مولد النبي ٢٠٢٠ .. لمحات من سيرة خير البرية
تحل ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام وسط أجواء صاخبة فى العالمين العربي والإسلامي وذلك بعد الحملة الإساءة التي تعرض لها النبي - صلى الله عليه وسلم- من خلال نشر رسومات مسيئة من قبل بعض الصحف الفرنسية.
وحسب ما أعلنت دار الإفتاء فإن ذكرى المولد النبوي توافق هذا العام يوم 29 أكتوبر الموافق 12 من ربيع الأول لهذا العام.
وإليكم لمحات من حياته - صلى الله عليه وسلم -مع ذكرى مولده.
أولا: محمد الجنين:
لقد أكرم الله أباه عبد الله بن عبد الطلب، وأمه آمنة بنت وهب، فحملت من عبد الله بمحمد نبي الله ورسول الإسلام، وأثبتت كتب التاريخ والسير التي يطمأن على صحتها أن غير واحدة من نساء العرب اجتهدت أن تتزوج من عبد الله لما رأين سر الكرامة يشع من وجهه، ولكن حكمة الله بالغة، وأمره نافذ، فشاء أن يتزوج عبد الله بآمنة لتحمل برسول الإسلام، وتم ذلك بعناية ربانية تكلأ الأب والأم والجنين إلى أن خرج هذا للنور من ظلمات الرحم.
ثانيا: محمد في مرحلة الطفولة:
عاش النبي - صلى الله عليه وسلم- مرحلة طفولة صعبة حيث ماتتأمه وهو لم يزل صغيرًا في سن الطفولة، وفارقه أبوه لم تكتحل عيناه بنظرة طويلة إلى ذلك الابن الوحيد، فقام على رعايته عمه أبو طالب، وأرضعته حليمة السعدية في بني سعد العشيرة، فجمع الله له مع كرم المحتد والنسب طيب الأخلاق ولين الطباع في غير ضعف. ولحكمة ما قبض الله أبويه وهو صغير.
من هذه الحكمة أن يتربى محمد - صلى الله عليه وسلم - على الاعتماد على النفس الصبر والقوة مع رعاية ربانية وتأهيل إلهي، وصدق الله وقوله الحق: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 6-7].
ثالثا: محمد في شبابه:
وحين شب عن طوقه - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ تأهيله لحمل أزكى رسالة سماوية، فعرف بالصدق والأمانة، والحلم والأناة، وإصابة الرأي بين أقرانه ومجتمعه الأسري وحياته الاجتماعية، فلقب بالأمين لما عرف عنه من هذه الخلال الكريمة الفاضلة.
وحين بلغ ذروة شبابه - صلى الله عليه وسلم - رعى الغنم لمن يعيش بينهم بأجر زهيد، وفي ذلك إتاحة فرصة له - صلى الله عليه وسلم - ليخلو بنفسه، ويبعد عن قومه في الشعاب، فيتأمل في ملكوت الكون وأسراره، بالإضافة في تعلمه درسا طويلا في الصبر والمعاناة.
ففي رعي الغنم ما يمنح تلد الخصال - وما من نبي إلا رعى الغنم - وهذا التأمين في أسرار الكون ومن عليه جعل من محمد - صلى الله عليه وسلم - الرجل العابد الباحث عن وجود الخالق سبحانه وتعالى، فظل يختلف إلى الغار في الجبل لعبادة رب الكون ومن فيه ومن عليه، ويختلف إليه ليقضي الأيام الطوال في هذه العبادة الربانية. ولذا لم يعرف عنه - صلى الله عليه وسلم - طول حياته قبل البعثة وبعدها أنه تقوم إلى وثن أو سجد لصنم، وإنما اتجه بلى خالقه بحثا عن الحقيقة السماوية واستعدادا لحمل الرسالة.
رابعًا: محمد النبي الرسول:
وحين أراد الله أن يمن على أهل الأرض برسالة الإسلام على يد محمد -صلى الله عليه وسلم- دوت في الوجود لفظة تلاها كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فبعد أن بلغ -صلى الله عليه وسلم- سن الأشد أمر بأن يصدح بالحق، ويدعو الناس إلى عبادة إله واحد، فأنزل الله عليه بواسطة جبريل عليه السلام ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94].
وهنا تبدأ صفحة جديدة من صفحات حياته وسيرته العطرة، فمن يكون محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟ إنه النبي الرسول الذي شرفت به العرب والعجم من كل جنس، ولون اتبع ما جاء به من عند ربه،
ألبسه ربه لبثه من صفات الرأفة والرحمة، وأخرجه صادقا وسراجا منيرا، وجعل طاعته طاعته ومحبته محبته، وموافقته موافقته، فقال وقوله الحق: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].
صفاته
من مثل صفات الكرامة التي خص أدته بها نبيه حيث جعله مبشرا لأهل طاعته، ونذيرا لأهل معصيته، وداعيا إلى توحيده وعبادته، وسراجا منيرا يهتدى به للحق. ووهب له من للفضائل أنفسها وأزكاها فجعل السكينة لباسه والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقولة، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، أما صفات العصمة والجلال فقد جمع الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - من خصال الكمال المحبة والاصطفاء والشفاعة والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود، والبراق والمعراج.
أما صفاته الخلقية:
فقد نشأ - صلى الله عليه وسلم - على أحسن الشمائل وأوقرها وأزكاها، ففي الكلام أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، وفي الصفات الإنسانية كان موفور العقل أمينا صادق الحديث كريما سح اليد محتملا حليما صابرًا محتسبًا. ويكفي في ذلك كله شهادة الله بقضه لسبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
وحسب ما أعلنت دار الإفتاء فإن ذكرى المولد النبوي توافق هذا العام يوم 29 أكتوبر الموافق 12 من ربيع الأول لهذا العام.
وإليكم لمحات من حياته - صلى الله عليه وسلم -مع ذكرى مولده.
أولا: محمد الجنين:
لقد أكرم الله أباه عبد الله بن عبد الطلب، وأمه آمنة بنت وهب، فحملت من عبد الله بمحمد نبي الله ورسول الإسلام، وأثبتت كتب التاريخ والسير التي يطمأن على صحتها أن غير واحدة من نساء العرب اجتهدت أن تتزوج من عبد الله لما رأين سر الكرامة يشع من وجهه، ولكن حكمة الله بالغة، وأمره نافذ، فشاء أن يتزوج عبد الله بآمنة لتحمل برسول الإسلام، وتم ذلك بعناية ربانية تكلأ الأب والأم والجنين إلى أن خرج هذا للنور من ظلمات الرحم.
ثانيا: محمد في مرحلة الطفولة:
عاش النبي - صلى الله عليه وسلم- مرحلة طفولة صعبة حيث ماتتأمه وهو لم يزل صغيرًا في سن الطفولة، وفارقه أبوه لم تكتحل عيناه بنظرة طويلة إلى ذلك الابن الوحيد، فقام على رعايته عمه أبو طالب، وأرضعته حليمة السعدية في بني سعد العشيرة، فجمع الله له مع كرم المحتد والنسب طيب الأخلاق ولين الطباع في غير ضعف. ولحكمة ما قبض الله أبويه وهو صغير.
من هذه الحكمة أن يتربى محمد - صلى الله عليه وسلم - على الاعتماد على النفس الصبر والقوة مع رعاية ربانية وتأهيل إلهي، وصدق الله وقوله الحق: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 6-7].
ثالثا: محمد في شبابه:
وحين شب عن طوقه - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ تأهيله لحمل أزكى رسالة سماوية، فعرف بالصدق والأمانة، والحلم والأناة، وإصابة الرأي بين أقرانه ومجتمعه الأسري وحياته الاجتماعية، فلقب بالأمين لما عرف عنه من هذه الخلال الكريمة الفاضلة.
وحين بلغ ذروة شبابه - صلى الله عليه وسلم - رعى الغنم لمن يعيش بينهم بأجر زهيد، وفي ذلك إتاحة فرصة له - صلى الله عليه وسلم - ليخلو بنفسه، ويبعد عن قومه في الشعاب، فيتأمل في ملكوت الكون وأسراره، بالإضافة في تعلمه درسا طويلا في الصبر والمعاناة.
ففي رعي الغنم ما يمنح تلد الخصال - وما من نبي إلا رعى الغنم - وهذا التأمين في أسرار الكون ومن عليه جعل من محمد - صلى الله عليه وسلم - الرجل العابد الباحث عن وجود الخالق سبحانه وتعالى، فظل يختلف إلى الغار في الجبل لعبادة رب الكون ومن فيه ومن عليه، ويختلف إليه ليقضي الأيام الطوال في هذه العبادة الربانية. ولذا لم يعرف عنه - صلى الله عليه وسلم - طول حياته قبل البعثة وبعدها أنه تقوم إلى وثن أو سجد لصنم، وإنما اتجه بلى خالقه بحثا عن الحقيقة السماوية واستعدادا لحمل الرسالة.
رابعًا: محمد النبي الرسول:
وحين أراد الله أن يمن على أهل الأرض برسالة الإسلام على يد محمد -صلى الله عليه وسلم- دوت في الوجود لفظة تلاها كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فبعد أن بلغ -صلى الله عليه وسلم- سن الأشد أمر بأن يصدح بالحق، ويدعو الناس إلى عبادة إله واحد، فأنزل الله عليه بواسطة جبريل عليه السلام ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94].
وهنا تبدأ صفحة جديدة من صفحات حياته وسيرته العطرة، فمن يكون محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟ إنه النبي الرسول الذي شرفت به العرب والعجم من كل جنس، ولون اتبع ما جاء به من عند ربه،
ألبسه ربه لبثه من صفات الرأفة والرحمة، وأخرجه صادقا وسراجا منيرا، وجعل طاعته طاعته ومحبته محبته، وموافقته موافقته، فقال وقوله الحق: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].
صفاته
من مثل صفات الكرامة التي خص أدته بها نبيه حيث جعله مبشرا لأهل طاعته، ونذيرا لأهل معصيته، وداعيا إلى توحيده وعبادته، وسراجا منيرا يهتدى به للحق. ووهب له من للفضائل أنفسها وأزكاها فجعل السكينة لباسه والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقولة، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، أما صفات العصمة والجلال فقد جمع الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - من خصال الكمال المحبة والاصطفاء والشفاعة والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود، والبراق والمعراج.
أما صفاته الخلقية:
فقد نشأ - صلى الله عليه وسلم - على أحسن الشمائل وأوقرها وأزكاها، ففي الكلام أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، وفي الصفات الإنسانية كان موفور العقل أمينا صادق الحديث كريما سح اليد محتملا حليما صابرًا محتسبًا. ويكفي في ذلك كله شهادة الله بقضه لسبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].