رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون يطارد الصفريوي زعيم جماعة الإخوان الإرهابية فى باريس

عبد الحكيم الصفريوي
عبد الحكيم الصفريوي
دخل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فى مواجهة مفتوحة مع رموز التيار الإسلامى فى بلاده، على خلفية حادث مقتل المدرس الذي عرض صورا مسيئة للرسول.

وفى تطور لافت أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، حل جماعة تطلق على نفسها اسم "الشيخ ياسين" قال إنها متورطة مباشرة في الهجوم الذي تسبب في قتل مدرس التاريخ صامويل باتي.


جمعية الشيخ ياسين

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، إن جماعة الشيخ ياسين يجري حلها غداً خلال اجتماع مجلس الوزراء، مؤكداً أن العديد من الجمعيات الدينية التي وصفها بـ"المتطرفة"، ستلاقي المصير نفسه.

واليوم أعلن مجلس الوزراء الفرنسي حلّ جماعة الشيخ ياسين المؤيدة للفلسطينيين والمتهمة بـ"التورط" في قتل أستاذ التاريخ الجمعة قرب باريس، كما أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جابرييل أتال.

وتصدر اسم عبد الحكيم الصفريوي، مؤسسة جماعة "الشيخ أحمد ياسين"، الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا، بعد قطع رأس أستاذ التاريخ صامويل باتي شمال باريس، على يد شاب شيشاني (18 عاماً)، الجمعة، عقب عرض الأستاذ رسومات للنبي محمد في حصة دراسية.

واتهم وزير الداخلية الفرنسية جيرارد دارمانان، كلا من عبد الحكيم الصفريوي ووالد إحدى تلميذات المدرس صامويل باتي، بإصدار فتوى أدت إلى مقتل المدرس، وجرى توقيفهما إلى جانب 9 أشخاص آخرين على ذمة التحقيق في الجريمة.

القائمة إس

وأفادت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية بأن عبد الحكيم الصفريوي، كان رافق بداية شهر أكتوبر الجاري والد التلميذة إلى المدرسة التي يعمل بها صامويل ليطالب بطرده.

ووصف الصفريوي، وهو مغربي الأصل، المدرس صامويل بـ"الوغد" في شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد الصفريوي في الشريط أنهما عازمان على التعبئة لتنظيم احتجاجات أمام المدرسة والمفتشية الأكاديمية.

يقول عبد الحكيم الصفريوي إنه يشغل عضوية "مجلس أئمة فرنسا"، وهو جهة غير رسمية، لكن المجلس ينأى بنفسه عنه ويقول إن علاقته به منتهية منذ سنوات.

ويعتبر من أكثر الإسلاميين نشاطاً في السنوات الأخيرة، كما أنه مصنف من قبل الأمن الفرنسي في "القائمة إس"، التي وضعتها السلطات الفرنسية لتصنيف أصحاب الميل إلى التطرف، وفق صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

وكتبت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية في مارس 2010، أن الصفريوي بدأ النشاط في الأوساط الإسلامية منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وأنشأ جماعة "الشيخ ياسين" في عام 2004، وهو العام نفسه الذي اغتالت فيه إسرائيل مؤسس حركة حماس أحمد ياسين. ويقول الصفريوي إن جماعته "تدافع عن حقوق الفلسطينيين".

وظهر الصفريوي في عام 2006 في الفريق الانتخابي للممثل الفرنسي ديودوني، المعروف بمعاداته للصهيونية (كما يعرف نفسه)، بعدما عبر عن رغبته في الترشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2007.

وقالت صحيفة "لكسبريس" إنه بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل على قطاع غزة في يناير 2009، ظهر الصفريوي في تجمعات متعاطفة مع الفلسطينيين، ورفع شعارات داعمة لحركة حماس.

وزعمت صحيفة "ماريان" عن مسؤول سابق في وزارة الداخلية، كان مسئولا عن القضايا المتعلقة بالإسلاميين (1997 إلى 2014)، أن الصفريوي معروف لدى الأمن الفرنسي، وبأنه من أكثر النشطاء الإسلاميين نشاطاً، وقال إنه "منذ بداية عام 2000، يشارك بشكل متكرر في تجمعات ومسيرات داعمة للتطرف في فرنسا".

من جانبه حسن شلجومي، وهو إمام مسجد في مدينة درانسي أثار جدلاً بزيارته إلى قطاع غزة وإسرائيل قبل سنوات، للصحيفة، إن "الصفريوي شخص خطر، يستقطب الشباب".

وأضاف شلجومي أن "الصفريوي عضو في جماعة الإخوان، وحرض أطرافاً مقربة منه ضدي، قائلاً إن المسجد الذي أعمل فيه ممول من قبل أشخاص بخلفيات صهيونية". وبسبب هذه التهديدات، وفرت الشرطة الفرنسية للإمام شلغومي حماية خاصة في عام 2011، خوفاً من الاعتداء عليه.

معلومات عن الصفريوي

حصل عبد الحكيم الصفريوي على الجنسية الفرنسية في عام 2003، وهو متزوج من فرنسية. وتقدم زوجته نفسها دائماً على أنها فرنسية تحولت إلى الإسلام.

يشار إلى أن الشرطة الفرنسية كانت تسعى لحل جماعة "الشيخ ياسين" في عام 2014، بسبب وقوفها خلف العديد من التظاهرات في فرنسا، فيما قالت صحيفة "ليبيراسيون" في مقال كتبته في أغسطس 2014، إن الصفريوي كانت له علاقة مع جماعة "فرسان العزة" وزعيمها محمد أشملان، التي فككتها السلطات الفرنسية في عام 2012. كما قالت إن العناصر المنتمين إلى جماعة "الشيخ ياسين"، كانوا ينشطون على موقع "أنصار الحق" الإلكتروني، الذي كان معروفاً باستقطاب المتطرفين للقتال في سوريا والعراق.

أيضاً جماعة "الشيخ ياسين" على علاقة بحركة "غزة فيرم" الفرنسية، والتي تضم في عضويتها مناصرين من نادي باريس سان جيرمان، منتمين إلى جماعات ألتراس.

ومن مفارقات جماعة "الشيخ ياسين"، إقامتها علاقات مع اليمين المتطرف، المعروف بعدائه للمهاجرين والجالية المسلمة. إذ ظهر الصفريوي مع أعضاء في الجماعة في عام 2010، في وقفة داعمة لموقع "ألتر إنفو" اليميني المتطرف، بعد دعوى تقدمت بها جمعيات يهودية في فرنسا ضد الموقع، واتهمته بمعاداة السامية.
الجريدة الرسمية