رئيس التحرير
عصام كامل

منصور الرفاعى عبيد يكتب: العادة الحسنة

الشيخ منصور الرفاعى
الشيخ منصور الرفاعى عبيد

تحتفل الأمة الإسلامية هذه الأيام بذكرى المولد النبوى الشريف حيث تهب نسمات الرضا ورياحين الجنة ، والحديث عن سيرة الرسول الكريم تتلهفه القلوب وتشتاق إليه النفوس فكيف تحتفل الأمة الاسلامية بهذه السيرة العطرة .



عن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف يقول الشيخ منصور الرفاعى عبيد وكيل وزارة الاوقاف السابق ـــ رحمه الله :

كان ميلاد الرسول حدا فاصلا بين قوى الخير وقوى الشر، وقد ولد الرسول فى العام الذى تعرضت فيه مكة المكرمة للهجوم من قبل أبرهة الحبشى وعجزت الافيال عن الدخول إلى هذه المنطقة المقدسة .

وأخذ الاحتفال بالمولد مظاهر عدة والذى أدخل هذه العادة الحسنة إلى بلادنا هى الدولة الفاطمية حيث كان المنشدون والمبتهلون يلقون القصائد فى مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر صفاته الحسنة وثناياه الجميلة مما يترك إثرا فى قلوب الناس ولذلك تعلقت القلوب بحب النبى عليه السلام .

ورسول الله نور كما جاء فى سورة المائدة ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم ) ، ويقول تعالى فى سورة الاحزاب (يا ايها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا ) .

ان محمدا اليتيم الذى كرم الايتام وأمر بالعطف عليهم والاحسان لهم ، هو العظيم الذى حرر المرأة وسما بقدرها ورفع منزلتها واعطاها كل ما تتمناه من حقوق ، وهو محمد العظيم الذى حرر العقول من قيود التعصب الاعمى وهو الذى اكرم الطفولة وطالب برعايتها والحفاظ عليها .

كان ميلاده صلى الله عليه وسلم حدا فاصلا بين ما سقطت فيه الانسانية من الجهل والرذيلة والاستعباد وبين ما ارتقت اليه من حرية العقيدة وحرية الرأى والخضوع والتوحيد لله الواحد القهار .

ومن ثم كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تقليدا حميدا لسنة حسنة تصلنا بسيرته العطرة واخلاقه الكريمة وشريعته السمحة ، ويثير فى نفوس المؤمنين الاحساس بالامل والاستبشار بالخير مهما تكن قسوة الظروف ووطأة الاحداث .

الشيخ جاد الحق يكتب: دروس وعبر فى ذكرى مولد النبي

وبهذه المناسبة يجب ان نجتمع حول كتاب الله وسيرة رسوله وسنته لنتأسى به وبحضرة سيرته وسريرة منهجا وتطبيقا خلقا وسلوكا لنتحلى بجميل الخصال وعظيم الفعال حتى يكون لنا الاسوة الحسنة فنحقق قول اللهعز وجل (لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كانيرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ) سورة الاحزاب 21وفى الاية 56 (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلينا ) .

الجريدة الرسمية