذه المناطق غير آمنة"
القانون الدولي
ونوهت القناة إلى أن القانون الدولي يحدد أنه من أجل إعادة طالبي اللجوء إلى موطنهم الأصلي، ينبغي أولا أن يكون هذا الموطن آمنا، كما أن السياسات الإسرائيلية في هذا الصدد تستند إلى القاعدة نفسها، وهو الأمر الذي تتفق عليه الحكومة والمستشار القضائي ووزارة الداخلية في إسرائيل، مشيرة إلى أنه على الرغم من إقصاء نظام عمر البشير في الخرطوم، بيد أن الوضع في السودان غير آمن.
ونقلت القناة عن د. إيريت باك، رئيسة برنامج الدراسات الأفريقية بجامعة تل أبيب، أن هناك الكثير من بؤر التوتر ما زالت قائمة في السودان، وما زالت هناك صراعات، منها على سبيل المثال في إقليم دارفور والمناطق الشرقية، مضيفة: الوضع لم يستقر بعد، هناك غياب للاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان“.
ووفق القناة، فإن أكثر من 6 آلاف سوداني يعيشون في إسرائيل حاليا، أكثرهم من إقليم دارفور، والذي يوجد إجماع، بما في ذلك داخل إسرائيل أنه مازال خطرا، لكن هؤلاء يتذكرون جيدا عام 2011، حين أعلن جنوب السودان استقلاله وبدأت سلطة الهجرة والسكان هناك عمليات طرد وتهجير جماعي، سريعا ما تطورت الأمور إلى حرب أهلية، ولقي العديد من طالبي اللجوء إلى إسرائيل مصرعهم لدى عودتهم، أو أنهم عادوا أدراجهم مرة أخرى إليها.
العنصرية قائمة
ولكن هذا مجرد كلام إعلام إسرائيل للاحتفاء باتفاق التطبيع لكن الواقع هو أن الأفارقة بشكل عام يعانون في إسرائيل من إهمال حقيقي من قبل السلطات الإسرائيلية، فالإسرائيليون لا يعتبرون من امه ليست يهودية يهودي حتى لو ولد في إسرائيل، وهذا الأمر يسبب الكثير من العنصرية والتمييز في البلاد ضد هذه الطائفة اليهودية.
وأثبتت الأرقام المسجلة في الفترة الأخيرة إهمالا واضحا من قبل مؤسسات الدولة في دمج الأفارقة في مؤسسات الدولة، وخصوصًا الجيش ومؤسسات التعليم، وعدم التركيز على مشاكلهم.
وتشعر تلك الطائفة بالكثير من الاضطهاد بالرغم من أنهم الأكثر تواجدا في الجيش الإسرائيلي كجنود، ولكن بالرغم من ذلك يتعرضون للاعتقال الانضباطي، وأيضا يعتبرون الأكثر إقبالا على الجامعات ولكن هذا لم يشفع لهم التواجد والتعامل معهم كمواطنين إسرائيليين.