رئيس التحرير
عصام كامل

«حُضن واسع ضم كل المحتاجين».. «بناتي» جمعية حماية الأطفال «المعنفين» والمعرضين للخطر | فيديو وصور

فيتو
«قوللى أنت مين .. قوللى فعلك.. أصل فعلك هو اسمك.. هو أصلك هو فصلك.. مستحيل أبدا يفارقك.. مستحيل أبدا يضلك.. اللى عاش للناس.. والخير سكته هو اللى عاش.. ما يهمناش انت ابن مين..  ولا فين مكانك فى السنين.. وكفاية إنك حضن واسع.. ضم كل المحتاجين.. إنسان حقيقى غير كدا ما يهمناش».. الأجواء المحيطة بالمكان قطعًا ستدفع إلى الذاكرة كلمات «تتر» المسلسل الدرامي الشهير «للعدالة وجوه كثيرة»، لا سيما وأن شواهد عدة مشتركة بين القصة التى قدمها العمل، وبين ما يحدث داخل المكان الذي تشير لافتته الرئيسية إلى أنه خاصة بمؤسسة «بناتى».


الأرزق والأخضر اللونان الأساسيان بطول الأفدنة السبعة، الواقعة في نطاق مدينة السادس من أكتوبر.. وما بين الأزرق والأخضر، والقلوب البيضاء التي تدير المكان، يعيش ما يزيد على 160 طفلًا من أعمار مختلفة، لا رابط بينهم سوى «الأخوة والمحبة» وهو الشرط الوحيد الذي فرضته إدارة مؤسسة «بناتي» العاملة في نشاط حماية الأطفال المعرضين للخطر والمعنفين.

«مؤسسة بناتي تعمل من أجل حماية الأطفال المعرضين للخطر والمعنفين، المؤسسة بتشتغل من 2010 حتى هذا الوقت، بنشتغل على رعاية الأطفال المعرضين للخطر أو للعنف نتيجة لتواجدهم في بيئة مجتمعية صعبة أو أسرية تعرضه للعنف، والأيتام والأطفال بلا مأوى، ترخصينا حماية الأطفال من سن 6 سنوات وحتى سن 15 عاما، لكن على أرض الواقع هناك أطفال فضلوا معانا لحد سن 20 سنة لأن إحنا مينفعش نسيب الأطفال من غير ما نطمن عليهم إنه مستقبلهم تم التأمين عليه»، يتحدث إسلام الشربيني، مسئول الإقامة في الجمعية، في إطلالة سريعة على ما تهدف الدار إلى تأسيسه منذ أكثر من عشر سنوات، بعدما كلفتهم وزارة التضامن الاجتماعي برعاية الأطفال الذين ألقت بهم الظروف في مستقبل مجهول ومصير لا علم لهم به، ليكن هؤلاء هم يد العون لهم للعبور نحو حياة أكثر آدمية، لا سيما وأن وتيرة العنف الذي يتعرض له الأطفال، ارتفعت بشكل ملحوظ، وفق لما أكده المجلس القومي للطفولة والأمومة في إحصائياته الأخيرة. 

وأضاف «الشربيني»: «أحيانًا نأخذ الأيتام في حالة ما إن كان الأب أو الأم قد توفيا ولم يجد الطفل مصدرا آخر للرعاية بناخده ونرعاه حتى يتمكن من الاندماج بصورة سليمة مع البيئة لتأهيله وإعادة دمجه، وأحرزنا تقدمًا هائلًا في عمليات دمج الأطفال بأسرهم من عام 2010 حتى العام الحالي 2020». 


في الساحة المُلحقة بالطابق السفلي للمبنى المكون من ثلاثة طوابق، خُصصت مساحة ليست بالكبيرة للأطفال الصغار تتناثر بطولها الأرجوحات وبعض الألعاب الأخرى، تهرع الصغيرات ناحية الأرجوحات تمسك كل طفلة بيد شقيقتها، الجميع داخل «بناتي» أخوة وأخوات، أبناء حياة واحدة استطاعوا أن ينتزعوها بكل قوتهم ليكونوا هناك فوق الأرجوحات!

مسئول الإقامة في الجمعية، قال أيضا: «الطفل الذي لم ينشأ في بيئة سوية وتتواجد مشكلات في الأسرة ونزل الشارع جديد نحاول حمايته من الخطر الذي من الممكن أن يلعب دورًا في عودته مرة ثانية إلى الشارع، وإذا كانت مشكلته مع أسرته بسيطة فإننا نتواصل مع الأسرة ونحاول سويًا إيجاد حل نهائي لها، لأن هدفنا إعادة دمج الأطفال والأسرة مرة أخرى بصورة ناجحة، وهناك أطفال تتردد على الشارع وهناك سوء معاملة من الأب والأم، في هذه الحالة يتم إيداعهم في مركز الاستقبال النهاري التابع للدار، ويتم إدماجهم على مدار اليوم مع زملاء لهم وممارستهم بعض الأنشطة ثم إعادتهم لمنازلهم مرة أخرى».  

«بناتي» اسم لم يأت من فراغ، أو لاستكمال بيانات روتينية، لكنه بالفعل أمر واقع، فالمؤسسة تعمل على رعاية البنات بطريقة أساسية، وعن الأولاد الموجودين في الدار والذين لا يتعدون نصف عدد الفتيات، يؤكد «الشربيني» أنهم يبقون في الدار فقط لأنهم أشقاء للفتيات، وأعمارهم لا تتعدى الأربعة عشر عامًا.

خلف المبنى الأزرق اللون هناك مربع أخضر تحيط به الأشجار من كافة الجهات الضوء خافت ولكن أصوات تتداخل فيما بينها يستعد مجموعة من الأطفال بقيادة «نبوي» مسئول تدريب فريق كرة القدم لخوض مباراة «العصرية» قبل الغداء، يعلو صوت الصافرة وتبدأ الفتيات في اللعب مع إخوتهن في حين يرتدي الجميع القمصان البرتقالية، «بنحاول نشرك الطفل في الأنشطة ونتابعه بصورة أكبر ونعدل سلوكيات الأطفال من خلال الأنشطة وبنحاول نخرج أفضل ما فيهم، والأنشطة تشمل الرسم والرياضة والأنشطة الحرفية والتصوير الفوتوغرافي والغناء من خلال فريق الكورال».

أكثر من ثلاثمائة طفل وطفلة تم دمجهم وإعادتهم إلى أسرهم مرة أخرى، أصبح من بين الفتيات اللاتي تربين في الدار منذ سن صغيرة، زميلات عمل لـ«إسلام» ولطاقم المشرفين على الدار، حيث تخرجت من الجامعة نحو 5 فتيات ظللن في المؤسسة حتى تم تخريجهن، ثلاثة منهن يعملن موظفات بالدار، شعرن أنه بإمكانهن رد الجميل ثانية إلى المؤسسة، ولا يزال «إسلام» يتذكر قصة فتاة أتت إلى الدار في سن صغيرة، وها هي تفصلها أيام عن عُرسها بعد أن تخرجت في الجامعة وتوظفت، «أتذكر قصة بنت دخلت هنا عندنا بفتخر بالنجاح اللي وصلت له، بنت ظهرت في بيئة وأسرة غير سوية أدت إلى أنها تسربت من التعليم وكان هناك تجاهل تام من الأسرة لها، قدرنا نساعدها تكمل الدراسة وانتهت من المرحلة الجامعية وبتشتغل وفرحها في نهاية ديسمبر المقبل».

اظهار ألبوم ليست



الجريدة الرسمية