لماذا لا يحصل الأدباء والشعراء العرب على جائزة نوبل.. غياب القامات الفكرية الأبرز.. وتوجهات الجائزة العالمية تلعب الدور الأهم
مع إعلان جائزة نوبل اسم الشاعرة الأمريكية "لويز جليك" لتتوج على عرش الآداب هذا العام، تصاعدت التساؤلات من جديد عن إمكانية حصد العرب تلك الجائزة مرة أخرى أم أن الأمر أصبح مستحيلًا، منذ فوز نجيب محفوظ بها قبل 32 عامًا؟
غياب الرموز
الكاتب أحمد الخميسي يرى أنه لا يوجد في الوقت الحالي مَن يرقى لحصد جائزة عالمية، قائلًا: "بصراحة وعشان نكون واضحين معندناش حد يرقى للحصول على جائزة عالمية، بعد نجيب محفوظ لم يظهر أحد في عالم الأدب العربي بعده.. كان فيه قبل أديب نوبل شخصيات تستحق مثل طه حسين".
مضيفًا: "بالنظر إلى جائزة نوبل في السنوات الأخيرة نجدها مليئة بالاعتبارات السياسية والبعيدة عن الجوانب الفنية والأدبية، ما أفقدها قيمتها الأدبية من وجهة نظره.
توجهات الجائزة
وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد يقول: هناك توجهات وحسابات لجائزة نوبل يراعيها القائمون عليها، ويأخذون باعتبارات منها ما هو سياسي واقتصادي.
موضحًا أن هناك نظرة غير موضوعية عن الأدب العربي حيث يوجد العديد من المواهب تستطيع الحصول على جائزة نوبل للأدب.
الوزير الأسبق أردف قائلًا: "هناك حاجة بالفعل للعمل على تطوير جوانب الأدب العربي بشكل أفضل بمعنى أن يتم ترجمة كل ما نملكه من منتجات الفكر والإبداع المميزة التي نمتلكها حتى نقدم نفسنا للعالم ونعرفه بثقافتنا وهُويتنا".
متابعًا: "هناك أزمة واضحة في عملية الترجمة عن العربية، حيث نهتم بالترجمة عن اللغات الفرنسية والإنجليزية والروسية، والعكس غير صحيح، وإن تم يكون عشوائيًا".
وشدد وزير الثقافة الأسبق على ضرورة وجود مؤسسات عربية كالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، وجامعة الدول العربية تتبنى مشروعا عربيا لترجمة الأدب الذي نمتلكه على أن يتم اختيار مجموعة من إبداعات كل دولة لترجمتها إلى اللغات الأجنبية المختلفة، مؤكدًا أن ذلك لا بد أن يتم وفقًا لهُويتنا وأسلوبنا الأصيل.
الأدب العربي
أما الكاتب يوسف القعيد، فأكد أن القائمين على جائزة نوبل يتخذون موقفا أو تصورا مغايرا تجاه الأدب العربي.
قائلا: "في موقف من إدارة الجائزة والله أعلم قرروا أن كفاية أديب واحد من العرب وخلاص على كدا". مضيفًا: "عندنا أدب رائع وترجمة من أعمالنا العربية لمختلف لغات العالم.. الأدب العربي مليء بالنماذج التي من الممكن أن تحصل على جوائز عالمية.. بس هما بيحسبوها مرة أوروبا ومرة أمريكا حسبة سياسية أو ثقافية أو أدبية من إدارة الجائزة نفسها".
ويرى "القعيد" أنه بعد الأديب العالمي نجيب محفوظ جاءت مجموعة مميزة تستحق جائزة نوبل مثل صلاح عبد الصبور، وعبد المعطي حجازي، ويوسف إدريس، وألفريد فرج.
مضيفا: "في أدباء كتير جدا في الماضي وحتى الآن يستحقونها وعدم حدوث ذلك ليس تقصيرا منا ولكن تقصيرا منهم في المتابعة والقراءة والإحاطة بما يجري في عالم الأدب العربي".
وقلل القعيد من دور ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأجنبية مدللا: " هناك أدباء عرب كثيرون يكتبون بالإنجليزية والفرنسية على أعلى مستوى مثل الكاتب الصومالي نور الدين فرح ورغم ذلك لا يفوزون".
المعايير
ويرى الناقد الأدبي حسين حمودة، أن السبب مرتبط بالمعايير التي تنطلق منها لجنة التحكيم في هذه الجائزة، فهي أولًا تتعامل مع ما يصل إليها من أعمال مكتوبة بلغات معينة، أو مترجمة إلى هذه اللغات، وهي تعلي من شأن الاهتمام بثقافات معينة، أغلبها غربي، إلا في حدود قليلة.
مضيفًا: يبدو أن لجنة التحكيم تركز تركيزا واضحا على الآداب التي تنتمي أولا إلى أوروبا ثم إلى الولايات المتحدة.
مؤكدًا أن هناك مَن فازوا بالجائزة خارج هذه المعايير، ولكن عددهم لا يتناسب مع الحاصلين على نوبل من أوروبا وأمريكا، وممن يكتبون بالإنجليزية أو الفرنسية، أو الألمانية والإسبانية.
بدوره يؤكد الناقد والشاعر الدكتور أحمد بلبولة أن العالم العربي مليء بالشعراء الذين يستحقون جائزة نوبل بدون شك، فلو كان المعيار أن يتبنى الشاعر قضية إنسانية عامة فكان لدينا على سبيل المثال الشاعر محمد مفتاح الفيتوري الذي دافع عن قضية الإنسان الأسود في القارة الأفريقية، فالعجب كل العجب لماذا لم يحصل محمد الفيتوري رحمه الله على جائزة نوبل؟!
مضيفًا: هناك أيضا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي كان لديه مشروع، وهو رائد من رواد تطوير القصيدة العربية، وقد أحدث هو وجيله كصلاح عبد الصبور ومن قبلهم نازك الملائكة والسياب نقلة نوعية في تاريخ الشعر العربي، ليس فقط على مستوى الشكل، ولكن على مستوى المضامين أيضا، فعندما تقرأ المشروع الشعري لأحمد عبد المعطي حجازي ستجده رجلا يدافع عن الحياة ويهاجم كل من يحاول أن يغتال هذه الحياة حتى في قصيدته الأخيرة "أيقونة قبطية".
كان يدافع عن الأقباط الذين اغتالتهم أيادي الداعشية الآثمة في ليبيا.
وأشار بلبولة إلى أننا لدينا في العالم العربي من يتحدث عن القضايا الإنسانية، ويستطيع أن يتماس مع الأفكار الإنسانية العامة التي تنادي بها مثل هذه المؤسسات وأنشئت من أجلها.
لكن طبيعي جدا أن تؤثر قوة البلد السياسية المرشح منها الشاعر في حصوله على هذه الجائزة، ثانيا لا بد من توفر ترجمات دولة وليس ترجمات أفراد لمنجز هؤلاء المبدعين وتُنشر في البلاد المختلفة.
ويتابع: "فلو تحدثنا مثلا عن الشاعر عفيفي مطر فهو شاعر من وجهة نظري تصعب جدا ترجمته وكذلك شعر أدونيس؛ الذي ينتظر كل عام حصوله على هذه الجائزة، ومن وجهة نظري لن يحصل عليها أبدا ما لم تتوفر لشعره ترجمة تستطيع أن تنقل أفكاره التي كتبها في هذا الشعر".
نقلًا عن العدد الورقي...
غياب الرموز
الكاتب أحمد الخميسي يرى أنه لا يوجد في الوقت الحالي مَن يرقى لحصد جائزة عالمية، قائلًا: "بصراحة وعشان نكون واضحين معندناش حد يرقى للحصول على جائزة عالمية، بعد نجيب محفوظ لم يظهر أحد في عالم الأدب العربي بعده.. كان فيه قبل أديب نوبل شخصيات تستحق مثل طه حسين".
مضيفًا: "بالنظر إلى جائزة نوبل في السنوات الأخيرة نجدها مليئة بالاعتبارات السياسية والبعيدة عن الجوانب الفنية والأدبية، ما أفقدها قيمتها الأدبية من وجهة نظره.
توجهات الجائزة
وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد يقول: هناك توجهات وحسابات لجائزة نوبل يراعيها القائمون عليها، ويأخذون باعتبارات منها ما هو سياسي واقتصادي.
موضحًا أن هناك نظرة غير موضوعية عن الأدب العربي حيث يوجد العديد من المواهب تستطيع الحصول على جائزة نوبل للأدب.
الوزير الأسبق أردف قائلًا: "هناك حاجة بالفعل للعمل على تطوير جوانب الأدب العربي بشكل أفضل بمعنى أن يتم ترجمة كل ما نملكه من منتجات الفكر والإبداع المميزة التي نمتلكها حتى نقدم نفسنا للعالم ونعرفه بثقافتنا وهُويتنا".
متابعًا: "هناك أزمة واضحة في عملية الترجمة عن العربية، حيث نهتم بالترجمة عن اللغات الفرنسية والإنجليزية والروسية، والعكس غير صحيح، وإن تم يكون عشوائيًا".
وشدد وزير الثقافة الأسبق على ضرورة وجود مؤسسات عربية كالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، وجامعة الدول العربية تتبنى مشروعا عربيا لترجمة الأدب الذي نمتلكه على أن يتم اختيار مجموعة من إبداعات كل دولة لترجمتها إلى اللغات الأجنبية المختلفة، مؤكدًا أن ذلك لا بد أن يتم وفقًا لهُويتنا وأسلوبنا الأصيل.
الأدب العربي
أما الكاتب يوسف القعيد، فأكد أن القائمين على جائزة نوبل يتخذون موقفا أو تصورا مغايرا تجاه الأدب العربي.
قائلا: "في موقف من إدارة الجائزة والله أعلم قرروا أن كفاية أديب واحد من العرب وخلاص على كدا". مضيفًا: "عندنا أدب رائع وترجمة من أعمالنا العربية لمختلف لغات العالم.. الأدب العربي مليء بالنماذج التي من الممكن أن تحصل على جوائز عالمية.. بس هما بيحسبوها مرة أوروبا ومرة أمريكا حسبة سياسية أو ثقافية أو أدبية من إدارة الجائزة نفسها".
ويرى "القعيد" أنه بعد الأديب العالمي نجيب محفوظ جاءت مجموعة مميزة تستحق جائزة نوبل مثل صلاح عبد الصبور، وعبد المعطي حجازي، ويوسف إدريس، وألفريد فرج.
مضيفا: "في أدباء كتير جدا في الماضي وحتى الآن يستحقونها وعدم حدوث ذلك ليس تقصيرا منا ولكن تقصيرا منهم في المتابعة والقراءة والإحاطة بما يجري في عالم الأدب العربي".
وقلل القعيد من دور ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأجنبية مدللا: " هناك أدباء عرب كثيرون يكتبون بالإنجليزية والفرنسية على أعلى مستوى مثل الكاتب الصومالي نور الدين فرح ورغم ذلك لا يفوزون".
المعايير
ويرى الناقد الأدبي حسين حمودة، أن السبب مرتبط بالمعايير التي تنطلق منها لجنة التحكيم في هذه الجائزة، فهي أولًا تتعامل مع ما يصل إليها من أعمال مكتوبة بلغات معينة، أو مترجمة إلى هذه اللغات، وهي تعلي من شأن الاهتمام بثقافات معينة، أغلبها غربي، إلا في حدود قليلة.
مضيفًا: يبدو أن لجنة التحكيم تركز تركيزا واضحا على الآداب التي تنتمي أولا إلى أوروبا ثم إلى الولايات المتحدة.
مؤكدًا أن هناك مَن فازوا بالجائزة خارج هذه المعايير، ولكن عددهم لا يتناسب مع الحاصلين على نوبل من أوروبا وأمريكا، وممن يكتبون بالإنجليزية أو الفرنسية، أو الألمانية والإسبانية.
بدوره يؤكد الناقد والشاعر الدكتور أحمد بلبولة أن العالم العربي مليء بالشعراء الذين يستحقون جائزة نوبل بدون شك، فلو كان المعيار أن يتبنى الشاعر قضية إنسانية عامة فكان لدينا على سبيل المثال الشاعر محمد مفتاح الفيتوري الذي دافع عن قضية الإنسان الأسود في القارة الأفريقية، فالعجب كل العجب لماذا لم يحصل محمد الفيتوري رحمه الله على جائزة نوبل؟!
مضيفًا: هناك أيضا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي كان لديه مشروع، وهو رائد من رواد تطوير القصيدة العربية، وقد أحدث هو وجيله كصلاح عبد الصبور ومن قبلهم نازك الملائكة والسياب نقلة نوعية في تاريخ الشعر العربي، ليس فقط على مستوى الشكل، ولكن على مستوى المضامين أيضا، فعندما تقرأ المشروع الشعري لأحمد عبد المعطي حجازي ستجده رجلا يدافع عن الحياة ويهاجم كل من يحاول أن يغتال هذه الحياة حتى في قصيدته الأخيرة "أيقونة قبطية".
كان يدافع عن الأقباط الذين اغتالتهم أيادي الداعشية الآثمة في ليبيا.
وأشار بلبولة إلى أننا لدينا في العالم العربي من يتحدث عن القضايا الإنسانية، ويستطيع أن يتماس مع الأفكار الإنسانية العامة التي تنادي بها مثل هذه المؤسسات وأنشئت من أجلها.
لكن طبيعي جدا أن تؤثر قوة البلد السياسية المرشح منها الشاعر في حصوله على هذه الجائزة، ثانيا لا بد من توفر ترجمات دولة وليس ترجمات أفراد لمنجز هؤلاء المبدعين وتُنشر في البلاد المختلفة.
ويتابع: "فلو تحدثنا مثلا عن الشاعر عفيفي مطر فهو شاعر من وجهة نظري تصعب جدا ترجمته وكذلك شعر أدونيس؛ الذي ينتظر كل عام حصوله على هذه الجائزة، ومن وجهة نظري لن يحصل عليها أبدا ما لم تتوفر لشعره ترجمة تستطيع أن تنقل أفكاره التي كتبها في هذا الشعر".
نقلًا عن العدد الورقي...