صفحة من تاريخنا المجهول!
فى كتابه الوثائقى
"بطولة الأورطة السودانية المصرية فى حرب المكسيك" أكد الأمير عمر طوسون أن الإمبراطورية الفرنسية
فى عام 1857 عندما شنت حربها على المكسيك، ادعت أسبابا عديدة منها إساءة الحكومة المكسيكية
معاملة رعايا فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، بالإضافة إلى استرداد القروض وفوائدها التى
حصلت عليها المكسيك من فرنسا وأوروبا..
لهذا كان التحالف بين فرنسا وأسبانيا وبريطانيا العظمى التى لا تغيب عنها الشمس، وتم التوقيع فى 31 من أكتوبر 1861، ولكن لم يستمر فى التحالف كل من بريطانيا وإسبانيا وتركا فرنسا بمفردها بعد أن اكتشفا أن المناخ فى المكسيك وأجواء المعارك ليست فى صالحهما، ولكن السبب الأهم افتضاح هدف فرنسا فلم تذهب بسبب كما ادعت ولكنها كانت حرب احتلال وقلب نظام الحكم فى المكسيك، وإقامة امبراطورية كاثوليكية تحت سيطرة فرنسية، ولكن الشعب المكسيكى لم يرضَ بذلك..
الحفاء وعيد ميلاد الملك فى عصر الاحتلال!!
دفعت فرنسا الثمن غاليًا من قواتها ومالها فى المواجهات القتالية، وبسبب الأمراض والأوبئة التى انتشرت على شواطئ المكسيك، بل إن من مات بسبب الأوبئة مثل الحمى الصفراء والدوسنتاريا كان أضعاف الذين قتلوا فى القتال المباشر لدرجة إنه حدثت مشكلة هددت صحة الأحياء، وهى أن المقابر كانت مكتظة بالجثث الفرنسيين ومعهم الجزائريين، ففكرت فى الاستعانة بمقاتلين من مصر والسودان.
لماذا فكر الإمبراطور نابليون الثالث فى الاستعانة بالجيش المصرى فى حربه فى المكسيك؟ الإجابة: لأنه يعلم أن الجيش المصرى أبلى بلاء حسنا فى اليونان والجزيرة العربية بقيادة القائد الفذ إبراهيم بن محمد على، لهذا توقع أن قوة تحمل الجندى المصرى أكبر وأقوى من نظيره الفرنسى فى أجواء الحرب فى المكسيك التى أربكت كل الحسابات الفرنسية خاصة بعد انسحاب إسبانيا وبريطانيا من الميدان..
لهذه الأسباب أرسل نابليون الثالث إلى الخديوى سعيد باشا حاكم مصر، والذى عرف بأنه الابن المدلل لمحمد على، طالبا دعما من الجيش المصرى إلى الجيش الفرنسى الذى يحارب فى المكسيك، ولم يحدد نابليون الثالث قوام القوة التى ترسلها مصر إلى المكسيك، ولكن علينا قبل أن نعرف ماذا حدث فى المواجهات المصرية المكسيكية، وكيف انبهر الفرنسيون بأداء الجندى المصرى، علينا أن نطرح سؤالا مهما، ما الأسباب التى جعلت مصر ترسل أبناءها إلى المكسيك لتحارب بجوار جيش ذهب لاحتلال بلد آخر؟
الحقيقة لن نجد إجابة تشفى غليل أى انسان غيور على تراب وطنه، استجاب سعيد باشا والى مصر وقرر إرسال كتيبة مصرية من الفوج التاسع العاشر، عدد أفرادها 453 من الضباط والجنود، على رأسها اليوزباشى محمد ألماظ أفندى، وبنظرة إلى الكتيبة سنجد من رتب الضباط ثلاثة فقط قائد ورائد وملازم واحد، و23 من صف ضباط و359 من الجنود والعجيب 22 طفلا أعمارهم من 10 سنوات إلى 15 سنة، والأطفال أرسلتهم شرطة الاسكندرية، العجيب أن هؤلاء كانوا شبه عراة..
ثورة يوليو العظيمة.. وحتمية الوحدة!
عادت ما تبقى من الكتيبة بعد أربع سنوات من القتال، وبعد أن قررت فرنسا الانسحاب من المكسيك بعد أن تيقنت استحالة استمرارها، فكان قرار الانسحاب ضمن القوات الفرنسية، ومن المفارقات كان سعيد باشا هو والى مصر عندما سافرت الكتيبة للحرب فى المكسيك، وعندما عادت كان الخديوى اسماعيل على عرش البلاد، وكان أداء الكتيبة رائعا وأشاد به الجميع..
خاضت الكتيبة نحو 48 معركة انتصروا فيها مما أدهش الفرنسيين، ونالوا عظيم التقدير من الجميع، واستقبلهم نابليون الثالث وأنعم عليهم بأنواط الشرف فى احتفال رسمى حضره وزير الحربية المصرى شهيم باشا، وأقيمت احتفالات فى مصر حضرها الخديو إسماعيل، ولكن الشيء المهم إن الذين عادوا 313 فردا من 453 جملة من سافر ثم لحق بهم ثلاثة آخرون منهم واحد كان يعالج فى فرنسا وأطلق سراح اثنين كانا قد وقعا في أسر ثوار المكسيك، أى ما يقرب من 30% من القوة فقدت..
والسؤال: لماذا نفقد 30 % من كتيبة مصرية تحارب دولة أخرى بلا هدف وبدون أى سبب منطقى!؟ ولكن المهم أن تقام الحفلات التى يحضرها كبار القوم ولا نرى فيها الجنود والأطفال الذى تم شحنهم إلى أتون حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ والسؤال لماذا يدفع فقراء الوطن وبسطاؤه الثمن فى كل الميادين؟!
لهذا كان التحالف بين فرنسا وأسبانيا وبريطانيا العظمى التى لا تغيب عنها الشمس، وتم التوقيع فى 31 من أكتوبر 1861، ولكن لم يستمر فى التحالف كل من بريطانيا وإسبانيا وتركا فرنسا بمفردها بعد أن اكتشفا أن المناخ فى المكسيك وأجواء المعارك ليست فى صالحهما، ولكن السبب الأهم افتضاح هدف فرنسا فلم تذهب بسبب كما ادعت ولكنها كانت حرب احتلال وقلب نظام الحكم فى المكسيك، وإقامة امبراطورية كاثوليكية تحت سيطرة فرنسية، ولكن الشعب المكسيكى لم يرضَ بذلك..
الحفاء وعيد ميلاد الملك فى عصر الاحتلال!!
دفعت فرنسا الثمن غاليًا من قواتها ومالها فى المواجهات القتالية، وبسبب الأمراض والأوبئة التى انتشرت على شواطئ المكسيك، بل إن من مات بسبب الأوبئة مثل الحمى الصفراء والدوسنتاريا كان أضعاف الذين قتلوا فى القتال المباشر لدرجة إنه حدثت مشكلة هددت صحة الأحياء، وهى أن المقابر كانت مكتظة بالجثث الفرنسيين ومعهم الجزائريين، ففكرت فى الاستعانة بمقاتلين من مصر والسودان.
لماذا فكر الإمبراطور نابليون الثالث فى الاستعانة بالجيش المصرى فى حربه فى المكسيك؟ الإجابة: لأنه يعلم أن الجيش المصرى أبلى بلاء حسنا فى اليونان والجزيرة العربية بقيادة القائد الفذ إبراهيم بن محمد على، لهذا توقع أن قوة تحمل الجندى المصرى أكبر وأقوى من نظيره الفرنسى فى أجواء الحرب فى المكسيك التى أربكت كل الحسابات الفرنسية خاصة بعد انسحاب إسبانيا وبريطانيا من الميدان..
لهذه الأسباب أرسل نابليون الثالث إلى الخديوى سعيد باشا حاكم مصر، والذى عرف بأنه الابن المدلل لمحمد على، طالبا دعما من الجيش المصرى إلى الجيش الفرنسى الذى يحارب فى المكسيك، ولم يحدد نابليون الثالث قوام القوة التى ترسلها مصر إلى المكسيك، ولكن علينا قبل أن نعرف ماذا حدث فى المواجهات المصرية المكسيكية، وكيف انبهر الفرنسيون بأداء الجندى المصرى، علينا أن نطرح سؤالا مهما، ما الأسباب التى جعلت مصر ترسل أبناءها إلى المكسيك لتحارب بجوار جيش ذهب لاحتلال بلد آخر؟
الحقيقة لن نجد إجابة تشفى غليل أى انسان غيور على تراب وطنه، استجاب سعيد باشا والى مصر وقرر إرسال كتيبة مصرية من الفوج التاسع العاشر، عدد أفرادها 453 من الضباط والجنود، على رأسها اليوزباشى محمد ألماظ أفندى، وبنظرة إلى الكتيبة سنجد من رتب الضباط ثلاثة فقط قائد ورائد وملازم واحد، و23 من صف ضباط و359 من الجنود والعجيب 22 طفلا أعمارهم من 10 سنوات إلى 15 سنة، والأطفال أرسلتهم شرطة الاسكندرية، العجيب أن هؤلاء كانوا شبه عراة..
ثورة يوليو العظيمة.. وحتمية الوحدة!
عادت ما تبقى من الكتيبة بعد أربع سنوات من القتال، وبعد أن قررت فرنسا الانسحاب من المكسيك بعد أن تيقنت استحالة استمرارها، فكان قرار الانسحاب ضمن القوات الفرنسية، ومن المفارقات كان سعيد باشا هو والى مصر عندما سافرت الكتيبة للحرب فى المكسيك، وعندما عادت كان الخديوى اسماعيل على عرش البلاد، وكان أداء الكتيبة رائعا وأشاد به الجميع..
خاضت الكتيبة نحو 48 معركة انتصروا فيها مما أدهش الفرنسيين، ونالوا عظيم التقدير من الجميع، واستقبلهم نابليون الثالث وأنعم عليهم بأنواط الشرف فى احتفال رسمى حضره وزير الحربية المصرى شهيم باشا، وأقيمت احتفالات فى مصر حضرها الخديو إسماعيل، ولكن الشيء المهم إن الذين عادوا 313 فردا من 453 جملة من سافر ثم لحق بهم ثلاثة آخرون منهم واحد كان يعالج فى فرنسا وأطلق سراح اثنين كانا قد وقعا في أسر ثوار المكسيك، أى ما يقرب من 30% من القوة فقدت..
والسؤال: لماذا نفقد 30 % من كتيبة مصرية تحارب دولة أخرى بلا هدف وبدون أى سبب منطقى!؟ ولكن المهم أن تقام الحفلات التى يحضرها كبار القوم ولا نرى فيها الجنود والأطفال الذى تم شحنهم إلى أتون حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ والسؤال لماذا يدفع فقراء الوطن وبسطاؤه الثمن فى كل الميادين؟!