رئيس التحرير
عصام كامل

"الفلاحين رجعوا البندر".. مداخن المحلة تعود للاشتعال بعد غياب 3 سنوات

غزل المحلة يعود للممتاز
غزل المحلة يعود للممتاز
تمكن فريق غزل المحلة من الصعود مجددا لدوري الأضواء والشهرة بعد غياب ثلاثة مواسم وذلك إثر تفوقه على الاوليمبي في المباراة التي اقيمت عصر اليوم بإستاد عز الدين يعقوب في الوقت الذي حقق فيه فاركو فوزا بأربعة اهداف علي بلدية المحلة ليعود غزل المحلة مجددا للدوري الممتاز .


«"الفلاحين غلبوا البندر".. كان  أشهر مانشيت يتناول الإنجاز التاريخي لنادي غزل المحلة باقتناص بطولة الدوري من عمالقة الأهلي والزمالك في الموسم 1972/73، وهي البطولة التي أحيّت كرة القدم وأنعشتها وقت حرب أكتوبر المجيدة

وارتبطت البطولة في ذاكرة الجماهير المصرية بالجيل الذهبي للنادي الذي يمثل عمال «غزل المحلة»، وعلى قدر عراقة الاسم تأتي عراقة النادي الكبير الذي سقط في غياهب دوري المظاليم منذ عام 2017.

ويرتبط نادي غزل المحلة بجزء عظيم من تاريخ النضال الوطني المصري بعدما كان أحد أذرع النهضة الاقتصادية الوطنية التي قادها الراحل طلعت باشا حرب في بداية القرن الماضي وأنشأ نادي غزل المحلة مع شركة الغزل العملاقة والأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط آنذاك عام 1936، فكانت البداية بوجود أحد الأندية الوطنية التابعة لشركة مساهمة مصرية في قلب الدلتا.

جذب نادي غزل المحلة طبقة عمال الغزل، وكانوا هم الطبقة الأكثر تعدادًا في مدينة المحلة، حتى انضمت لهم جموع سكان مدينة المحلة الكبرى وأجوارها من القرى والمدن الصغيرة، باعتباره كبير الدلتا الذي يمثلهم أمام أندية البندر في الدوري الممتاز

غزل المحلة ممثل الفلاحين كما يطلق عليه أنصاره يعد أحد أشهر فرق الدوري المصري كونه أحد الفرق القليلة التي سبق وأن حققت لقب بطولة الدوري المصري الممتاز عندما نجح في موسم 72-73 في حصد اللقب

وتعد حقبة السبعينات أفضل فترات فريق غزل المحلة على الإطلاق بعد أن نجح في تحقيق لقب الدوري وحصد المركز الثاني لموسم 75-76 فيما تمكن من تحقيق المركز الثالث في خمس  مناسبات أخرها موسم 92-93

غزل المحلة على مدار تاريخه الكروي لم يحالفه التوفيق في معانقة أقدم البطولات المصرية بطولة كأس مصر بالرغم من حضوره نهائي البطولة العريقة في 6 مناسبات مكتفيا بالوصافة أعوام 75-79- 86 -93-95 وأخيرا 2001

تاريخ غزل المحلة يشهد له بالعديد من الإنجازات، فقد فاز ببطولة الدورى موسم 72/1973 بقيادة الجيل الذهبى للمحلة، ومن نجومه السياجى وعبدالرحيم خليل وعماشة وعبدالدايم وعبدالستار على، كما وصل فريق المحلة إلى نهائى البطولة الإفريقية للأندية أبطال الدورى فى عام 1974، ولكنه خرج من البطولة بعد الهزيمة المفاجئة أمام كارا الكونغولى، ووصل بعد ذلك للدور قبل النهائى من نفس البطولة وأيضاً فى البطولة الإفريقية للأندية أبطال الكؤوس أكثر من مرة. كان لنادى غزل المحلة شرف الوصول إلى المباراة النهائية لكأس مصر ست مرات، ولكن الحظ لم يسعفه للفوز بالكأس فى اى مرة منها.

كما شارك فى البطولة العربية للأندية أبطال الكأس فى تونس عام 1996 وحصل على المركز الثالث قبل أن يصاب بهزة عنيفة أسقطت الفريق إلى دورى الدرجة الأولى موسم 96/1997 عاد بعدها ولكنه كرر السيناريو فى موسم 1999/2000 قبل ان يصعد مرة أخرى فى الموسم التالى.

ويغيب فريق غزل المحلة عن دورى الأضواء والشهرةمنذ عام 2017  وبقائه فى دورى القسم الأول، بعدما كان ملعب غزل المحلة بمداخنه الاربعة  الشهيرة هو مقبرة للكبار ومسرح لاستعراض أبرز الفنون الكروية وإسقاط العمالقة من المنافسين.

البداية
أسس فريق "الفلاحين"، كما يطلق عليهم، التابع لشركة غزل المحلة عام 1936، ولم يشارك بأول 7 نسخ من مسابقة الدوري المصري الممتاز. بدايته كانت مع موسم 1956-1957 حين احتل المركز الـ12 بفارق نقطة عن صاحبي المركزين الأخيرين الهابطين إلى الدرجة الثانية اتحاد السويس والمنصورة.
أفضل مراكزه بأول 5 مواسم بالدوري كان الخامس موسم 1959-1960، حين لم يقدر الأهلي على هزيمته في لقاء الدور الأول (0-0)، وخسر أمامه بهدف دون رد في لقاء الدور الثاني. الأهلي كان الثالث ذلك الموسم خلف الزمالك البطل والترسانة الوصيف.
الموسم التالي (1960-1961) احتل المركز قبل الأخير بفارق نقطة عن اتحاد السويس، لكن قرر الاتحاد المصري لكرة القدم هبوطه للدرجة الثانية بدلا من الأخير لعدم التزامه بالروح الرياضية أثناء مباراته الأخيرة بالبطولة والتي انتهت بالتعادل السلبي مع الترسانة.
موسم واحد فقط قضاه بالدرجة الثانية ثم عاد للممتاز مرة أخرى، ولم يهبط من وقتها حتى موسم 1995-1996.
البطل
بينما الشعب المصري ينتظر قرار حرب أكتوبر المجيدة، انطلقت مسابقة الدوري الممتاز للموسم 1972/73 وحشدت قلعة الفلاحين الأسلحة أملاً في إسعاد الجماهير التي لم تكن تفكر سوى في عبور القناة وتحطيم أسطورة خط بارليف، ولكنها أيضًا لم تترك عشقها وتشجيعها للساحرة المستديرة
بعد توقف المسابقة 5 مواسم بسبب نكسة 1967، استطاع إحراز لقب البطولة بفارق نقطة عن الزمالك وبفارق 3 نقاط عن حامل اللقب الإسماعيلي صاحب المركز الثالث الذي لعب كل لقاءاته بالقاهرة عندما كان هو الفريق المضيف بسبب ظروف الحرب.
في الجولة قبل الأخيرة ذلك الموسم (1972-1973)، كان المحلة يسبق الزمالك بنقطة واحدة في صدارة جدول الترتيب. حل الأهلي ضيفا على المحلة، واستقبل الزمالك فريق البلاستيك وكان لديه أمل أخير في التتويج بالدوري يتمثل في قدرة الأهلي على عرقلة أبناء المحلة بعدما فشل في الفوز على الفلاحين بالجولة السابقة وتعادل معهم 1-1 بعقر دارهم.
خسر الأهلي بهدف محمود عبد الدايم، وفاز الزمالك بثنائية على البلاستيك. ثم في الجولة الأخيرة أعلن عمر عبد الله تتويج الفلاحين بالدوري بإحرازه هدف الفوز على البلاستيك.
استمر الفريق دون توقف في الدوري الممتاز لأكثر من 20 عاما، وكان أفضل مركز له بعد التتويج هو الوصيف موسم 1975-1976 حين خسر (5-0) بمجموع المبارتين الفاصلتين على اللقب أمام الأهلي عندما أقيمت البطولة بنظام المجموعتين .
هبط المحلة للدرجة الثانية موسم 95-96 ثم عاد سريعا. هبط موسم 98-99 ثم عاد سريعا. والآن يعود للممتاز بعد ثلاثة اعوام قضاها بالدرجة الثانية بعد هبوطه موسم 2016 -2017..
كأس مصر
المحلة لم يتوج بكأس مصر مطلقا رغم أنه لعب المباراة النهائية ست مرات. خسر مرتين أمام الزمالك ومثلهما أمام الأهلي.
آخر نهائي لعبه كان موسم 2000-2001، حين أجبر الأهلي على لعب الأوقات الإضافية قبل أن يسجل للأخير علاء إبراهيم ومحمد جودة هدفي الانتصار على فريق ضم بين صفوفه المدافع المخضرم وائل جمعة نجم القلعة الحمراء بعد ذلك.
المحلة الإفريقي
شارك غزل المحلة في دوري أبطال إفريقيا 1974 باعتباره بطل مصر. وصل للمباراة النهائية وخسر أمام كارا الكونجولي 4-2 بالكونجو و2-1 بمصر.
العام التالي شارك أيضا بالمسابقة لأن الدوري موسم 1973-1974 لم يكتمل ويعتبر هو آخر المتوجين. ودع من نصف النهائي عل يد فريق إنوجو رينجرز النيجيري.

وكان آخر ظهور قاري له عام 2002 حين شارك بكأس الكؤوس الإفريقية بعدما كان وصيفا لكأس مصر العام السابق أمام الأهلي الذي لعب وقتها في دوري أبطال إفريقيا باعتباره وصيف الدوري الذي حصده الزمالك.
غادر من دور الـ8 أمام أشانتي كوتوكو الغاني بعدما خسر بثلاثية خارج ملعبه وفاز بمصر 4-2.
الجريدة الرسمية