رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب: انتهاكات إثيوبيا قد تدفع مصر لنسف سد النهضة.. آبي أحمد: لا توجد قوة على الأرض تمنعنا من استكمال البناء والاتحاد الأوروبي يشير لضرورة التوصل لاتفاق عاجل

سد النهضة
سد النهضة
في تصريح مثير للجدل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة: إن مصر قد تفجر سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن أديس أبابا خرقت الاتفاق.

ترامب يهدد إثيوبيا


وجاءت تصريحات ترامب عقب مكالمة هاتفية جمعت بينه وبين عبد الله حمدوك رئيس الحكومة السودانية، للنقاش حول سد النهضة ومختلف القضايا الأخرى، قال فيها إنه دعا السودان لضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن الخلاف حول سد النهضة مع إثيوبيا ومصر.

وأضاف ترامب: "نأمل في التوصل إلى حل ودي قريبا، وأخبرت مصر أيضا بنفس الشيء"، مشيرا إلى أن الوضع حقًا خطير وأن ذلك قد يدفع مصر لتفجير السد".


وتابع: "توسطت للوصول إلى اتفاق لحل المشكلة، لكن إثيوبيا خرقت الاتفاقية، وهوما لم يكن عليها فعله ما أجبرنا على قطع التمويل عنها نظرًا لعدم التزامهم بالاتفاق ولن يروا الأموال مجددًا"، مضيفًا: "لا يمكن إلقاء اللوم أبدا على مصر، لكونها منزعجة قليلا".

وحث ترامب حمدوك على إقناع إثيوبيا بالموافقة على الاتفاق لحل نزاع المياه، وأضاف ترامب "أقول لمصر نفس الشيء".

الرد الإثيوبي

استنكر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ما وصفها بالتهديدات والإساءات لسيادة بلاده، في حين زعمت بعض المواقع أن الخارجية الإثيوبية استدعت السفير الأمريكي لطلب إيضاحات بعد تصريحات ترامب بأن مصر قد تنسف سد النهضة الإثيوبي في نهاية المطاف.

وقال أحمد في أول تعقيب رسمي على تصريحات الرئيس الأمريكي: إن "التصريحات العرضية عن التهديد بالحرب بهدف إخضاع إثيوبيا لشروط جائرة لا تزال كثيرة"، مشيرًا إلى أن تلك التهديدات بمثابة إهانات للسيادة الإثيوبية، ولن تكون مثمرة، وتمثل "انتهاكات واضحة للقانون الدولي"، دون أن ينسب تلك التهديدات إلى شخص أو دولة بعينها.

وقال أحمد: إن مواطنيه يلتزمون بالدفاع عن سيادة بلادهم بشكل لا مثيل له، وإن بلاده "لن تستسلم لأي عدوان"، ولن تعترف بالحقوق القائمة بشكل كامل على ما وصفها بالمعاهدات الاستعمارية، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من ملء السد اكتملت في أغسطس الماضي.

وأكد في الوقت نفسه التزام إثيوبيا بالحل السلمي لقضية سد النهضة على أساس التعاون والثقة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للموارد، مضيفًا أن المفاوضات مع دول حوض النيل أظهرت تقدما كبيرا، وأن الاتحاد الأفريقي اعتبر المسألة دليلا على قدرة أفريقيا على معالجة مشاكلها الخاصة.

خارجية إثيوبيا
ومن جانبها، قالت الخارجية الإثيوبية: إن أي تعليق على سد النهضة ينتهك سيادة إثيوبيا ولن يفيد أحدا، بينما قالت السفيرة دينا مفتي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاثيوبية، في بيان نشرته "FBC": إن "السد من حق من حقوق الإثيوبيين وأحد الاحتياجات التي فرضتها التنمية بالإضافة إلى أنه نتاج عمل شاق لدولة ذات سيادة".


مطالب دولية

وبدوره، قال المفوض الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي: حان الوقت للوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان.

سبب الخلاف
وتعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية، حيث تصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، في حين تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.
الجريدة الرسمية