على أمين يكتب : ماذا لو فشل السمكرى محمود عبد اللطيف ؟
فى جريدة الاخبار وبعد وقوع حادث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى مثل هذا اليوم 26 اكتوبر 1956 كتب الصحفى على أمين مقالا تحت عنوان (ماذا كان يحدث لمصر لو لم اهتزت يد القاتل محمود عبد اللطيف ) قال فيه :
كانت الخطة الموضوعة من قبل جماعة الاخوان المسلمين قتل جميع اعضاء مجلس قيادة الثورة والتخلص من 160 ضابطا بالقتل او الخطف، ثم تأليف وزارة تأمر بأمر الاخوان لتمهيد الطريق لحكومة مشكلة من اعضاء جماعة الاخوان فماذا كان سيحدث لو تولى الاخوان الحكم ؟
سيملأ الهضيبى 12 وزارة خالية بــ 12 عضوا من مكتب الارشاد ، وسيغضب مائة عضو لم يكن لهم وزارات وسيقول السمكرى محمود عبد اللطيف انه صاحب الانقلاب وسيطلب وزارة .
سيقول المحامى هنداوى دوير انه العقل المدبر وراء حادث الاغتيال لانه اختار السمكرى وسيطالب لنفسه بوزارة ،وسيقول عبد القادر عودة انه هو الذى اختار المحامى الذى اختار السمكرى وسيطالب بوزارة لنفسه ايضا .
وسيقبض الهضيبى على السمكرى ومحامى السمكرى ومحامى محامى السمكرى ويضعهم فى السجن للخلاص منهم ، وسيجتمع المائة عضو الذين خرجوا من المولد بلا حمص ويؤلفون جهازا سريا للخلاص من الهضيبى.
وتنطلق 8 رصاصات اخرى ، وإذا طاشت سيقبض الهضيبى على المائة عضو ، واذا أصابت سينفذ اعضاء الجهاز السرى الجد الخطة الموضوعة ويقتلون جميع الوزراء ويتخلصون من الهضيبى و160 من انصاره بالقتل او الخطف ثم يتولون الوزارة .
ويمتلئ 12 وزارة بإثنى عشر عضوا من مكتب الارشاد ويغضب الباقى ..لكن ماذا سيحدث لمصر خلال تلك الفترة ؟
ان الهضيبى يرى ان الفائدة التى نتقاضاها من البنوك تتنافى مع الاسلام ولذلك سيمنع البنوك من ان تصرف فوائد ولما كانت البنوك ليست جمعيات خيرية فسترفض ان تقرض احدا ، ولما كانت الشركات والمصانع لاتستطيع ان تعيش بغير تمويل البنوك فستقفل كل المصانع ابوابها ولا يتبقى فى مصر الا باعة الترمس الذين لا يعتمدون على البنوك .
8 رصاصات طائشة صنعت شعبية جمال عبد الناصر
ستغلق كل الشركات الاجنبية ابوابها وتسرح عمالها وموظفيها لانه لايمكن ان تتعامل الا على اساس القانون المدنى الحديث ، وحكومة الاخوان ستطبق القانون الذى كان متبعا منذ الف عام وستمتلئ الشوارع بالعاطلين وتشجع البطالة على الاجرام وتنتشر عصابات قطاع الطرق .
ستغلق حكومة الاخوان المسارح والملاهى وسينقطع مورد السياحة ، وستلزم الحكومة المرأة المصرية ان تلزم بيتها واذا خرجت فلن تخرج الا على وجهها برقع سميك وستمنع دخول ادوات الزينة مصر وتغلق محلاتها
السمكرى القاتل محمود عبد اللطيف
بذلك ستواجه الدولة نقص فى الميزانية يصل الى 100 مليون جنيه فى العام وتبدأ بفصل الموظفين وتخفيض مرتبات لباقين الى النصف ، ستقف المشروعات وسيبقى القطن مكدسا فى المزارع لان مستوردى القطن سيرفضون التعامل مع الحكومات المتعصبة.
وستلغى اللغات الاجنبية وتفرض الكتب والمناهج القديمة على المدارس والجامعات ، وستغلق الحلاقون محلاتهم لانه سيصدر قانون يلزم كل الرجالة بإطلاق دقونهم ، وستختفى السيارات ويحل محلها العربات الكارو ، وستختفى البنطلونات ويحل محلها الجلاليب والعبايات .
من أجل كل شاءت رحمة الله بمصر وشعب مصر أن يهتز المسدس فى يد محمود عبد اللطيف ويسلم رئيسنا من كل سوء .