محمود السعدنى يكتب: تعرفت على مصر المملوكية من خلال محمد عودة
فى كتابه "مسافر على الرصيف " كتب الصحفى محمود السعدنى ـــ رحل 2010 ـــ فصلا عن الصحفى محمد عودة ـــرحل فى مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 2006 صديق رحلته فى شارع الصحافة قال فيه :
لم التق بالصحفى محمد عودة فى مقهى عبدالله بالجيزة ولكنى قابلته صدفة فى مقهى بوسط القاهرة هو مقهى “ايزافيتش “وكان يملكه يوغوسلافى مهاجر إلى القاهرة.
عمال المقهى كانوا من الاجانب لكنه كان فى نفس الوقت يبيع الطعام الشعبى الفول المدمس فقط .وكان محمد عودة صورة مصغرة للمقهى فأغلب قراءاته بالفرنسية والانجليزية .
كان يتوافد على المقهى مجموعة من المثقفين المصريين ، قرأوا قشورا من الثقافة وسبحوا فى مجال ثقافة ضحلة واستخدموا شعارات وعبارات افرنجية ، رضوا عن انفسهم واكتفوا بمشاهدة الحياة فى مصر من فوق رصيف مقهى ، مناقشاتهم عقيمة لا دخل لها بواقع مصر ولا شعب مصر ودائما ماكان يدب الخلاف بين هؤلاء المثقفين ومحمد عودة .، وكان هذا مدخلى الى محمد عودة .
فذات صباح احتدمت المناقشة بين محمد عودة وشلة المثقفين إياهم وكان الحديث حول ام كلثوم وفنها وتأثيرها على وجدان الشعب وأثرها فى حالة الغيبوبة التى كان يعيشها شعب مصر ، وارجع هؤلاء المثقفون ان ام كلثوم هى السبب فى كل ما يعانى منه شعب مصر ووصفوها بانها أفيون لتخدير الشعب وتمكين المستفيدين من دمه ..الا ان محمد عودة كان يرى ان هذه مبالغة وانه حكم سهل منهم لإراحة أنفسهم من دراسة المشاكل الحقيقية والأسباب الرئيسية لتعاسة الشعب المصرى .وانضممت الى راى عودة الذى وصفهم بالجهلة وانقلبت إلى مشاجرة تفرقنا بعدها .
بدأت رحلتى وراء عودة فى جولاته عبر حوارى وازقة القاهرة المعزية فقد كانت تنتابه حالة من النشوة وهو يجوب ازقة حى الجمالية وسوق السلاح ، ومن خلال عودة تعرفت إلى عصور مصر الوسيطة ومماليكها العظام وقادتها الفاتحين وسلاطينها الذين نصبوا المشانق ودقوا الخوازيق .
محمود السعدني: هل الكورة أهلي وزمالك؟
وكما جرجرنى عودة الى حوارى مصر المملوكية جرجرته انا الاخر الى قهوة عبدالله بالجيزة واكتشفت أنه على علاقة بالكل فقد قرأ لزكريا الحجاوى وعبد الرحمن الخميسى وأنور المعداوى وعبد القادر القط ويعرف مواطن قوة وضعف كل منهم لكنه كان الأقرب الى زكريا الحجاوى .
وما اعجبنى ان عودة كان يصطحب معه مجموعة من الشباب ممن كانوا يتزاحمون على أبواب الصحف ويقفون فى طوابير منتظرين فرصة صغيرة او اديب يلتمس من الاخرين قراءته أو شاعر مغمور يعرض اشعاره .
عندما مات عبد الناصر كان عودة فى الثانية والخمسين ومازال محررا سياسيا فى جريدة يومية فلم يصل قط إلى منصب رئيس تحرير او حتى مدير تحرير مع انه كان اكثر حبا لعبد الناصر ، فكل ثروته فى الحياة خمسة كتب من تأليفه وشقة متواضعة وسيارة فيات صغيرة وبالرغم من محاولات استمالته الا انه لم يكتب حرفا ضد قناعاته ..رحم الله محمد عودة .
لم التق بالصحفى محمد عودة فى مقهى عبدالله بالجيزة ولكنى قابلته صدفة فى مقهى بوسط القاهرة هو مقهى “ايزافيتش “وكان يملكه يوغوسلافى مهاجر إلى القاهرة.
عمال المقهى كانوا من الاجانب لكنه كان فى نفس الوقت يبيع الطعام الشعبى الفول المدمس فقط .وكان محمد عودة صورة مصغرة للمقهى فأغلب قراءاته بالفرنسية والانجليزية .
كان يتوافد على المقهى مجموعة من المثقفين المصريين ، قرأوا قشورا من الثقافة وسبحوا فى مجال ثقافة ضحلة واستخدموا شعارات وعبارات افرنجية ، رضوا عن انفسهم واكتفوا بمشاهدة الحياة فى مصر من فوق رصيف مقهى ، مناقشاتهم عقيمة لا دخل لها بواقع مصر ولا شعب مصر ودائما ماكان يدب الخلاف بين هؤلاء المثقفين ومحمد عودة .، وكان هذا مدخلى الى محمد عودة .
فذات صباح احتدمت المناقشة بين محمد عودة وشلة المثقفين إياهم وكان الحديث حول ام كلثوم وفنها وتأثيرها على وجدان الشعب وأثرها فى حالة الغيبوبة التى كان يعيشها شعب مصر ، وارجع هؤلاء المثقفون ان ام كلثوم هى السبب فى كل ما يعانى منه شعب مصر ووصفوها بانها أفيون لتخدير الشعب وتمكين المستفيدين من دمه ..الا ان محمد عودة كان يرى ان هذه مبالغة وانه حكم سهل منهم لإراحة أنفسهم من دراسة المشاكل الحقيقية والأسباب الرئيسية لتعاسة الشعب المصرى .وانضممت الى راى عودة الذى وصفهم بالجهلة وانقلبت إلى مشاجرة تفرقنا بعدها .
بدأت رحلتى وراء عودة فى جولاته عبر حوارى وازقة القاهرة المعزية فقد كانت تنتابه حالة من النشوة وهو يجوب ازقة حى الجمالية وسوق السلاح ، ومن خلال عودة تعرفت إلى عصور مصر الوسيطة ومماليكها العظام وقادتها الفاتحين وسلاطينها الذين نصبوا المشانق ودقوا الخوازيق .
محمود السعدني: هل الكورة أهلي وزمالك؟
وكما جرجرنى عودة الى حوارى مصر المملوكية جرجرته انا الاخر الى قهوة عبدالله بالجيزة واكتشفت أنه على علاقة بالكل فقد قرأ لزكريا الحجاوى وعبد الرحمن الخميسى وأنور المعداوى وعبد القادر القط ويعرف مواطن قوة وضعف كل منهم لكنه كان الأقرب الى زكريا الحجاوى .
وما اعجبنى ان عودة كان يصطحب معه مجموعة من الشباب ممن كانوا يتزاحمون على أبواب الصحف ويقفون فى طوابير منتظرين فرصة صغيرة او اديب يلتمس من الاخرين قراءته أو شاعر مغمور يعرض اشعاره .
عندما مات عبد الناصر كان عودة فى الثانية والخمسين ومازال محررا سياسيا فى جريدة يومية فلم يصل قط إلى منصب رئيس تحرير او حتى مدير تحرير مع انه كان اكثر حبا لعبد الناصر ، فكل ثروته فى الحياة خمسة كتب من تأليفه وشقة متواضعة وسيارة فيات صغيرة وبالرغم من محاولات استمالته الا انه لم يكتب حرفا ضد قناعاته ..رحم الله محمد عودة .