أول يوم دراسي في السينما.. من "آخر الرجال المحترمين" حتى "رمضان مبروك أبو العملين"
بداية العام الدراسي كثيرًا ما تأتي محملة بذكريات الطفولة والصغر، فلا أحد تتطرق لأذنه عبارة "النهاردة أول يوم دراسي"، إلا وتتهافت عليه ذكريات أول يوم بكل ما تحمله معها من ذكريات أول صديق، أول طابور صباحي، أول كلمة ألقيت عليهم قبل دخول الفصول.
الدراسة في زمن كورونا
كان لعام 2020 عرض مخالف تمامًا لبداية العام الدراسي، فقديمًا وحتى نهاية عام 2019 كان اليوم الأول الدراسي، ما هو إلا طلاب وتلاميذ يملأون الشوارع مرتدين "المريلة"، أو ما أطلق عليه حديثًا "يونيفورم".
ولكن في عام 2020 أو كما يطلق عليه عامة "عام الكورونا"، كان للكمامة والإجراءات الوقائية والإحترازية الحضور الأبرز، علاوة على تقليص الأيام الدراسية على مدار الأسبوع لثلاثة أيام بدلا من 5 أو 6 أسبوعيًا، حمايةً للطلاب من فيروس كورونا "كوفيد 19".
عدد من الأعمال الفنية تناولت تطور العملية التعليمية دون التطرق لتطوير المناهج ولكن في الشكل والطابع المتغير للطالب والمعلم.
فيلم اخر الرجال المحترمين
في هذا العمل جسد الفنان الراحل نور الشريف الصورة المثالية للمعلم والمربي الفاضل، الذي يحظى بإحترام وتوقير طلابه دون اللجوء للعنف أول الإمساك بعصا، مع الإحتفاظ بوقاره.
تدور أحداث الفيلم حول أستاذ فرجاني (نور الشريف) الذي يصطحب تلاميذه في رحلة من الصعيد إلى حديقة الحيوان ولكن يفقد طفلة أثناء انشغال المشرفين عنها حيث تحتفظ بها امرأة كابنه لها من بعد فقدانها لابنتها.
بالإضافة لمحاولة تعريف المجتمع المصري من خلال مفاهيم بسيطه ومشاعر مختلفة نجد المعلم والمربي يحاول أن ينقد المجتمع بسلبياته مثل قضايا الثار والتخاذل والفقر وبالرغم من كل هذه المحاورات البحتة إلا أن الأستاذ فرجاني يقدم الحل في بعض كلما بسيطة في نهاية الفيلم: "الإنسان هو الإنسان الخير الاصل فيه والشر هو اللى دخيل عليه".
آخر الرجال المحترمين فيلم من تأليف وحيد حامد ومن إنتاج عام 1984، وبطولة نور الشريف وأحمد راتب وبوسي وعلي الشريف.
فيلم الناظر
رغم أن الفيلم مصنف كوميدي من الطراز الأول إلا أن العمل حمل رسالة قوية جدًا من خلال تطور الشكل العام لما كانت وما آلت إليه المدارس.
بدأت قصة الفيلم بعرض تسلسلي لأول يوم دراسي منذ عصر الفراعنة وحتى نهاية القرن الـ 19، وكيف كان للمعلم الكلمة الأولى والمكانة والانصياع والاستماع من قبل الطالب إلى أن وصل في النهاية لشكل من أشكال البلطجة من قبل الطلاب .
فمنهم من يمنع زملاءه من حتى الاقتراب من الفصول والأسلاك الشائكة على السور المدرسي، وكلمة ناظر المدرسة "عاشور"، التي تمحورت في أساسها على حث الطلاب على الإقبال والشراء من "كانتين المدرسة"، حتى أن وصل الأمر إلى تخوف بعض المدرسين من دخول الفصول خشية من بطش الطلاب بهم.
الناظر، فيلم سينمائي مصري من إنتاج عام 2000، كان اسم الفيلم في البداية الناظر صلاح الدين لكن تم تعديل الاسم لأسباب رقابية، ولعل السبب هو أن العنوان مأخوذ من فيلم تاريخي اسمه الناصر صلاح الدين، وإن كان الفيلم يظهر في بعض المصادر باسمه الأصلي.
الفيلم من بطولة الفنان الراحل علاء ولي الدين وحسن حسني وأحمد حلمي وهشام سليم ومحمد سعد، وعدد من الممثلين ومن إخراج شريف عرفة، جسد علاء ولي الدين 6 شخصيات في الفيلم: في بداية الفيلم الناظر في عصر الفراعنة والناظر في عصر المماليك والناظر في عصر سعد زغلول أما في الفيلم نفسه صلاح الابن وعاشور الأب وجواهر الأم.
رمضان مبروك أبو العلمين حمودة
لم يكن فيلم الناظر الأخير الذي تطرق للحالة التي وصلت إليها العملية التعليمية ففي عام 2008 كان العرض الأول لفيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" فيلم كوميدي.
تدور أحداثه حول رمضان مبروك أبو العلمين حمودة مدرس اللغة العربية في بلد ريفي تسمى ميت بدر حلاوة، ويخشاه الجميع لأنه مثال للحزم و الانضباط، ذلك المدرس المتمسك بالصورة القديمة للمربي داخل المدرسة ويخشاه كل من في المدرسة بداية من الطلاب مرورًا بزملائه المدرسين انتهاءً بناظر المدرسة، فقد جسد رمضان صورة انقرضت بالفعل للمدرس حتى ان وزير التربية والتعليم نفسه تصيبه حالة من الانبهار والدهشة لمجرد أن وجد الصورة الذهنية القديمة للمدرس تتجسد أمام في الوقت الحاضر.
حتى ان بداية اليوم الدراسي في الفيلم جاءت رغم الطابع الكوميدي لها تحمل ما آلت إليه العملية التعليمية واللغة المتبادلة بين المعلم وطلابه في العبارة الشهيرة للأستاذ رمضان، قائلًا: "النهاردة أول يوم دراسي وشايف فيكم إبتسامة أمل أحب أبشركم بسنة سودة.".
الفيلم لمحمد هنيدي، من تأليف يوسف معاطي، وإخراج وائل إحسان، وإنتاج شركة جود نيوز فور فيلمز، تم عرض الفيلم للمرة الأولي في العام 2008.