رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا النفايات الخطرة.. الصحة: لا توجد سيارات لنقل النفايات الطبية من القطاع الخاص.. ويتم تدويرها.. وتتسبب في الإصابة بالسرطان

وزيرة الصحة - أرشيفية
وزيرة الصحة - أرشيفية
في الأيام الماضية.. تحفظت نيابة ميناء الإسكندرية، على 11 طن نفايات خطرة قبل تهريبها داخل البلاد. هذه الضبطية لم تكن الأولى؛ حيث سبقتها ضبطيات أخرى محلية ومستوردة.


والنفايات الخطرة هي المواد التي تضر بصحة الإنسان أو أي نوع من الكائنات الحية نتيجة سُميتها العالية أو لعدم إمكانية تحللها وتسببها بأمراض على المدى الطويل لتراكمها في أنسجة الجسم.

والنفايات الخطرة تحمل واحدة أو أكثر من الخصائص التالية وهي: السمية والقابلية للتأكسد والقابلية للانفجار والإشعاع والقابلية للاشتعال أو مُعدية ومسببة للمرض وكذلك مسببة للتآكل.

أصل الكارثة

تأتي النفايات الخطرة من بعض محطات إنتاج الطاقة والمرافق الصحية وبعض الصناعات، ومن أبرز مكونات هذه النفايات هي: المعادن الثقيلة التي تدخل في عدة صناعات منها: إنتاج الإلكترونيات والدهانات وتشكيل المعادن والسيارات وغيرها، والمواد الكيميائية سريعة التطاير والاشتعال مثل المذيبات العضوية ونفايات المفاعلات النووية ونفايات المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية.

ومنذ ظهور وباء كورونا في البلاد.. تضاعفت نسبة وكميات النفايات الناتجة عن
الاستخدامات الطبية. وفى الوقت الذي تتضافر جهود الجهات المعنية للتصدى لهذا البزنس الآثم عُرفًا وقانونًا، فإن هذا لا يقضى على هذه الظاهرة بشكل عام.

"فيتو".. اقتحمت عوالم النفايات الخطرة، واقتربت من كل تفاصيله، واطلعت على خطط المحافظات فى التخلص منها.. وأعدت هذا الملف..

النفايات الطبية

النفايات الطبية تصنف نفايات خطرة، نظرًا لأن التعامل معها يمثل خطرًا على حياة الإنسان، ويتسبب في عدوى له، ولها أنواع متعددة سواء نفايات تخص الأمراض المُعدية أو غرف العمليات أو عمليات الغسيل الكلوي.

وعلى سبيل المثال تضم النفايات الطبية "أقنعة وغطاء الأحذية وقفازات اليد والكمامات ونفايات عيادات الأسنان أو أي أدوات ملوثة مثل القساطر بجميـع أنواعهـا والغيـارات الطبيـة الملوثة مـن شـاش وقطـن والأدوات المستخدمة في نقل الدم وأي نفايات ملوثة تتعلق بسوائل وإفرازات جسم المريض، ومن ضمن المخلفات الطبية في عمليات الولادة المشيمة والتي يمكن أن تستخدم بطرق غير مشروعة من خلال بنوك حفظ المشيمة حيث يحتوي دم المشيمة على خلايا جذعية يتم حفظها في بنوك لحفظ الخلايا الجذعية ثم تستغل وتباع.

طرق التخلص

ويمكن حفظها لأكثر من ٢٠ سنة لتستخدم في علاج الأمراض وبيعها وهو أمر مخالف من ضمن النفايات الطبية أي مخلفات خادشة للجلد وملوثة تسبب جروح في الجلد وخدوش، مثل السرنجات والمشارط وأجهزة محاليل وزجاج مكسور سواء كـان ملـوث أو لا وأمبـولات.

فيما توفر وزارة الصحة من خلال الإدارة العامة لشئون البيئة والتي يتبعها وحدات صحة البيئة في المحافظات وحدة التخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة المتولدة من المنشآت الطبية بما يضمن التخلص منها دون انتشار للعدوى بين العاملين مع تلك النفايات ودون تلوث للبيئة بالميكروبات الموجودة في تلك النفايات الطبية، كما تمنح الإدارة تراخيص لإنشاء محارق وكذلك سيارات نقل النفايات الطبية وغرف تخزين النفايات وترخيص أجهزة الفرم والتعقيم.

من جانبه قال الدكتور إيهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء: منظومة التخلص من النفايات الطبية تدار في المستشفيات الحكومية بشكل جيد حيث توجد محارق طبية داخل كبرى المستشفيات بجانب عمل محارق حكومية في ٣ أماكن محددة يتم جمع النفايات الطبية من المستشفيات وحرقها والتخلص منها، بينما القطاع الخاص يواجه مشكلة سواء في المراكز أو العيادات الخاصة.

وأضاف لـ"فيتو" أنه أثناء ترخيص أي منشأة طبية يكون معها عقد ينص على كيفية التخلص من النفايات الطبية، لافتًا إلى أن المشكلة تتمثل فيمن ينقل النفايات الطبية من العيادات إلى المحرقة.

ومن المفترض أن توجد شركات تتولى الأمر إلا أنها في كثير من الأحيان لا تنقل النفايات وتظل النفايات في المكان.

وتابع حديثه بأنه يمكن للأسف التخلص بطريقة غير آمنة منها في بعض الأحيان، وهي مشكلة تحتاج إلى تدخل حقيقي ليكون مع عقد النفايات إلزام لشركة نقل النفايات بنقلها مرتين أسبوعيًا مثلًا.

معوقات

مضيفًا أنه يجب نقلها بانتظام لأن عدم نقلها يهدد بالتخلص منها بطريقة خطأ تضر المجتمع، وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء أن النفايات الطبية يتم حرقها ولا يجب إعادة تدويرها، وتعتبر من النفايات الخطرة التي يتم حرقها.

وأشار إلى أنه إذا لم يتم الانتظام في نقل النفايات الطبية من العيادات الخاصة يتم التخلص منها في صندوق القمامة، ويمكن لمصانع بير السلم إعادة استخدامها مما يؤدي لانتشار أي عدوى في المجتمع.

وأوضح أنه مؤخرًا يتم إنشاء محارق خارج الكتلة السكنية حتى لا تؤثر سلبًا على صحة السكان. 

من جانبه قال الصيدلي على عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية: يوجد في كل مديرية صحة في المحافظات إدارة مخصصة للتخلص من النفايات، وتصنف النفايـات حسب شدة الخطورة إذا كانت تضم مخلفات بشرية أو نواتج عن عمليات جراحية وأجهزة حقن الوريد.

ويتم جمع كل نوع على حدة في أكياس مختلفة بلون معين وفي كل محافظة أفران لحرق النفايات إلا أنها معطلة في عدة محافظات ولا تعمل نتيجة إهمال أو تعمد.

وأوضح لـ"فيتو" أنه في الصيدليات يجب أن تمر سيارات من وزارة البيئة تحصل على النفايات سواء السرنجات أو غيرها إلا أنها لا تمر، وعلى أرض الواقع لا يحدث ذلك.


وأشار إلى أنه يتم جمعها بواسطة جامع القمامة العادية بدون أي ضوابط، لافتًا إلى أن بعض الصيدليات توفر صندوق أمان للسرنجات لوضعها فيه، والبعض حريص على تغطية السرنجة بعد استخدامها، وآخرون يتعاملون باستهتار معها.

وأكد أن ترك النفايات الطبية بدون جمعها بانتظام يتسبب في نقل أمراض مُعدية سواء الإيدز أو فيروس سي وبي واي أمراض تنتقل عن طريق الدم أو سوائل الجسم المختلفة.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية