هل ينتهي "الإسلام السياسي" من الواقع العربي ؟ .. الأفكار الفاشلة تموت ويلفظها الناس بشهادة التاريخ .. وباحث: الشارع أصدر شهادة وفاة للتيار الديني
يخسر الإسلاميون كل يوم، انتهى مشروعهم في مصر، يلاحقهم الفشل حتى في البلدان التي يشاركون حتى الآن بالسلطة التنفيذية والبرلمان، تتزايد الحركات الاحتجاجية المدنية المناهضة لهم، أصبح غير مرحب بالإسلاميين في الجزائر والأردن والكويت ولبنان والبحرين وكل مكان انطلقوا منه في السابق.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما السبب لكل هذا الفشل، وهل هناك صلاحية للأفكار تنتهي وتموت عندها، أم أن اختفاء أفكار وتراجعها لايعني أنها ستموت وتظل باقية، وستجدد نفسها كما يزعم أنصار الإسلام السياسي !
الأفكار تموت أيضا
يقول محمد آل الشيخ، الكاتب والباحث، إن الأفكار عادة إذا اختبرها الناس على أرض الواقع وفشلت فإنهم يلفظونها، وتنتقل إلى متاحف التاريخ، ويوضح أن كُتب المذاهب والفرق الدينية تكتظ بالكثير من الحركات الدينية التي عرفها المسلمون عبر التاريخ القريب والبعيد، ولم يعد لها وجود الآن على وجه الأرض، وأضاف مؤكدا: "الأفكار تموت أيضا".
تساءل الباحث: أين الحشاشين والقرامطة والمعتزلة والروافض والنواصب، مردفا: مجرد أن تتكون الأفكار ويرى الناس ممارساتها على الأرض وتفشل، ينبذونها على الفور، ولهذا فهي عملياً تموت، مهما ادعى أنصارها أنها ستعود من جديد.
وأشار الكاتب إلى أن جماعة الإخوان، وحركات الإسلام السياسي التي تفرعت عنها وتولت الحكم في مصر، والسودان، وأفغانستان من خلال طالبان وبعض البلدان الآخرى، جميعها لم تحقق للإنسان ما يجعلها مؤهلة للبقاء، ولهذا ستنتهي وسُترحل إلى أرشيف التاريخ، على حد قوله.
الشارع والإسلام السياسي
أما صالح سالم، الكاتب والمحلل السياسي، فيؤكد إن الشارع العربي لفظ كل الأفكار المتعلقة بالإسلام السياسي، بدءًا من الإخوان مرورا بتنظيم القاعدة، وداعش، وحتى الإسلام السياسي الشيعي، على شاكلة حزب الله والتنظيم الحوثي.
يوضح سالم أن هذا التفكير المنغلق أَنهك المنطقة العربية خلال العقود الماضية، لافتا إلى أن الربيع العربي هو المرحلة الفاصلة التي يجب أن تنتهي عندها كل هذه الأفكار، بعد كشفها وتعرية تناقضاتها.
واختتم: العلاقة التي تحكم جميع هذه الحركات هي الصراع على السلطة، وإن كان بعضها وصل إلى الحكم خلال الأعوام الماضية بسبب تعاطف الناس مع طول إقصائهم في السابق، لكن الآن مع فشلهم في السلطة وتسببهم في فوض شاملة، انعكست على تدمير الكثير من البلدان العربية، أصبحنا في حالة تأهب كبرى للعيش في مرحلة ما بعد هذه التيارات، على حد قوله.