قائد القوات الجوية: نسور القوات الجوية المصرية مستعدون للدفاع عن سماء مصر خلال 24 ساعة.. تطوير قواتنا وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة (حوار)
أكد قائد القوات الجوية، على أن حرب أكتوبر المجيدة، التى تعد إنجازًا وإعجازًا، ظلت وستظل مبعث فخر واعتزاز، حيث أعادت بفضل من الله وتوفيقه لقواتنا المسلحة، وللأمة المصرية والعربية، عزتها وكرامتها.
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، عن ملحمة القوات الجوية، فى الرابع عشر من شهر أكتوبر 1973، قائلا: "يوم الرابع عشر من أكتوبر لعام 1973، ذلك اليوم الذى ظن فيه العدو أن بإمكانه أن يصول ويجول فى سمائنا الغالية، دون أن يجد من يردعه فحدث ما لم يدر بخلده".
وتابع: "كان الرد عنيفًا ومزلزلًا ليفقده توازنه وتتحطم أماله فكانت معركة المنصورة التى لقنت العدو أعظم الدروس وبرهنت على مدى الجاهزية والكفاءة العالية لنسور الجو الذين تصدوا ببراعة وجسارة لتلك الهجمة الشرسة قبل أن تصل طائراته لأهدافها رغم تفوقها الكمى والنوعى".
وأشار: "وكانت المفاجئة الصادمة لهم حين قام نسور الجو وبتوظيف أمثلٍ لما لديهم من إمكانات بالاشتباك فى معارك جوية مع طائراته لأكثر من 53 دقيقة وبمشاركة أكثر من 150 طائرة من الجانبين فى معركة جوية هى الأطول فى تاريخ الحروب الحديثة تكبد فيها العدو خسائر فادحة، وصلت إلى 18 طائرة، بالإضافة إلى عجز باقى طائراته عن مواصلة القتال فلاذوا بالفرار تجنبًا لمزيد من الخسائر".
وأكد "حلمي": "وقد كان للعناصر الفنية من المهندسين والفنيين ضباطً وضباط صف الدور المميز حين حققوا أزمنة قياسية فى استعادة الصلاحية وإعادة تسليح الطائرات لتتمكن قواتنا الجوية من الاستمرار فى القتال لفترة طويلة ".
ونوه قائد القوات الجوية: "وكان من أهم النتائج والدروس المستفادة من انتصارات أكتوبر المجيدة أن انتهجت قواتنا المسلحة وبتوجيهات من القيادة السياسية مبدأ التنوع فى مصادر التسليح فشهدت كافة الأفرع الرئيسية ومنها القوات الجوية وخاصة فى السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة فى منظومات التسليح بانضمام العديد من الطائرات الحديثة ولتواكب أحدث ما تمتلكه الجيوش وليبقى بفضل الله لجيش مصر العظيم قوات جوية قادرة على الوصول لأبعد مدى لمجابهة ما يهدد أمن مصر القومى".
وأشار الفريق محمد عباس حلمى: "ومن أجل تهيئة أنسب الظروف لعمل هذه الطائرات فقد شهدت برامج التأهيل والتدريب والإمكانات الفنية والإدارية تطويرًا هائلًا يتناسب مع ما تم تدبيره ويلائم التحديات والتهديدات المنتظرة ".
وقال قائد القوات الجوية: "وللمزيد من اكتساب وتبادل الخبرات والمهارات فقد تم الاشتراك مع الدول الشقيقة والصديقة فى العديد من التدريبات المشتركة داخل وخارج أرض الوطن، كما أنه بالتزامن مع ما يتم من تطوير لإمكانات القوات الجوية وما يتطلبه من جهود من جميع أبنائها تستمر القوات الجوية بالاشتراك مع باقى أسلحة القوات المسلحة فى القيام بواجبها تجاه مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود على مدار الساعة لتحيا مصر آمنة مطمئنة بإذن الله ولتبقى ذكرى نصر أكتوبر برهانًا حيًا ومتجددًا على شموخ قواتنا المسلحة وشجاعة وتضحيات أبطالها ورمزًا لعظمة مصر وصلابة إرادتها وعزيمة شعبها".
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، عن شهداء القوات المسلحة والقوات الجوية قائلا: "وفى هذا اليوم الخالد، دائمًا نتذكر بكل العرفان، شهدائنا الذين لم يبخلوا بأرواحهم فى سبيل غد أفضل لنا جميعًا، ونجدد عهدنا لشعب مصر العظيم، أن نكون على أهبة الاستعداد فى كل وقت وحين، نبذل العرق، مضحين بأرواحنا، لحفظ أمن واستقرار الوطن، حفظ الله مصر شعبًا وجيشًا وبلغنا جميعًا ما نصبوا إليه من عزة وأمن ورخاء فى ظل قيادتنا السياسية الرشيدة ".
وعن مراحل تطور القوات الجوية تحدث الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، حيث أوضح أن القوات الجوية أنشأت عام 1932، وذلك تحت مُسمى "السلاح الجوى الملكى المصرى"، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية فى ذلك الوقت، هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود.
وتابع: "ومنذ ذلك الوقت، شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر، بداية من الحرب العالمية الثانية، وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية، وفى عام 1955 تم البدء فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية وهى تعتبر المرحلة الأولى، وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح، وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل "الميج - اليوشن - السوخوى... "، وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهى الدفاع عن قناة السويس "العدوان الثلاثى 1956".
وأضاف: "وكما نعلم جميعًا، أن المقاتل المصرى لا يستسلم ولا ينحني إلا لله، ففى نهاية حرب 1967، قام نسور القوات الجوية ببطولات تُكتَب بأحرف من نور، وقاوموا طائرات العدو، وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى".
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى، عن المرحلة الثانية فى تطور القوات الجوية قائلًا: "أثناء فترة حرب الاستنزاف فى المدة من 1967 إلى 1970، تم إعادة بناء القوات الجوية على أُسس سليمة، وذلك ببناء مطارات وقواعد جوية، بدشم حصينة للطائرات، وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات "ميج 21 - ميج 19 - سوخوى 7"، وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من المهام منهـا توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومُرَكزة فى قلب سيناء ضد "جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تَجَمُع قواته" فى بداية الحرب، وتم توفير الغطاء الجوى لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور وتوفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء بالإضافة إلى تنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو
وتحدث قائد القوات الجوية عن المرحلة الثالثة قائلا: "بدأ تطوير القوات الجوية، بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبرعام 1973، والتى أبرزت دروسا مستفادة، منها تنويع مصادر التسليح، ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993، قامت مصر بتطوير مصادر التسليح، وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا، وكذا قامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع، وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، والطائرات الهليكوبتر، وبعد إتمام معاهدة السلام كان لا بد للسلام من قوة تحميه".
وأكمل "حلمي" حديثه عن المرحلة الرابعة من تطور القوات الجوية قائلا: "مع زيادة التهديدات، واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد، خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران، كان لا بد من تطوير القوات الجوية، وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة، وكذا تأهيل الفرد المقاتل، لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة، وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة، وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتي القوات الجوية فى الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
وعن دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة قال الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، إنه خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية، شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات، منها الضربة الجوية الأولى، التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب، حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973".
وتابع: "فى هذا اليوم، حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا، بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية، وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة، والتى سميت فيما بعد بـ "معركة المنصورة "، والتى شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين، وقد أظهر فيها طيارونا جرأة وإقداما ومهارات فائقة فى القتال الجوى".
وأضاف: "استمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة، تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة، فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث تم إسقاط 18 طائرة "رغم تفوقه النوعى والعددى"، مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدِم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية ".
وحول إضافة مهام جديدة للقوات الجوية قال الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، إنه ترَتب على قيام ثورتى "25 يناير - و30 يونيو"، وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص دول الجوار، فُرِض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا، مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية، مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة، بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة، فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات".
وأضاف: "كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية "حق الشهيد" بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق "رفح – الشيخ زويد – العريش"، وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار، لتجفيف منابع الإرهاب الأسود، والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية ".
وأشار: "كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية، التى تؤثر على الأمن القومى المصرى، وذلك بالتنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة ".
وأكد: "وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كُلِفَت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لإعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتُكمِلَ مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف".
وحول الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات المقاتلة لأداء مهامها قال الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، إن التطوير فى القوات الجوية، يأتى ضمن منظومة أعم وأشمل، وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة، والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منهـا:
1- مجال التسليح:
تَحرِص القيادة العامة للقوات المسلحة، على التحديث المستمر لقدرات وإمكانات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام "الرافال"، والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور، لما تَملِكُه من نظم تسليح وقدرات فنية وقتالية عالية، والطائرات الموجهة المسلحة، وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع، والهليكوبتر الهجومى والمسلح، والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات
كما يتم تحديث طائرات التدريب، بما يتناسب مع إمتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة، ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة، لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات، لتكن جاهزة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.
2- فى مجال التدريب:
التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية، لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
وتابع الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية حديثه قائلا: "تستخدم الكلية الجوية الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران، بهدف تطوير العملية التعليمية، وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم، ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية، والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية، فضلًا عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم، ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه، لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران".
وأضاف: "كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا، بواسطة متخصصين، باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات، لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة، لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
3- فى مجال التأمين الفنى:
تقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية، من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى، بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم، لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية، من "عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء محليًا"، والاشتراك مع باقى وحدات - تشكيلات القوات الجوية، فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح، مع تحقيق الاستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد والمستمر.
4- فى مجال التأمين الهندسى:
تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية، فى تهيئة الظروف المناسبة، لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب، وتقديم الدعم اللازم، للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات، لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أي وقت.
5- فى مجال التأمين الطبى:
توفر القوات الجوية الرعاية الصحية والتأمين الطبى الشامل، للضباط وضباط الصف والجنود، وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذوى خبرة، مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات، وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإداري مميز، كما يوجد بالقوات الجوية، معهد لطب الطيران والفضاء، بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة، وإجراء بعض التدريبات الخاصة، بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجى، كما يقوم معهد طب الطيران والفضاء بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية باستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.
وعن تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية:
قال الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، إن الأحداث التى تشهدها دول الجوار، فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها، من حالة عدم الاستقرار ومخططات تقسيم، واستهداف المنظمات الإرهابية لها، لتحقيق أطماعها، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية، كان ذلك دافع لتحديث منظومة التسليح داخل القوات القوات الجوية، لأنه يَمَس جوهر الأمن القومى المصرى، لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة، يُبنَى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى، بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية، وإذا استدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
وعن أهم التدريبات الجوية المشتركة للقوات الجوية قال الفريق محمد عباس حلمى، إن القوات الجوية المصرية، تعتبر دائمًا محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة، ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام، مثل "اليرموك" مع الجانب الكويتى، والتدريب المشترك "زايد" مع الجانب الإماراتى، والتدريب المشترك "حمد" مع الجانب البحرينى، والتدريب المشترك "فيصل" مع الجانب السعودى.
كما أن هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة، مثل "النجم الساطع" مع الجانب الأمريكى، وكذلك الجانب البريطانى والفرنسى والإيطالى، والتدريب المشترك "كليوباترا" مع الجانب اليونانى، بالإضافة إلى التدريب المشترك "ميدوزا" مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك "حماة الصداقة " مع الجانب الروسى، والكثير من الدول الأخرى.
وتابع: "وفى إطار تلك التدريبات، يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات، حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال، للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية ".
وحول التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب الطياريين والكوادر الفنية فى ظل التقدم التكنولوجى أكد الفريق محمد عباس حلمى، أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها، هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة، وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب، وذلك بإمتلاك لياقة ذهنية وبدنية عالية، ليصبح قادرا على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية، بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر، تحت مختلف الظروف".
وتابع: "وتقوم قواتنا الجوية، بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل، بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها، وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية، واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب".
وأشار: "كما أن هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا، تتم من خلال برامج التأهيل العلمى "النظرى والعملى" بمعهد دراسات الحرب الجوية، ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.
وأضاف: "أما بالنسبة للكوادر الفنية، تقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة للعمل فى مجال التأمين الفنى، ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى، والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة وإكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية، كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم، والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادى ترفيهيه لرفع الروح المعنوية لهم".
وحول دور القوات الجوية فى دعم مسيرة التنمية أكد الفريق محمد عباس حلمى، أن القوات الجوية تقوم بدور مهم، لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى، لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة، لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين، والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين، وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.
وأضاف: "كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى البحث والإنقاذ، والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى، ومكافحة الزراعات المخدرة، وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية "إدارة مكافحة المخدرات"، والقوات الجوية، وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية "الزراعية والتخطيط العمرانى والنقل والطرق"، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعة ".
وبلنسبة للخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء أكد الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، أن الوفاء ورد الجميل، هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية، عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء، فى لمسة وفاء، لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر، وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
وأضاف: "كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء، ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ "دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة "، كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
وأكمل: "أخيرا وليس آخرًا، يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية، بدعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة، ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرارلا ينسى أبدًا، مهما مرت الأيام والسنين، فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.
* كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟
أُهَنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقَل مهاراتكم بالتدريب المستمر، وتضربون كل يوم مثالًا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة، راجيًا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه".
وتابع: "وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالًا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالى ونفيس من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى، وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضمانًا لاستقراره ورخاؤه وصونًا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حُرَة أبية ".
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، عن ملحمة القوات الجوية، فى الرابع عشر من شهر أكتوبر 1973، قائلا: "يوم الرابع عشر من أكتوبر لعام 1973، ذلك اليوم الذى ظن فيه العدو أن بإمكانه أن يصول ويجول فى سمائنا الغالية، دون أن يجد من يردعه فحدث ما لم يدر بخلده".
وتابع: "كان الرد عنيفًا ومزلزلًا ليفقده توازنه وتتحطم أماله فكانت معركة المنصورة التى لقنت العدو أعظم الدروس وبرهنت على مدى الجاهزية والكفاءة العالية لنسور الجو الذين تصدوا ببراعة وجسارة لتلك الهجمة الشرسة قبل أن تصل طائراته لأهدافها رغم تفوقها الكمى والنوعى".
وأشار: "وكانت المفاجئة الصادمة لهم حين قام نسور الجو وبتوظيف أمثلٍ لما لديهم من إمكانات بالاشتباك فى معارك جوية مع طائراته لأكثر من 53 دقيقة وبمشاركة أكثر من 150 طائرة من الجانبين فى معركة جوية هى الأطول فى تاريخ الحروب الحديثة تكبد فيها العدو خسائر فادحة، وصلت إلى 18 طائرة، بالإضافة إلى عجز باقى طائراته عن مواصلة القتال فلاذوا بالفرار تجنبًا لمزيد من الخسائر".
وأكد "حلمي": "وقد كان للعناصر الفنية من المهندسين والفنيين ضباطً وضباط صف الدور المميز حين حققوا أزمنة قياسية فى استعادة الصلاحية وإعادة تسليح الطائرات لتتمكن قواتنا الجوية من الاستمرار فى القتال لفترة طويلة ".
ونوه قائد القوات الجوية: "وكان من أهم النتائج والدروس المستفادة من انتصارات أكتوبر المجيدة أن انتهجت قواتنا المسلحة وبتوجيهات من القيادة السياسية مبدأ التنوع فى مصادر التسليح فشهدت كافة الأفرع الرئيسية ومنها القوات الجوية وخاصة فى السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة فى منظومات التسليح بانضمام العديد من الطائرات الحديثة ولتواكب أحدث ما تمتلكه الجيوش وليبقى بفضل الله لجيش مصر العظيم قوات جوية قادرة على الوصول لأبعد مدى لمجابهة ما يهدد أمن مصر القومى".
وأشار الفريق محمد عباس حلمى: "ومن أجل تهيئة أنسب الظروف لعمل هذه الطائرات فقد شهدت برامج التأهيل والتدريب والإمكانات الفنية والإدارية تطويرًا هائلًا يتناسب مع ما تم تدبيره ويلائم التحديات والتهديدات المنتظرة ".
وقال قائد القوات الجوية: "وللمزيد من اكتساب وتبادل الخبرات والمهارات فقد تم الاشتراك مع الدول الشقيقة والصديقة فى العديد من التدريبات المشتركة داخل وخارج أرض الوطن، كما أنه بالتزامن مع ما يتم من تطوير لإمكانات القوات الجوية وما يتطلبه من جهود من جميع أبنائها تستمر القوات الجوية بالاشتراك مع باقى أسلحة القوات المسلحة فى القيام بواجبها تجاه مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود على مدار الساعة لتحيا مصر آمنة مطمئنة بإذن الله ولتبقى ذكرى نصر أكتوبر برهانًا حيًا ومتجددًا على شموخ قواتنا المسلحة وشجاعة وتضحيات أبطالها ورمزًا لعظمة مصر وصلابة إرادتها وعزيمة شعبها".
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، عن شهداء القوات المسلحة والقوات الجوية قائلا: "وفى هذا اليوم الخالد، دائمًا نتذكر بكل العرفان، شهدائنا الذين لم يبخلوا بأرواحهم فى سبيل غد أفضل لنا جميعًا، ونجدد عهدنا لشعب مصر العظيم، أن نكون على أهبة الاستعداد فى كل وقت وحين، نبذل العرق، مضحين بأرواحنا، لحفظ أمن واستقرار الوطن، حفظ الله مصر شعبًا وجيشًا وبلغنا جميعًا ما نصبوا إليه من عزة وأمن ورخاء فى ظل قيادتنا السياسية الرشيدة ".
وعن مراحل تطور القوات الجوية تحدث الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، حيث أوضح أن القوات الجوية أنشأت عام 1932، وذلك تحت مُسمى "السلاح الجوى الملكى المصرى"، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية فى ذلك الوقت، هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود.
وتابع: "ومنذ ذلك الوقت، شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر، بداية من الحرب العالمية الثانية، وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية، وفى عام 1955 تم البدء فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية وهى تعتبر المرحلة الأولى، وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح، وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل "الميج - اليوشن - السوخوى... "، وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهى الدفاع عن قناة السويس "العدوان الثلاثى 1956".
وأضاف: "وكما نعلم جميعًا، أن المقاتل المصرى لا يستسلم ولا ينحني إلا لله، ففى نهاية حرب 1967، قام نسور القوات الجوية ببطولات تُكتَب بأحرف من نور، وقاوموا طائرات العدو، وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى".
وتحدث الفريق محمد عباس حلمى، عن المرحلة الثانية فى تطور القوات الجوية قائلًا: "أثناء فترة حرب الاستنزاف فى المدة من 1967 إلى 1970، تم إعادة بناء القوات الجوية على أُسس سليمة، وذلك ببناء مطارات وقواعد جوية، بدشم حصينة للطائرات، وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات "ميج 21 - ميج 19 - سوخوى 7"، وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من المهام منهـا توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومُرَكزة فى قلب سيناء ضد "جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تَجَمُع قواته" فى بداية الحرب، وتم توفير الغطاء الجوى لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور وتوفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء بالإضافة إلى تنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو
وتحدث قائد القوات الجوية عن المرحلة الثالثة قائلا: "بدأ تطوير القوات الجوية، بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبرعام 1973، والتى أبرزت دروسا مستفادة، منها تنويع مصادر التسليح، ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993، قامت مصر بتطوير مصادر التسليح، وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا، وكذا قامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع، وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، والطائرات الهليكوبتر، وبعد إتمام معاهدة السلام كان لا بد للسلام من قوة تحميه".
وأكمل "حلمي" حديثه عن المرحلة الرابعة من تطور القوات الجوية قائلا: "مع زيادة التهديدات، واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد، خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران، كان لا بد من تطوير القوات الجوية، وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة، وكذا تأهيل الفرد المقاتل، لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة، وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة، وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتي القوات الجوية فى الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
وعن دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة قال الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، إنه خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية، شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات، منها الضربة الجوية الأولى، التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب، حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973".
وتابع: "فى هذا اليوم، حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا، بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية، وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة، والتى سميت فيما بعد بـ "معركة المنصورة "، والتى شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين، وقد أظهر فيها طيارونا جرأة وإقداما ومهارات فائقة فى القتال الجوى".
وأضاف: "استمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة، تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة، فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث تم إسقاط 18 طائرة "رغم تفوقه النوعى والعددى"، مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدِم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية ".
وحول إضافة مهام جديدة للقوات الجوية قال الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، إنه ترَتب على قيام ثورتى "25 يناير - و30 يونيو"، وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص دول الجوار، فُرِض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا، مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية، مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة، بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة، فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات".
وأضاف: "كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية "حق الشهيد" بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق "رفح – الشيخ زويد – العريش"، وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار، لتجفيف منابع الإرهاب الأسود، والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية ".
وأشار: "كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية، التى تؤثر على الأمن القومى المصرى، وذلك بالتنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة ".
وأكد: "وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كُلِفَت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لإعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتُكمِلَ مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف".
وحول الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات المقاتلة لأداء مهامها قال الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، إن التطوير فى القوات الجوية، يأتى ضمن منظومة أعم وأشمل، وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة، والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منهـا:
1- مجال التسليح:
تَحرِص القيادة العامة للقوات المسلحة، على التحديث المستمر لقدرات وإمكانات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام "الرافال"، والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور، لما تَملِكُه من نظم تسليح وقدرات فنية وقتالية عالية، والطائرات الموجهة المسلحة، وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع، والهليكوبتر الهجومى والمسلح، والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات
كما يتم تحديث طائرات التدريب، بما يتناسب مع إمتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة، ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة، لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات، لتكن جاهزة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.
2- فى مجال التدريب:
التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية، لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
وتابع الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية حديثه قائلا: "تستخدم الكلية الجوية الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران، بهدف تطوير العملية التعليمية، وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم، ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية، والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية، فضلًا عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم، ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه، لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران".
وأضاف: "كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا، بواسطة متخصصين، باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات، لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة، لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
3- فى مجال التأمين الفنى:
تقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية، من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى، بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم، لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية، من "عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء محليًا"، والاشتراك مع باقى وحدات - تشكيلات القوات الجوية، فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح، مع تحقيق الاستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد والمستمر.
4- فى مجال التأمين الهندسى:
تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية، فى تهيئة الظروف المناسبة، لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب، وتقديم الدعم اللازم، للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات، لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أي وقت.
5- فى مجال التأمين الطبى:
توفر القوات الجوية الرعاية الصحية والتأمين الطبى الشامل، للضباط وضباط الصف والجنود، وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذوى خبرة، مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات، وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإداري مميز، كما يوجد بالقوات الجوية، معهد لطب الطيران والفضاء، بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة، وإجراء بعض التدريبات الخاصة، بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجى، كما يقوم معهد طب الطيران والفضاء بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية باستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.
وعن تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية:
قال الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، إن الأحداث التى تشهدها دول الجوار، فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها، من حالة عدم الاستقرار ومخططات تقسيم، واستهداف المنظمات الإرهابية لها، لتحقيق أطماعها، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية، كان ذلك دافع لتحديث منظومة التسليح داخل القوات القوات الجوية، لأنه يَمَس جوهر الأمن القومى المصرى، لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة، يُبنَى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى، بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية، وإذا استدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
وعن أهم التدريبات الجوية المشتركة للقوات الجوية قال الفريق محمد عباس حلمى، إن القوات الجوية المصرية، تعتبر دائمًا محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة، ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام، مثل "اليرموك" مع الجانب الكويتى، والتدريب المشترك "زايد" مع الجانب الإماراتى، والتدريب المشترك "حمد" مع الجانب البحرينى، والتدريب المشترك "فيصل" مع الجانب السعودى.
كما أن هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة، مثل "النجم الساطع" مع الجانب الأمريكى، وكذلك الجانب البريطانى والفرنسى والإيطالى، والتدريب المشترك "كليوباترا" مع الجانب اليونانى، بالإضافة إلى التدريب المشترك "ميدوزا" مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك "حماة الصداقة " مع الجانب الروسى، والكثير من الدول الأخرى.
وتابع: "وفى إطار تلك التدريبات، يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات، حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال، للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية ".
وحول التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب الطياريين والكوادر الفنية فى ظل التقدم التكنولوجى أكد الفريق محمد عباس حلمى، أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها، هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة، وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب، وذلك بإمتلاك لياقة ذهنية وبدنية عالية، ليصبح قادرا على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية، بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر، تحت مختلف الظروف".
وتابع: "وتقوم قواتنا الجوية، بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل، بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها، وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية، واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب".
وأشار: "كما أن هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا، تتم من خلال برامج التأهيل العلمى "النظرى والعملى" بمعهد دراسات الحرب الجوية، ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.
وأضاف: "أما بالنسبة للكوادر الفنية، تقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة للعمل فى مجال التأمين الفنى، ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى، والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة وإكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية، كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم، والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادى ترفيهيه لرفع الروح المعنوية لهم".
وحول دور القوات الجوية فى دعم مسيرة التنمية أكد الفريق محمد عباس حلمى، أن القوات الجوية تقوم بدور مهم، لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى، لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة، لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين، والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين، وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.
وأضاف: "كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى البحث والإنقاذ، والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى، ومكافحة الزراعات المخدرة، وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية "إدارة مكافحة المخدرات"، والقوات الجوية، وبالتعاون مع قوات حرس الحدود، كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية "الزراعية والتخطيط العمرانى والنقل والطرق"، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعة ".
وبلنسبة للخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء أكد الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، أن الوفاء ورد الجميل، هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية، عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء، فى لمسة وفاء، لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر، وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
وأضاف: "كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء، ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية، وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ "دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة "، كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
وأكمل: "أخيرا وليس آخرًا، يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية، بدعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة، ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرارلا ينسى أبدًا، مهما مرت الأيام والسنين، فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة.
* كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟
أُهَنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقَل مهاراتكم بالتدريب المستمر، وتضربون كل يوم مثالًا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة، راجيًا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه".
وتابع: "وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالًا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالى ونفيس من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى، وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضمانًا لاستقراره ورخاؤه وصونًا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حُرَة أبية ".