رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدبولي في مواجهة محافظ الدقهلية !

رغم مشاغله.. التي لا تنتهي.. أراد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بأسلوبه المهذب وبخبرته الطويلة في الإدارة وتحديدا إدارة البشر أن يدفع محافظ الدقهلية لأن يغير طريقته في التعامل مع الناس ويراجع نفسه خصوصا بعد الضجة الكبيرة التي جرت من واقعة مديرة مدرسة دكرنس التي عزلها المحافظ أمام الجميع بعد توبيخ حاد وعلنيا أمام الجميع..


فذهب رئيس الوزراء فجأة إلي محافظة الدقهلية والذي استقبله المحافظ باندهاش بالغ إلا أن الدكتور مدبولي عاجله وقال نريد أن نطمئن علي أحوال الناس في الدقهلية.. لقد أعجبتني زيارتك المفاجئة قبل أيام لمدرسة دكرنس وأريد أن أطمئن معك عن أحوال مدن المحافظة.. ابتسم المحافظ وقال: "مافيش أي مشكلة يا فندم.. لحظات وتجهز السيارات"، رد الدكتور مدبولي علي الفور: "مش لازم.. تفضل في سيارتي" وانطلقا معا وخلفهما مساعدو كل منهما وسار موكب السيارات !

يوم رحل البطل الذي طالبت إسرائيل برأسه.. الرفاعي!
كان رئيس الوزراء النشيط علي علم ببعض مشاكل المحافظة وإلتفت إلي المحافظ وقال: ما رأيك نبدأ بدكرنس؟!"، رد المحافظ: "اللي تؤمر به يا فندم" وكان التوجيه بالتوجه لدكرنس !

في الطريق أشار رئيس الوزراء بالتوقف.. فاستعد رجال الموكب للخروج من سيارتهم.. وبالفعل خرج رئيس الوزراء وخلفه المحافظ وسأل الدكتور مدبولي: ده البحر الصغير مش كده؟ رد المحافظ: ايوه يا فندم.. سأله الدكتور مدبولي: "وأيه الإجراءات اللي عملتها لمنع حدوث حوادث؟ هل تعلم خطورة حوادث سقوط السيارات هنا؟ رد المحافظ: ايوة يا فندم عارف.. قال الدكتور مدبولي: وماذا فعلت؟ هل ننتظر حدوث حوادث كبري والناس تموت علشان تعمل مصدات أو تنير الأماكن المظلمة الخطرة؟

رد المحافظ: "أيوة يا فندم لكن ده شغل هيئة الطرق.. ودول لهم خطتهم" رد الدكتور مدبولي: "مش أنت محافظ المحافظة دي؟ إتصرف.. رد المحافظ: أيوة يا فندم بس دول تبع وزارة النقل" !

رد مدبولي: مش عارف تعمل إيه؟ بسيطة.. هقولك.. ثم أمسك بهاتفه وطلب وزير النقل الفريق كامل الوزير.. وأبلغه بخطورة المكان الذي يشتكي منه أهالي دكرنس والمنصورة علي السواء وطالبه ببحث الأمر بالتنسيق مع محافظ الدقهلية.. أنهي المكالمة ونظر إلي المحافظ وقال: "أهو.. منتهي البساطة.. مش عارف تتصل بالوزير ولا مش معاك تليفونه ولا مش معاك رصيد؟ هل خسرنا حاجة. اتصال في دقيقة واحدة".. اتفضل يا فندم نكمل الزيارة.. وعاد الجميع الي السيارات في جو متوتر إلي حدود عصيبة !

في السيارة أشار الدكتور مدبولي للسائق بالذهاب إلي مقابر دكرنس.. قال السائق: كيف أسير يا فندم.. قال المحافظ: "إشمعني المقابر يا فندم"؟ رد الدكتور مدبولي.. "هنقرا الفاتحة وبعدين هقولك ليه.. بس نوصل"، رد المحافظ: "تمام.. اتفضل يا فندم".

ده التلفزيون المصري يا استاذ وائل!
هناك.. أشار الدكتور مدبولي بالتوقف عند منطقة ما.. وكالعادة هبط الموكب من السيارات وأشار رئيس الحكومة إلي المحافظ: أليس للمكان حرمة؟ هذه الأكوام من القمامة هل يليق أن تكون بجوار المقابر؟ هل يليق أن تكون موجودة أصلا؟ رد المحافظ: حي دكرنس المفروض.. قاطعه رئيس الوزراء: وأنا مالي ومال رئيس المدينة.. أنت المسئول قدامي.. ثم صمت للحظات وقال: ومع ذلك حاضر.. تؤمر.. اطلبلي رئيس مدينة دكرنس.. بعد لحظات كان الرجل علي الهاتف.. لم يصدق أن رئيس الوزاء من يتحدث إليه لكنه لم يقل أصلا إلا "حاضر يا فندم"..

انتهي الحوار نظر رئيس الحكومة للمحافظ: ها.. صعبة دي.. مش عارف تعملها؟! ولم يجد المحافظ ما يقوله خصوصا أن الإحراج كان أمام العشرات وموظفي الديوان وكاميرا تسجل.. ثم أشار د. مدبولي بمواصلة السير إلي دكرنس! فمشاكلها كثيرة جدا !

هذا السيناريو المتخيل.. ما هو شعور المحافظ إذا قرأه الآن؟ هل يحب ذلك؟ هل تخيل نفسه مكان مديرة المدرسة؟ هي أخطأت فعلا.. وكان عليه أن يبحث إستعدادات الدراسة قبلها بفترة وليس ساعات.. ولكن في كل الأحوال نعاقب مرؤزسينا بالقانون واللوائح.. دون ذبحهم إنسانيا وبما لا يسلبهم القدرة علي إدارة مرؤوسيهم هم أيضا فيما بعد.. وبدون كسرهم أمام أهلهم وذويهم وبكسر لا يمكن إصلاحه بأي حال من الأحوال!
Advertisements
الجريدة الرسمية