فتوة الناس الغلابة ومقص عم قنديل.. كيف هزم فساد الابن طيبة الأب
تميز الفنان الراحل فريد شوقي (ملك الترسو)، بتنوع أدواره ما بين الطيبة والشر حيث أبدع في كلا اللونين، كما عُرف عن الفنان الراحل مدى عشقه للسينما والفن حتى أنه في وقت تراجع دور المنتجين عن الاعمال الفنية أعاد تدوير عدد من الأعمال الفنية وانتاجها مرة أخرى على نفقته الخاصة، ليكون له نصيب من أحد أشهر أفلامه وهو (فتوة الناس الغلابة)، ليكون فنيًا (فتوة ونصيرًا للفن).
ورغم التشابهات الكثيرة بين أعمال الفنان الراحل فريد شوقي، وأعمال أخرى سواء له أو لنجوم آخرين، إلا ان كل عمل قدمه ملك الترسو كان بمثابة انطلاقة ونقلة فنية سواء على المستوى الاجتماعي في القضايا التي يناقشها، أو على المستوى الفني في تمهيد الطريق أمام النجوم الصاعدة –آنذاك- ليكونوا نجوم صف أول فيم بعد.
ولعل من أبرز المتشابهات بين أشهر عملين للفنان الراحل فريد شوقي، -رغم قصر المدة الزمنية بينهما- كانت لفيلمي (فتوة الناس الغلابة)، و(مقص عم قنديل).
فالقصة المحورية لكلا العملين كانت أن البطل سواء عم كامل في (فتوة الناس الغلابة)، أو عم قنديل في (مقص عم قنديل)، كانا من سكان إحدى المناطق الشعبية ويسعى بكل ما يملك لنصرة ومساعدة من يحتاج لمساعدته، إلا أنه انطبق المثل القائل:
"يخلق من ضهر العالم فاسد"، فتحققت في كلا العملين فكان الإبن على النقيض تماما من والده، فالوالد اتخذ لنفسه طريق الخير ومساعدة الغير، إلا ان الولد اتجه لطريق الشيطان بكل مغرياته وتمكن منه الطمع والجشع.
والإختلاف بين العملين ان (عم كامل) كان أول المساهمين والمساعدين لأجهزة الأمن في القبض على نجله لينال جازؤه قانونًا، فيم إكتفى (عم قنديل) بالدعاء على نجله بالهداية رافضًا أن يتسبب في سجن فلذة كبده، ولكن النهاية كانت واحدة وهي السجن وان إختلفت الأسباب.
فتوة الناس الغلابة
فيلم مصري ملون ضم عدد كبير من نجوم التمثيل المصريين ويعتبر من أشهر أفلام الراحل فريد شوقي وتم عرض الفيلم لأول مرة في 23 إبريل 1984، من أخراج وتأليف نيازي مصطفى، وشارك في البطولة كل من، بوسي، سمير صبري، صلاح السعدني، منى إسماعيل، وليلى فهمي.
وتدور أحداث الفيلم حول عم كامل الذي يقوم بفتح محل للكتب والمجلات القديمة، والذي يحاول سيد صاحب المنزل بشتى الطرق أن يقوم بطرده من المنزل في سبيل تحويله إلى محل لبيع الملابس، وفي أحد الأيام، يعثر عم كامل بين كتبه على قلادة سحرية من يرتديها يصير خفيًا.
ويقوم باستخدامها من أجل مساعدة كل من وقع عليه ظلم في المنطقة، إلى ان تقع القلادة في يد سمير (نجل عم كامل)، والذي يقوم بدوره الفنان صلاح السعدني، الذي يستخدمها في أعمال الشر والسرقة والسطو، فيضطر عم كامل لكشف السر لنجله الأصغر (حمدي) الذي يقوم بدوره سمير صبري، فيتم إبطال مفعول السحر ويتم إلقاء القبض على سمير في نهاية الفيلم.
مقص عم قنديل
تم عرض الفيلم لأول مرة في 30 ديسمبر 1985، أي بعد قرابة العام ونصف العام من عرض فيلم (فتوة الناس الغلابة)، الفيلم من إخراج عدلي يوسف، ﺗﺄﻟﻴﻒ: محمد عزوز علي، وشارك في البطولة فريد شوقي، آثار الحكيم، صلاح السعدني، هادي الجيار، فريدة سيف النصر، وثريا حلمي.
وتدور أحداث الفيلم حول عم قنديل (فريد شوقي)، صاحب محل الحلاقة الشهير في الحي الذي يثق أهل الحي جميعهم فيه ويساعدهم في حل مشاكلهم المختلفة.
لكنه في الوقت ذاته يفشل في علاج عم جاد ويتسبب في وفاته، مما يؤدي إلى دخوله السجن لمدة خمس سنوات، ليستغل ابنه الجشع صلاح –الذي يجسد دوره الفنان صلاح السعدني- الفرصة، ويقوم بتحويل صالون الحلاقة إلى محل للملابس، وينساق في عدد من الأعمال المخالفة للقانون ويتجه للإتجار بالعملة إلى ان يتم إلقاء القبض عليه في نهاية الفيلم وسط صدمه أهله وانكسار لعم قنديل.