رئيس التحرير
عصام كامل

​ أبرز وقائع هروب الفتيات.. فتاة الإسكندرية تترك أسرتها بسبب إجبارها على اصطحاب شقيقها.. خلافات أسرية وراء اختفاء طالبة المنيا.. وخبير تربوي يحذر من الإسراف في القسوة أو الحنان

أرشيفية
أرشيفية
بين الحين والآخر تتردد أنباء عن اختفاء فتيات وتداول منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي تحث المتصفحين علي مساعدة الأهالي في العثور عليهن، وبالبحث والتحري تتوصل القوات الأمنية إلى أن الفتيات هربن من منازلهن لعدة أسباب ولم يتعرضن للخطف.


فتاة الإسكندرية 
ومنذ ٣ أيام تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اختطاف الطالبة فرح سماحة بالصف الثاني الإعدادي، بعد تغيبها عن منزل أسرتها بمنطقة سموحة في الإسكندرية، وتمكن ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية من العثور عليها.

وبالفحص تبين عدم صحة واقعة اختطافها وأن الحقيقة تتمثل في خلافات بين الفتاة "طالبة بالمرحلة الإعدادية" مع والدها ووالدتها بسبب إجبارها على اصطحاب شقيقها الأصغر لشراء المستلزمات المنزلية إلا أن السلوك الساخر من بعض الأشخاص دفعها لمطالبتها أسرتها عدم اصطحاب شقيقها معها.

وأشارت التحقيقات إلى أن الأسرة رفضت مطلب الفتاة مما دفعها لترك المنزل وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. 

بولاق الدكرور
ولم تكن تلك الحادثة الأولي، فقد أقدمت فتاة ١٨ سنه على الهروب بمنطقة بولاق الدكرور نظرًا لسوء المعاملة من الأسرة، كما قررت عدم العودة إليهم مرة أخرى، حيث تركت الفتاة المنزل فى صباح باكر وهربت دون أن يشعر بها أحد، وعندما استيقظت أسرتها للبحث عنها لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها وبعد مرور 24 ساعة ولم يجدوها، فذهبوا إلى القسم لتحرير محضر باختفائها.

وبالرغم من مرور 15 يوما على اختفاء الفتاة، إلا أن أسرتها لم تيأس من البحث عنها، وبالصدفة وأثناء سيرها فى الشارع عثر عليها شقيقها، واقتادها إلى المنزل عنوة، وتعدى عليها بالضرب المبرح، ولم يكتف بذلك بل حبسها داخل غرفتها وقيدها بالسلاسل الحديدية عقاب لها، حتى لا تهرب مرة أخرى، وتوعد لها بالمزيد من الضرب والتعذيب وتركها وذهب.

وقامت الفتاة بفك قيودها، وهرعت إلى الشرفة وألقت بنفسها من الطابق الرابع حتى تستطيع الهرب، وأصيبت بجروح وكسور فى أماكن متفرقة من جسدها، وقام الأهالى بنقلها الى مستشفى الهرم.

المنيا
وفى المنيا، أقدمت فتاة ١٧ سنه على الهروب من منزل أسرتها نتيجة لخلافات عائلية، ولكن تم العثور عليها برصيف محكمة سكك حديد المنيا دون استقلالها أيًا من القطارات، وكشفت وفق تحريات أنها تركت المنزل بسبب خلافات أسرية.

الغربية
وفى الغربية، تغيبت طالبة عن المنزل، لمرورها بأزمة نفسية بعد قيام والدها بضربها وسحب هاتفها المحمول منها لتأديبها.

وقررت الطالبة "ف ن" 15 سنة مقيمة شارع الحكمة بطنطا عدم العودة للمنزل حتى لا تتعرض للإهانة من والدها، كما قررت البحث عن فرصة عمل للإنفاق على نفسها، وتوصلت التحريات، أنه أثناء سيرها فى أحد الشوارع، تعرضت لأزمة صحية بسبب مرضها، وقام الأهالى باصطحابها، وبعد تماثلها للشفاء قاموا بتسليمها للقسم بعد علمهم بتحرير محضر بتغيبها.

وارجع خبراء التربية وعلم النفس هروب الفتيات لعدة أسباب، حيث يقول محمد عبد العزيز الخبير التربوي، أن تلك الوقائع سببها خلل مجتمعي داخل الأسرة، في ظل انشغال الأم بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية، فضلا عن غياب دور المدرسة في توجيه الأطفال ومساندة الأسرة في دورها، وفي نفس التوقيت تراجع دور المؤسسات الدينية، بالإضافة إلى الغزو الثقافي من كافة دول العالم.

اختلاف أسلوب التربية
أكد الخبير التربوي، أن أسلوب التربية الصحيحة يختلف من مرحلة إلى الأخرى، مشيرا إلى أن مرحلة المراهقة تتطلب معاملة خاصة من الآباء، وخاصة أن الابناء في مرحلة المراهقة يسعون إلى التعبير عن الذات والتأكيد على قوة الشخصية، فالمسئول عن تلك الجريمة أكثر من طرف.

وأوضح "عبد العزيز" أن الحرمان في التربية سلاح ذو حدين، ففي مرحلة الطفولة من الممكن معاقبة الطفل بالحرمان من أمر يحبه، أما في مرحلة المراهقة لا بد من الاهتمام بالتوجيه والإرشاد والبعد نهائيا عن الحرمان والعقاب، إلى جانب الاهتمام بالرقابة المشددة دون أن يكون هناك عقاب بدني، وفي حالة تمرد المراهق لا بد من معرفة السبب ومنعه، فمن الممكن أن تكون مرتبطة بشخص معين، مؤكدا أن البنات المراهقات يسعون باستمرار إلى لفت الأنظار وخاصة في حالة معاناتهم من الحرمان الأسري.

الحرمان والعطاء
وعلى الجانب الآخر، يقول أنور حجاب أستاذ علم النفس، إن الحرمان المستمر والعطاء المستمر أكبر خطأ، مشيرا إلى أن الأسرة في تلك الوقائع مهلهلة نفسيا، وأضاف "حجاب"، «التربية لا بد أن تكون في مرحلة الوسط لا قسوة زائدة ولا تدليل زائد» من أهم المحاور الأساسية في التربية الصحيحة، وعند القسوة ينبغي أن تأخذ الأم ابنها في حضنها بعد ذلك، وتكشف له لماذا فعلت ذلك، والامتناع عن إعطاء نفس رد الفعل في كل مرة».

وأكد "حجاب" أن أهم ما يميز مرحلة المراهقة التمرد على كل شئ، وخاصة على الشخص الدائم التهديد له، ويتطور السلوك إلى العدوانية، ويرتكب اخطاء كثير.
الجريدة الرسمية