رئيس التحرير
عصام كامل

جمال الغيطانى يكتب : من هنا كانت البداية

الاديب جمال الغيطانى
الاديب جمال الغيطانى
هو الروائى الصحفى المفكر المثقف الكبير عاشق الموسيقى والعمارة والفن التشكيلى، ولد الاديب جمال الغيطانى 9 مايو 1945، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 2015 فى حى الجمالية حيث التاريخ والاصالة.


تخرج من مدرسة الفنون والصنايع بالعباسية، بدأ الكتابة فهو صاحب مشروع روائى فريد حيث استلهم فيه كتابة التراث المصرى فى كتاباته متأثرا بأستاذه الاديب الكبير نجيب محفوظ .


وفى مقال له بمجلة الهلال عام 1983 يحكى فيه تجربته فكتب يقول : كانت نكسة يونيو 67 بوتقة صهرت تجربتى وفى آلامها اعتصر جيلى ، بدأت علاقتى بالتاريخ المكتوب مبكرا فعندما كنت اخرج من مدرسة الحسين الاعدادية امضى الى الشيخ تهامى صاحب مكتبة تستقر على رصيف الجامع الازهر وبقروش صغيرة اقرأ كتب التاريخ تاريخ الجبرتى وابن اياس وكتب التاريخ الفرعونى والف ليلة وليلة والملاحم الشعبية وروايات تاريخية تتناول تاريخ الاسلام وكتابات جورجى زيدان وتاريخ الثورة الفرنسية وروايات الجيب ومع تطور قراءاتى شدنى العصر المملوكى لمصر الاسلامية بشكل عام.

وجدت ان العصر المملوكى هة الاقرب الى واقعنا فكنت اطالع التاريخ ثم احلق بخيالى ومشاعرى حول المبانى القديمة التى وصلتنا من ذلك العصر والتى لا تزال تستخدم فى نفس الغرض الذى بنيت من اجله مثل المساجد والاسبلة والمزارات والبيوت القديمة.
 
ان التاريخ الحى الذى لم يقتصر بعد فى سطور مازال فى الجمالية الحى العريق الذى نشأت فيه وقضيت فيه 29 سنة من عمرى حتى عام 1945.
 
فى عام 1968 بدأت عملى بالصحافة وجدت نفسى فى موقع يتيح لى ان اعيش احداثا ساخنة يمر بها الوطن فبدات عملى بالجبهة كمراسل حربى حيث كنت ادفع بنفسى فى مواجهة الموت بالتواجد فى مناطق الخطر ، ذهبت الى الجبهة ليس لأسرد قصص او موضوعات لكنى ذهبت لأعيش موقفا لأعيش التاريخ فعشت حرب اكتوبر فى اكثر من موقع وعدت منها وذهنى مشحون بالاحداث والتفاصيل فكتبت مجموعة "حكايات الغريب التى تضم عددا من القصص خرجت الى النوربعد سبعة اشهر من النصر الكبير.
 
كنت اتخيل العديد من الشخصيات من مجرى التاريخ اثناء الكتابة منهم الحسين عيه السلام الذى لا اذكر طفولتى الا معبقة بروائح ضريحه وقد زرتفيما بعد المكان الذى تضرد بدمائه فى كربلاء. 

جمال الغيطانى يكتب: خواطر ليلة التنحى

ايضا الحاكم بامر الله بقامته المديدة وصوته الجهورى وجهوده من اجل اقامة عالم مثالى ثم ما تعرض له من تشويه فى التاريخ وفى مدرسة السلحدار الابتدائية التى تحتل ركنا من مسجده الرحب قضيت سنة من عمرى كلما نظرت الى مئذنتيه اتخيله يتابع عصرنا من مكمن خفى 

اننى ارهف السمع اسدد البصر الى زوايا التاريخ القريب والبعيد والحاضر ، فكل حاضر تاريخ لكى اسمع وارى أنات وأشواق وملامح هؤلاء الذين تنسى اصواتهم ويتجاهل الزمن ملامحهم .

الجريدة الرسمية