كيف نقضي على الاحتقان الديني المتزايد في العالم بين أبناء الديانات المختلفة؟
جرائم في فرنسا، قطع رؤوس في مختلف بلدان الغرب ردا على الإساءة للإسلام، عنف وإرهاب، كل ذلك يحدث بسبب عدم الوعي، والإصرار على امتلاك الحقيقة المطلقة من هذا أو ذاك، ما يدمر قيمة الدين نفسه.
ويبقى السؤال: كيف يتعايش الناس، وبأي طريقة يمكن إلزامهم باحترام وتقدير صورة الله التي تعطيها الأديان كافة؟!
التأمل في الواقع العالمي، رغم كل أزماته، سيجعلنا ندرك أن هناك عددا متزايدا من الناس ما زالوا يعتقدون أن التعايش هو السبيل الوحيد لتعزيز السلام.
يتضح ذلك في كل مناسبة يجتمع فيها الرموز الدينية المسئولة "شيخ الأزهر ـ بابا الفاتيكان" مثال، هؤلاء الرموز وخاصة المعروف عنهم التسامح، لديهم أفكار تدعم السلام والتعايش، يشعرون بالمسئولية تجاه الأجيال القادمة التي يجب أن تتعرف على جوانب الإيمان لكن داخل وعاء يحترم الإنسانية ويعطيها قدرها.
وتوضح علوم الاجتماع، أن معارضة كل أشكال العنف والإساءة للدين يعزز الإنسانية، إذ تجعل الناس يدركون أنه لا يوجد دين أفضل من الآخر، بل المشكلة في الأتباع، ما يخلق إحساسا بالمساواة، ولهذا يجب دائما تعزيز وتشجيع الحوار ليس فقط بين الرموز من مختلف الأديان، ولكن للناس العاديين أيضا.
تقول الدكتورة لميس فايد، أستاذ الفلسفة والعقيدة، إن الحوار الديني اليوم يجب أن يسعى إلى تفهم الاختلاف في الأديان، وخلق تعايش سلمي يقوم على التعددية الدينية.
توضح فايد أهمية تعاون دور العبادة لترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل والعيش المشترك، مؤكدة ضرورة تخفف الاحتقان الديني، وإسكات الأصوات المتطرفة.
وتضيف: هذه العلاقات بين ممثلي الأديان، تترك آثاراً طيبة على الطرفين، وتزيل غموض وشيطنة الآخر، على حد قولها.