رئيس التحرير
عصام كامل

البطل رشاد حجاب: كنت أزرع الألغام في مراكز تجمعات الصهاينة وفجرت مقر المخابرات الإسرائيلية في العريش (حوار)

البطل رشاد حجاب
البطل رشاد حجاب
رشاد حجاب أحد الأبطال الذين كانوا يمثلون عينًا من عيون القوات المسلحة طوال فترة احتلال العدو الإسرائيلى لسيناء، فكانوا لا يهابون الموت ويضحون بأنفسهم من أجل عدو الأرض، وقام بدور مهم فى رصد تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلى وقواته ومعداته وآلياته العسكرية وإبلاغ أجهزة المخابرات المصرية بها. 


ألقت مخابرات العدو الإسرائيلى القبض عليه مرتين، وتدخل الصليب الأحمر للإفراج عنه بعد أن ساءت حالته الصحية ورفض الكنيست الإسرائيلى وقتها ليتم الضغط مرة أخرى ويتم ترحيله إلى القاهرة مقابل طيارين إسرائيليين و10 جثث لإسرائيليين.

*متى قمت بتشكيل مجموعة "أبناء سيناء الأحرار"؟

ولدت في الأربعينيات، وعقب عدوان إسرائيل عام 1956 وأثناء دراستي الإعدادية كانت المواجهة مع إسرائيل، وبعد نكسة يونيو عام 1967 أصبحت مدينتنا العريش في قبضة العدو، فبدأنا نشر المنشورات على أهالي العريش لعدم تعاونهم مع العدو وعدم الانصياع إلى أوامرهم، وقمت بتكوين مجموعة أطلقنا عليها: "أبناء سيناء الأحرار"، وتواصلنا مع المخابرات المصرية التي قامت بتدريب البعض على العمل الفدائي السرى وتم تسميتنا تحت اسم "منظمة سيناء العربية".

*حدثنا عن الدور البطولى الذى قمتم به فى مرحلة ما قبل نصر أكتوبر 73؟ 

قمنا بزرع الألغام في طريق الآليات العسكرية ومراكز تجمعات جنود العدو أثناء توقفهم في محطات الأتوبيسات، ونجحنا في تفجير موقف للجنود وقتل عدد منهم وتفجير خطوط الضغط العالى التي تغذى مكاتب مخابرات إسرائيل والحاكم العسكري بالعريش.

*ما حكاية تنكرك لخداع العدو الإسرائيلى؟

عملت في مهن كثيرة منها صبى ميكانيكي وكهربائي وذلك لخداع العدو الإسرائيلي وحتى لا يشك فينا وبدأنا في تصنيع العبوات الناسفة بطريقة بدائية حتى تم وصول إمداد لنا من المخابرات المصرية عن طريق إحدى السيدات القادمات من القاهرة التي نجحت في العبور وبحوزتها أقلام متفجرة وتسليمها إلى المجاهد صباح الكاشف صاحب مقهى شعبي.

كما تسلمنا أجهزة لاسلكية وقمنا بتجميع معلومات كاملة عن تحركات العدو ونوعية عتاده وإرسالها بالشفرة إلى القاهرة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات نوعية من بينها تفجير مقر المخابرات الإسرائيلية في العريش، وأثناء التجهيز لزراعة الألغام انفجر أحد الألغام في المجموعة واستشهد البطل عادل الفار وتحول إلى أشلاء وحملت أمه أشلاءه دون أن تتأثر بذلك، لأن ابنها استشهد لأجل الوطن وأصيب اثنان آخران وتم التحقيق معهما وبعدها بعدة أيام تم الإفراج عنهما.

وعلى الفور تم تسجيل أسمائهم من المسافرين إلى القاهرة من خلال الصليب الأحمر، فأصبحنا 3 أشخاص وأصبح الحمل ثقيلا لكن كنا على قلب رجل واحد، وقمنا بزرع إحدى العبوات الناسفة على قضبان السكة الحديد لاستهداف قطار إمدادات عسكرية للعدو فلم ينفجر في التوقيت المحدد وظل اللغم والقلم المفجر الذي نستخدمه في التفجير أيامًا ونحن في حيرة من أمرنا ونريد القلم المفجر.

فقلت للمجموعة إننى سوف أذهب بمفردى ولكن طلبى قوبل بالرفض، وذهب معي أحد أفراد التنظيم ولكن طلبت منه أن يبعد عن مكان العبوة 300 متر حتى لا يصيبه أي مكروه إذا انفجرت العبوة، وتم التسلل حتى وصلت إلى مكان العبوة وأخذت القلم المفجر ورجعت إلى المجموعة التي ذهلت من نجاحي في الرجوع مرة أخرى. 

*ما قصة أسرك ثم الإفراج عنك من جانب مخابرات العدو الصهيونى؟ 

قامت القوات الإسرائيلية بأسري ونقلوني إلى مكاتب مخابرات إسرائيل بالعريش وغزة وحققوا معي وفشلوا في انتزاع أي اعترافات فأطلقوا سراحي قبل حرب أكتوبر بأيام. 

*ما أهم العمليات الفدائية التى قمت بها بعد الإفراج عنك؟ 

واصلت العمل مع رفاقي الأبطال ووصلتنا تعليمات بنسف قطار الإمدادات مرة أخرى أثناء وصوله محطة العريش قادما من إسرائيل وتمكنت مع زملائي من زرع مواد متفجرة على قضبان السكة الحديد وبدأ التنفيذ في الساعة 10 مساء يوم 6 أكتوبر 1973 ونجونا بأعجوبة من اكتشافنا من قبل دورية إسرائيلية كانت تقوم بتمشيط الموقع قبل وصول القطار، وغادرنا المكان مع وصول القطار الذي انفجر وكانت خسائرهم فادحة.

كما أفشلنا مخطط الثغرة ورصدنا إحدى السفن الحربية بساحل البحر المطل على مدينة العريش وأربع طائرات تقوم بالإقلاع وتذهب إلى مكان محدد وعند عودتهم تقلع أربع طائرات أخرى فقمت بإبلاغ المخابرات الحربية المصرية واتضح أنه المدد الأمريكي القادم عبر البحر لإسرائيل ، حيث أنزلت سفنا تحمل معدات على الساحل غرب مدينة العريش.

وكان قائد هذه القوات عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي وما أن وصل خبر تلك التحركات إلى القيادة المصرية حتى تمكن أبطال مصر من تدمير دباباته وأسره.

*احكِ لنا تفاصيل قصة إلقاء القوات الإسرائيلية القبض عليك مرة أخرى؟

بعد وقف انتهاء معارك أكتوبر تم القبض على عبد الحميد الخليلي وسعد عبد الحميد وأنا وكانت بحوزتنا أجهزة الإرسال، وذلك يوم الجمعة في نهاية عام 1973 فقد دخلت القوات الإسرائيلية علينا في المنزل، ونحن نستعد لإرسال رسالة إلى القاهرة، ووضعتنا في السجن الإسرائيلى وحكم علينا بالسجن لمدة 93 عاما وترافع عنى أحمد أبو وردة المحامي الفلسطيني.

وتم تخفيف الحكم على إلى 37 عاما ثم ترافعت عن نفسى أمام المحكمة المركبة التي عقدت لمحاكمتى وحكمت على بـ 15 عاما من السجن منهم 5 سنوات مع إيقاف التنفيذ وبعد تدخل الصليب الأحمر للإفراج عنى بعد أن ساءت حالتي الصحية رفض الكنيست الإسرائيلى وقتها ليتم الضغط مرة أخرى وتم ترحيلى إلى القاهرة مقابل طيارين إسرائيليين و10 جثث لإسرائيليين.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
الجريدة الرسمية