أيهما أصوب: الجهر بقراءة القرآن.. أم الإسرار به ؟
هناك من يحب قراءة القرآن الكريم بصوت عالٍ، سواء فى المنزل أو فى المسجد او فى وسائل المواصلات.. وهناك من يقرأه بصوت منخفض لا يسمعه احد، فأيهما أصوب عند الله تعالى؛ القراءة جهرا بالصوت أم انخفاضه ؟
يجيب على هذا السؤال فضيلة الشيخ الدكتور أحمد طه ريان العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فيقول:
قارئ القرآن مأجور فى كل الأحوال، سواء أسرَّ بالتلاوة أم جهر بها.. ولكن يُستحب الإسرار بالتلاوة إذا خاف الرياء أو التشويش على مصلٍّ مثلا أو مشتغل بعلم أو ذكر، أو كان هناك نائم أو مريض تزعجه التلاوة بصوت عالٍ، وفيما عدا ذلك فالجهر بالتلاوة أفضل إلا إذا وجد القارئ أن يكون أقرب إلى الخشوع وتدبر آيات القرآن حين يسر بالتلاوة.. هنا يكون الإسرار أفضل.
وأضاف: "تفضل المولى جل علاه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بكثير من النعم الجليلة.. ومن أعظم هذه النعم تلاوة القرآن الكريم، ففى حديث ابن عمر رضى الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا فى اثنتين؛ رجل أتاه الله القران فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته فى الحق)، ومن حديث أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبى يقول الرب سبحانه وتعالى: (من شغله القران وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين...".
حكم الشرع في قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية
أما الجهر بتلاوة القرآن أو الإسرار به فقد وردت السنة الشريفة بالأمرين؛ فقد جاء فى رفع الصوت بالتلاوة حديث الصحيحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن).
كما ورد فى الإسرار بالتلاوة الحديث الذى أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسرُّ بالقرآن كالمسر بالصدقة).. ومعلوم أن صدقة السر أكثر ثوابا لبعدها عن الرياء وحب السمعة.
إن ظاهر النصوص الكريمة والشريفة تشير إلى جواز الأمرين، وإلى فضلهما إلا أن الجهر بالتلاوة قد يكون أكثر ثوابا؛ للجهد الذى يبذله القارئ فى ذلك بشرط ألا يقع فى الرياء أو التشويش على من حوله.