ما المقصود بقوله تعالي: "لإن شكرتم لأزيدنكم" ؟
ان الله دائم العطاء لعبده وهو يعطى بشرط ان يكون العبد أهلا للعطاء لأنه يريد أن يعطيك أكثر وأكثر ، لقول الحق (لإن شكرتم لأزيدنكم ) سورة ابراهيم ، فما المقصود بهذا القول ؟يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول : الشكر هنا موجه من العبد للرب ، والزيادة من الرب الى العبد .
والإنسان حين يضع كل المسائل فى ضوء منهج الله، فالله شاكر عليم، لان الله يرضى عن العبد الذى يسير على منهجه وعندما يرضى الله عن العبد فهو يعطى له زيادة والحق سبحانه يقول : (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ، أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) يونس 26 .
والحسنى هى الجنة أما الزيادة فقد قال عنها المفسرون ، انها رؤية المحسن ، فحب الله لعباده هو دوام فيوضاته على من يحب ..هذا فى الدنيا أما فى الاخرة فالحق يلقاه فى احضان نعمه ويتجلى عليه برؤيته.
والزيادة هنا زيادة تليق بمن زادها سبحانه وتعالى وذلك مثل قوله تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) النساء 31، فأنت عندما تجتنب الكبائر لايسقط عنك العقاب فقط بل يدخلك الله مدخلا كريما ، والمدخل الكريميتناسب مع من يدخلك فى مدخله.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدنكم ؟ فيقولون :ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟قال : فيكشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم عز وجل .
ويرى بعض العلماء فى قول الحق سبحانه وتعالى (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) البقرة ، ان الله قد جعل المغفرة أمرا متعلقا بالعابد لله فإن شئت ان يغفر الله لك فأكثر من الحسنات حتى يبدل الله سيئاتك حسنات ، وان شئت أن تعذب ــ وهذا أمر لايشاؤه أحد ـــ فلا تصنع الحسنات.
ما المقصود بحسن الظن بالله؟
من هنا نعرف ان الله سبحانه وتعالى حين يطلب منا الايمان به فإنه يملكنا الزمام، وبمجرد إيماننا به فنحن نتلقى منه زمام الاختيار .
وهذا من مظاهر لطف الله سبحانه بعباده، فهو الذى اذا ناديته لباك، واذا قصدته آواك، واذا أحبيته أدناك، وإذا أطعته كافاك ، وإذا اعطيته واقرضته من فضله وماله الذى منحك عافاك ، وإذا أعرضت عنه دعاك ، وإذا قربت من الله هداك .