رئيس التحرير
عصام كامل

قصة المدمرة إيلات.. القوات البحرية لقنت العدو الإسرائيلي درساً في حرب الاستنزاف لن ينساه

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر
القوات البحرية المصرية وحوش البحرين الأحمر والمتوسط بطول ٢٠٠٠كم بالإضافة إلى حماية مياهنا الإستراتيجية.. تحمي الحدود بكل ثقه واقتدار تمتلك قواتنا البحرية اقدم اسطول بحري في العالم بالإضافة الى أحدث التكنولوجيات الحديثة.


في يوليو 1967 استعرضت البحرية الإسرائيلية عن طريق المدمرة إيلات نفسها أمام سواحل بورسعيد وتصدي لها الأبطال عوني وحتاتة عندما حاربوا المدمرة بلنشات الصواريخ وبالرغم من استشهاد ٣٨ شهيدا في هذه العملية إلا أن الروح القتالية التي قام بها الأبطال قبل استشهادهم كانت عالية جدا ونفذوا أفضل العمليات وكسروا الروح المعنوية للعدو الإسرائيلي بطلعاتهم المستمرة واستعدادهم للثأر.

وفي21 أكتوبر في قاعدة بورسعيد في الساعة الثامنة صباحا ورد بلاغ من قائد القاعدة إلي قائد اللنش 504 بأنه يوجد هدف بحري قرب المياه الإقليمية ولمزيد من التأكد صعد الملازم أول حسن حسني ضابط أول اللنش إلي نقطة مراقبة بصرية فوق مكان مرتفع وبعد عشر دقائق شاهد حسن حسني مدمرة طراز زيليوس رصدها الرادار وحدد موقعها علي بعد15 ميلا بحريا وبدأت مرحلة الاستعداد القصوي والمدمرة مازالت تسير علي مدي ساعات النهار في المياه الإقليمية .

ومع آخر ضوء للشمس صدرت الأوامر بتحرك لنش الصواريخ 504 بقيادة النقيب أحمد شاكر عبد الواحد ومعه الملازم أول حسن حسني ولنش الصواريخ501 بقيادة النقيب لطفي جاد الله الذين هللوا من الفرحة للثار.

وأصدر النقيب شاكر تعليماته بإيقاف جميع رادارات القاعدة حتي لا تشوش علي دقة التصويب ومع بداية التحرك بدأ خداع العدو والتمويه عليه ولم يخرج اللنشان من الممر الملاحي المؤدي لميناء بورسعيد وطوله ستة أميال لأنه مرصود ومراقب برادارات المدمرة الواقفة هناك بل تحرك اللنشان إلي عرض البحر من خارج الممر وخارجه لوجود أخطار بحرية كبيرة لأن حاجز الأمواج يؤمن الممر فخرج504 و501 بعيدا عن الممر وبالتالي عن عيون المدمرة.

أما سرعة اللنشين فقد تم تخفيضها لتكون بطيئة جدا لكي تبدو علي رادارات العدو أنها بلانصات صيد وليست أهدافا حربية وكان ذلك خداعا آخر للعدو وثالث خداع أن اللنشين سارا تجاه الهدف علي مسافة قريبة جدا من بعضهما ليظهرا علي شاشة الرادار وكأنهما مركب صيد واحد يسير ببطء.

الساعة تقترب من الخامسة والثلث مساء واللنشان 504 و501 وصلا إلي مكانهما المحدد لإطلاق صواريخهما وتم إخلاء سطح اللنش 504 وبدأ الهجوم في الخامسة و28 دقيقة انطلق الصاروخ الأول وهو من صواريخ سطح ـ سطح.

انطلق الصاروخ(2500 كيلو جرام) بسرعة هائلة وبارتفاع يتراوح بين100 و300 متر وأصاب منتصف المدمرة كما سجل رادار اللنش
وبسرعة أصدر النقيب شاكر أوامره بإطلاق الصاروخ الثاني من نفس اللنش 504 وفور إطلاق الصاروخ الثاني تم فتح الدرع الواقي وخرج الطاقم بأكمله إلي سطح اللنش وشاهدوا الصاروخ في السماء إلي أن انخفض وراء خط الأفق ولحظات وسمع الأبطال انفجارا هائلا وسحب دخان والانفجارات ترتفع من المدمرة ليراها كل شعب بورسعيد الذي خرج على بكرة أبيه للاحتفال بالأبطال .

وعاد اللنشان إلي قاعدة بورسعيد سالمين وتم فتح الرادارات التي كانت مغلقة وإذ بهدف موجود علي شاشاتها فصدر الأمر للنش 501 بالتعامل معه وخرج الرجال بقيادة النقيب لطفي جاد الله ووصلوا إلي الموقع المحدد وأطلقوا أول صاروخ وتبعه الثاني واختفي الهدف للأبد من علي كل شاشات الرادار الموجودة وغرقت المدمرة إيلات أكبر قطع البحرية الإسرائيلية .

كان درسا أعطته القوات البحرية المصرية للعدو الإسرائيلي لم ينسه حتى الآن.
الجريدة الرسمية