فى الذكرى الثالثة لشهداء ملحمة الواحات.. المجد للشهداء.. بطولات خالدة وذكرى عطرة.. إحباط مخطط هدم الدولة والإيقاع بأخطر العناصر الإرهابيية وإعدامهم
ثلاث سنوات مرت على ذكرى ملحمة البطولة
والتضحية والفداء للوطن لحماية مقدراته، 16 شهيداً دفعوا حياتهم
ثمنا لتصدى لمخطط إرهابى هدف إلى تنفيذ سلسلة من الأعمال الارهابية.. شهداء ملحمة
الواحات سطروا بأجسادهم حروفا من نور ودمائهم الطاهرة روت الأرض.
ذكراهم تظل محفورة فى وجدان الشعب المصرى وزملائهم خاصة عن رسالتهم النبيلة فى التضحية بالغالى والنفيس من أجل وطنهم.
20 أكتوبر 2017 كان يوم الملحمة فى معركة استمرت عدة ساعات بين رجال الشرطة والعناصر الإرهابية، وانتهت بسقوط 16 شهيداً وإصابة آخرين، حاولت العناصر الإرهابية الفرار، ولكن الشرطة والقوات المسلحة "عمليات المهام الخاصة" نجحوا فى اصطيادهم وأحبطوا محاولة هروبهم إلى الأراضى الليبية.. وساهمت تضحياتهم فى إحباط واحدة من أكبر المخططات ضد البلاد، فضلا عن القبض على عدد من الإرهابيين، وعلى رأسهم هشام العشماوى والمسمارى واللذين صدر بحقهما أحكام بالإعدام.
ورغم مرور 3 سنوات تظل ذكراهم العطرة وبطولاتهم الخالدة فى وجدان الشعب المصري.. فمنذ الصباح الباكر اليوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2020، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى أسماء وصور الشهداء، بالإضافة إلى تناول ذكراهم عن تضحياتهم.
"الشهداء كانوا من خيرة رجال الشرطة، ويتمتعون بحسن الخلق والمحبة من كافة زملائهم والذين تعاملوا معهم"...
ويضيف عدد من زملاء الشهداء: "هم الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين.. إن ذلك لن يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالى".
وسجل الشهداء بطولاتهم بأحرف من نور وسالت دماؤهم على الأرض الطاهرة لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود، الذي حاول أعضاؤه تأسيس معسكر تدريب لعناصرهم في منطقة الواحات، إلا أن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطنى حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوى بالكيلو 135 بطريق "أكتوبر - الواحات" بمحافظة الجيزة مكانًا للاختباء والتدريب وتأسيس ولاية لهم للقيام بعمليات إرهابية ضد الدولة.. خرجت مأمورية أمنية من خيرة رجال الشرطة لتعقبهم وملاحقتهم، وعند اقتراب المأمورية من منطقة تواجد العناصر الإرهابية أطلقوا أعيرة نارية مستخدمين أسلحة ثقيلة، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد:
(العميد امتياز إسحاق محمد كامل، والمقدم أحمد فايز إبراهيم عبد الحافظ، والمقدم أحمد جاد الله جميل يوسف، والمقدم محمد وحيد مصيحلى، والرئد محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحافظ، والرائد أحمد عبد الباسط محمد أحمد، والنقيب كريم محمد أسامة فرحات، والنقيب أحمد طارق أحمد زيدان، والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور، والنقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفى، والنقيب أحمد حافظ أبو شوشة، ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى، ومجند بطرس سليمان مسعود، ومجند محمود ناصر رجب، ومجند حسن زين العابدين محمد، المجند عمر فرغلى أحمد).
واختطفوا النقيب محمد الحايس، معاون مباحث قسم شرطة أكتوبر، الذي حررته القوات الجوية في وقت لاحق.
العقيد الشهيد محمد وحيد حبشي، ضابط الأمن الوطني، كان أحد أهم الأبطال الذين سطروا مشاهد بطولية فى ملحمة الواحات، وأصبح أيقونة للتضحية والفداء، والدفاع عن الأوطان.
مرت 3 اعوام على إستشهاد "حبشي"، ومازالت زوجته "ريم حسين" تحكي لطفليه "جودي" ذات الـ 13 سنة، و"أحمد" صاحب الـ 9 سنوات، قصص ومواقف البطولة الأب، وأمنيته الشهيرة فى الحج بنيل الشهادة قبل الملحمة بأيام.
وتضيف زوجة البطل: كان زوجى بطبيعة عمله يتواجد كثيراً خارج المنزل، لدرجة أننى أبديت له تخوفى عليه من عدم النوم لساعات طويلة، فرد بابتسامته المعهودة: "المهم الناس تعرف تنام، احنا مهمتنا نحميهم ونوفر لهم الأمان"، وكان يعشق الخروج ليلاً يتجول فى شوارع مصر، ويحكى عنها كثيراً.
وحول أمنيته لنيل الشهادة، قالت زوجة البطل: ذهبنا للحج معاً فى 2017، ونحن هناك استغل زوجى وجوده بالأراضى المقدسة الطاهرة ودعا بنيل الشهادة، لدرجة أننى أشفقت عليه، لكن كان قلبه معلق بها، يتمنى باستمرار نيلها مثل باقى زملائه، ولم يدرى أنه سينالها بعدها بـ 40 يوماً فقط.
وعن يوم إستشهاده، تقول زوجة البطل: كانت المأمورية هذه المرة مختلفة، وكانت نظراته تحمل معانى الوداع، كان الخوف يتسلل لقبلى على زوجي، الذى خرج لمأمورية ما، فقد اعتاد عدم البوح بتفاصيل عمله، وعرفت من وسائل الإعلام بعدها أن قوات شرطتنا يواجهون الإرهاب فى الواحات، حيث بات الخوف والقلق يتسرب لقلبي، وجاءتنى رسالة منه: "ادعى لي.. باحبك"، فكانت آخر ما كتب، ليلقى ربه بعدما صلى برفقة زملائه الجمعة على صوت "الراديو"، وواجهوا الإرهاب بشجاعة، حيث كان الإرهابيون يخططون للتسلل للبلاد وتنفيذ سلسلة من الأعمال التخريبية.
ويعد عبد الرحيم محمد مسماري، الإرهابى الليبى الذى تم القبض عليه أثناء ملاحقة العناصر الإرهابية بعمق الصحراء الغربية أحد أهم المكاسب، خاصة أنه يعد بمثابة كنز معلوماتى كبير، أفصح عن بعضها حيث أكد دخوله مصر مع 14 شخصًا من جنوب درنة، فتنقلوا بين عدة محافظات بالصعيد، منها الظهير الصحراوى لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، قبل الاستقرار بمنطقة الواحات فى شهر يناير 2017، وأمضت المجموعة 10 أشهر فى المنطقة، انضم إليها خلالها 6 عناصر جديدة، وهم المجموعة التى نفذت هجوم دير الأنبا صموئيل بالمنيا.
أما بالنسبة لتفاصيل هجوم الواحات، فقال أنه فى يوم 20 أكتوبر 2017 رصد أحد عناصر المجموعة القوة الأمنية المصرية وهى تقترب من مكان تواجدهم، فأمر الشيخ "حاتم" بالاشتباك معهم؛ مما أسفر عن قتل أحد أعضاء المجموعة وإصابة اثنين، وإستشهاد عدد من الضباط، بعد ذلك هرب مع آخرين باتجاه ليبيا لتظهر أمامهم 4 سيارات جيب تابعة للأمن المصرى على بُعد 80 كيلومتر تقريبًا من موقع الحادث، فحاولوا مواجهتهم بدايةً لولا أن أغارت عليهم بعض الطائرات المصرية، فقُتل أغلب أعضاء التنظيم، وفر الباقون إلى الصحراء حيثُ ماتوا ولم يبقَ سواه على قيد الحياة، وما لبثت قوات الأمن أن قبضت عليه.
وفى 27 يونيو نُفذ حكم الإعدام على الليبي عبدالرحيم المسماري، العقل المدبر لحادث الواحات في 2017.
وكشفت التحقيقات ان المتهم الرئيسى فى حادث الواحات الإرهابية القيادى عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى "ليبى الجنسية" تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد.. وشارك فى العملية الإرهابية التى استهدفت رجال الشرطة بالواحات واختطاف النقيب محمد الحايس.
وتبين من التحقيق ان المتهم المسمارى تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيدا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العيادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية.
ويعتبر "هشام عشماوي" العقل المدبر لحادث الواحات، حيث ظن الإرهابى الأخطر أنه فى مأمن عن رجال الأمن وسرعان ما سقط، وتم ترحيله من ليبيا لمصر، حيث قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، الحكم عليه وعلى 207 متهمين من عناصر تنظيم "بيت المقدس"، بأحكام مختلفة، لارتكابهم 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، ونطق بالحكم فى ديمسبر 2019.. وصدر الحكم ضده واخرين بالاعدام وتم تنفيذ الحكم فى يوم 4 مارس 2020.
وكانت وزارة الداخلية اكدت فى 20 اكتوبر 2017، ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة فى المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر/ الواحات) وتوجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراويةا بتاريخ 31 أكتوبر 2017، بالاشتراك مع أبطال القوات المسلحة والتى أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر (15 عنصرا) وهروب آخر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة (مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة).
وأضافت الداخلية فى بيانها: واصلت الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من خلال التوسع فى عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب بإستخدام الأساليب التقنية الحديثة.. حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبى الجنسية ويدعى عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى (مواليد 5/10/1992 – يقيم بمدينة درنة بليبيا).
وقد كشفت عمليات البحث والتحرى عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة المشار إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد (الذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة)، وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على إستخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات.. وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
كما أشارت معلومات قطاع الأمن الوطنى إلى اضطلاع عناصر هذه البؤرة بإستقطاب ( 29 ) من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتى (الجيزة - القليوبية)، تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم.
كما أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها فى تنفيذ حادث إستهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو 2017 إذ أثبت الفحص الفنى سابقة إستخدام بعض الأسلحة المضبوطة فى تنفيذ ذلك الحادث.
وقد عكست المعلومات والمعطيات أن جهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتى أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم.. أدت إلى إجهاض مخطط إرهابى موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن وإستقرار البلاد.
ذكراهم تظل محفورة فى وجدان الشعب المصرى وزملائهم خاصة عن رسالتهم النبيلة فى التضحية بالغالى والنفيس من أجل وطنهم.
20 أكتوبر 2017 كان يوم الملحمة فى معركة استمرت عدة ساعات بين رجال الشرطة والعناصر الإرهابية، وانتهت بسقوط 16 شهيداً وإصابة آخرين، حاولت العناصر الإرهابية الفرار، ولكن الشرطة والقوات المسلحة "عمليات المهام الخاصة" نجحوا فى اصطيادهم وأحبطوا محاولة هروبهم إلى الأراضى الليبية.. وساهمت تضحياتهم فى إحباط واحدة من أكبر المخططات ضد البلاد، فضلا عن القبض على عدد من الإرهابيين، وعلى رأسهم هشام العشماوى والمسمارى واللذين صدر بحقهما أحكام بالإعدام.
ورغم مرور 3 سنوات تظل ذكراهم العطرة وبطولاتهم الخالدة فى وجدان الشعب المصري.. فمنذ الصباح الباكر اليوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2020، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى أسماء وصور الشهداء، بالإضافة إلى تناول ذكراهم عن تضحياتهم.
"الشهداء كانوا من خيرة رجال الشرطة، ويتمتعون بحسن الخلق والمحبة من كافة زملائهم والذين تعاملوا معهم"...
ويضيف عدد من زملاء الشهداء: "هم الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين.. إن ذلك لن يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالى".
وسجل الشهداء بطولاتهم بأحرف من نور وسالت دماؤهم على الأرض الطاهرة لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود، الذي حاول أعضاؤه تأسيس معسكر تدريب لعناصرهم في منطقة الواحات، إلا أن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطنى حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوى بالكيلو 135 بطريق "أكتوبر - الواحات" بمحافظة الجيزة مكانًا للاختباء والتدريب وتأسيس ولاية لهم للقيام بعمليات إرهابية ضد الدولة.. خرجت مأمورية أمنية من خيرة رجال الشرطة لتعقبهم وملاحقتهم، وعند اقتراب المأمورية من منطقة تواجد العناصر الإرهابية أطلقوا أعيرة نارية مستخدمين أسلحة ثقيلة، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد:
(العميد امتياز إسحاق محمد كامل، والمقدم أحمد فايز إبراهيم عبد الحافظ، والمقدم أحمد جاد الله جميل يوسف، والمقدم محمد وحيد مصيحلى، والرئد محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحافظ، والرائد أحمد عبد الباسط محمد أحمد، والنقيب كريم محمد أسامة فرحات، والنقيب أحمد طارق أحمد زيدان، والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور، والنقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفى، والنقيب أحمد حافظ أبو شوشة، ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى، ومجند بطرس سليمان مسعود، ومجند محمود ناصر رجب، ومجند حسن زين العابدين محمد، المجند عمر فرغلى أحمد).
واختطفوا النقيب محمد الحايس، معاون مباحث قسم شرطة أكتوبر، الذي حررته القوات الجوية في وقت لاحق.
العقيد الشهيد محمد وحيد حبشي، ضابط الأمن الوطني، كان أحد أهم الأبطال الذين سطروا مشاهد بطولية فى ملحمة الواحات، وأصبح أيقونة للتضحية والفداء، والدفاع عن الأوطان.
مرت 3 اعوام على إستشهاد "حبشي"، ومازالت زوجته "ريم حسين" تحكي لطفليه "جودي" ذات الـ 13 سنة، و"أحمد" صاحب الـ 9 سنوات، قصص ومواقف البطولة الأب، وأمنيته الشهيرة فى الحج بنيل الشهادة قبل الملحمة بأيام.
وتضيف زوجة البطل: كان زوجى بطبيعة عمله يتواجد كثيراً خارج المنزل، لدرجة أننى أبديت له تخوفى عليه من عدم النوم لساعات طويلة، فرد بابتسامته المعهودة: "المهم الناس تعرف تنام، احنا مهمتنا نحميهم ونوفر لهم الأمان"، وكان يعشق الخروج ليلاً يتجول فى شوارع مصر، ويحكى عنها كثيراً.
وحول أمنيته لنيل الشهادة، قالت زوجة البطل: ذهبنا للحج معاً فى 2017، ونحن هناك استغل زوجى وجوده بالأراضى المقدسة الطاهرة ودعا بنيل الشهادة، لدرجة أننى أشفقت عليه، لكن كان قلبه معلق بها، يتمنى باستمرار نيلها مثل باقى زملائه، ولم يدرى أنه سينالها بعدها بـ 40 يوماً فقط.
وعن يوم إستشهاده، تقول زوجة البطل: كانت المأمورية هذه المرة مختلفة، وكانت نظراته تحمل معانى الوداع، كان الخوف يتسلل لقبلى على زوجي، الذى خرج لمأمورية ما، فقد اعتاد عدم البوح بتفاصيل عمله، وعرفت من وسائل الإعلام بعدها أن قوات شرطتنا يواجهون الإرهاب فى الواحات، حيث بات الخوف والقلق يتسرب لقلبي، وجاءتنى رسالة منه: "ادعى لي.. باحبك"، فكانت آخر ما كتب، ليلقى ربه بعدما صلى برفقة زملائه الجمعة على صوت "الراديو"، وواجهوا الإرهاب بشجاعة، حيث كان الإرهابيون يخططون للتسلل للبلاد وتنفيذ سلسلة من الأعمال التخريبية.
ويعد عبد الرحيم محمد مسماري، الإرهابى الليبى الذى تم القبض عليه أثناء ملاحقة العناصر الإرهابية بعمق الصحراء الغربية أحد أهم المكاسب، خاصة أنه يعد بمثابة كنز معلوماتى كبير، أفصح عن بعضها حيث أكد دخوله مصر مع 14 شخصًا من جنوب درنة، فتنقلوا بين عدة محافظات بالصعيد، منها الظهير الصحراوى لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، قبل الاستقرار بمنطقة الواحات فى شهر يناير 2017، وأمضت المجموعة 10 أشهر فى المنطقة، انضم إليها خلالها 6 عناصر جديدة، وهم المجموعة التى نفذت هجوم دير الأنبا صموئيل بالمنيا.
أما بالنسبة لتفاصيل هجوم الواحات، فقال أنه فى يوم 20 أكتوبر 2017 رصد أحد عناصر المجموعة القوة الأمنية المصرية وهى تقترب من مكان تواجدهم، فأمر الشيخ "حاتم" بالاشتباك معهم؛ مما أسفر عن قتل أحد أعضاء المجموعة وإصابة اثنين، وإستشهاد عدد من الضباط، بعد ذلك هرب مع آخرين باتجاه ليبيا لتظهر أمامهم 4 سيارات جيب تابعة للأمن المصرى على بُعد 80 كيلومتر تقريبًا من موقع الحادث، فحاولوا مواجهتهم بدايةً لولا أن أغارت عليهم بعض الطائرات المصرية، فقُتل أغلب أعضاء التنظيم، وفر الباقون إلى الصحراء حيثُ ماتوا ولم يبقَ سواه على قيد الحياة، وما لبثت قوات الأمن أن قبضت عليه.
وفى 27 يونيو نُفذ حكم الإعدام على الليبي عبدالرحيم المسماري، العقل المدبر لحادث الواحات في 2017.
وكشفت التحقيقات ان المتهم الرئيسى فى حادث الواحات الإرهابية القيادى عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى "ليبى الجنسية" تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد.. وشارك فى العملية الإرهابية التى استهدفت رجال الشرطة بالواحات واختطاف النقيب محمد الحايس.
وتبين من التحقيق ان المتهم المسمارى تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيدا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العيادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية.
ويعتبر "هشام عشماوي" العقل المدبر لحادث الواحات، حيث ظن الإرهابى الأخطر أنه فى مأمن عن رجال الأمن وسرعان ما سقط، وتم ترحيله من ليبيا لمصر، حيث قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، الحكم عليه وعلى 207 متهمين من عناصر تنظيم "بيت المقدس"، بأحكام مختلفة، لارتكابهم 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، ونطق بالحكم فى ديمسبر 2019.. وصدر الحكم ضده واخرين بالاعدام وتم تنفيذ الحكم فى يوم 4 مارس 2020.
وكانت وزارة الداخلية اكدت فى 20 اكتوبر 2017، ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة فى المواجهات مع القوات الشرطية بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لطريق (أكتوبر/ الواحات) وتوجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراويةا بتاريخ 31 أكتوبر 2017، بالاشتراك مع أبطال القوات المسلحة والتى أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر (15 عنصرا) وهروب آخر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة (مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة).
وأضافت الداخلية فى بيانها: واصلت الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من خلال التوسع فى عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب بإستخدام الأساليب التقنية الحديثة.. حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبى الجنسية ويدعى عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى (مواليد 5/10/1992 – يقيم بمدينة درنة بليبيا).
وقد كشفت عمليات البحث والتحرى عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة المشار إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد (الذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة)، وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على إستخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات.. وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
كما أشارت معلومات قطاع الأمن الوطنى إلى اضطلاع عناصر هذه البؤرة بإستقطاب ( 29 ) من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتى (الجيزة - القليوبية)، تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم.
كما أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها فى تنفيذ حادث إستهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو 2017 إذ أثبت الفحص الفنى سابقة إستخدام بعض الأسلحة المضبوطة فى تنفيذ ذلك الحادث.
وقد عكست المعلومات والمعطيات أن جهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتى أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم.. أدت إلى إجهاض مخطط إرهابى موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن وإستقرار البلاد.