رئيس التحرير
عصام كامل

مي زيادة.. معشوقة الأدباء العرب

مى زيادة
مى زيادة

أشهر أديبة عربية فى القرن العشرين، ملكت عرش الأدب العربى لسنوات طويلة بعد أن تألقت وسط عمالقة الأدب من الرجال، فى مثل هذا اليوم 17 أكتوبر عام 1941 رحلت الأديبة اللبنانية السورية المصرية مى زيادة.



وصفها الشيخ مصطفى عبد الرازق بـ "رائدة النهضة النسوية فى الشرق" وقال عنها صاحب الرسالة أحمد حسن الزيات "تشارك فى كل علم وتفيض فى كل حديث وتختصر للجليس سعادة العمر كله فى لفتة واحدة أو لمحة أو ابتسامة".

وكتب فيها أمير الشعراء أحمد شوقى أرق قصائده فقال: (إذا نطقت صبا عقلى إليها، وإن بسمت إلى صبا جنانى)، وكتب أنطون الجميل عنها "يلذ لى يامى أن أخاطبك باسمك مجردا من الوصف واللقب لأن كل وصف قليل إذا ماقيس بصفاتك وكل لقب ضئيل إذا ما قورن باسمك".

افتتن فيها عباقرة الأدب والفكر فى عصرها وهاموا بها وطلبوا ودها فكانت ملهمتهم ومثال الكمال عندهم وكان صالونها ملاذا لكبار المثقفين فى عصرها طه حسين والعقاد ولطفى السيد وخليل مطران وزكى مبارك ومصطفى عبد الرازق ومنصور فهمى وغيرهم.

هام فيها العقاد بكل شموخه وكبريائه وطلب ودها فصدته إلا أنه لم تستمر العلاقة بينهما أكثر من الصداقة.

نفس الأمر تكرر بدرجات متفاوتة مع عدد آخر من عباقرة الأدب والثقافة فى حينها إلا أن أغلب النقاد يجمعون على أن مى لم تحب إلا رجلا واحدا أحبته حبا صادقا رغم أنها لم تقابله ولم تراه أبدا فى حياتها وإنما جمعت بينهما الخطابات أى إنه حب بالمراسلة وكان الحبيب هو الشاعر جبران خليل جبران.

كان جبران يعيش فى نيويورك ومى تعيش فى القاهرة ورغم ذلك كانت قصة حبهما أجمل قصة حب فى الأدب العربى. وكان رحيله عام 1931 من الأحداث التى كسرتها واوصلتها إلى حافة الجنون.



كانت مى متميزة فى كتابتها فكتبت عن كل شيء وأهم ما كتبت الدعوة إلى حرية المرأة وتعليمها ووضعت أكثر من أربعة عشر كتابا منها: باحثة البادية، عائشة التيمورية، بين المد والجزر، كلمات وإشارات، غابة الحياة، ابتسامات ودموع، الصحائف وغيرها.

مي زيادة تكتب: أهلا بالموسم الفنان

تعرضت مى لمحنة شهيرة حين قام ابن عمها بالحجر عليها وأدخلها مستشفى للأمراض العقلية طمعا فى ممتلكاتها ومكتبتها التى كانت ستهديها إلى مصر فأضربت عن الطعام.

لكن ذهب مجموعة من الأدباء إلى النائب العمومى الذى انتقل بنفسه وأخرجها من المستشفى بعد التأكد من سلامة قواها العقلية وخرجت من المستشفى فى موكب كبير وعادت إلى مصر وعاشت فى شبه عزلة ووضعت كتابا تصف فيه معاناتها بعنوان (العصفورية) وهو اسم مستشفى المجانين فى لبنان التى وضعت فيها، إلا أنه أصابها الهزال حتى دخلت فى غيبوبة ورحلت.

الجريدة الرسمية