رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم يعترف: ظُلمت وندمت على "عودة الوعي"

توفيق الحكيم مع جمال
توفيق الحكيم مع جمال عبد الناصر
فى كتاب الأديب جمال الغيطانى "توفيق الحكيم يتذكر" يقول الحكيم:

فى البداية أعترف بأن علاقتى بالرواية كشكل أدبى كانت علاقة وظيفية وليست علاقة متعة بمعنى أن هناك أشياء معينة خاصة بالمجتمع وبى لا يمكن أن تظهر إلا عن طريق الرواية، صحيح أن المسرحية تشترط وجود قضية واضحة تدور حولها الأحداث والشخصيات.


فى عودة الروح قلت أفكارى عن شخصية بلدنا عن مصر وأدى هذا إلى البعث وقامت البلد قوة واحدة أنها ثورة 1919 وكان من واجبى الوطنى أن أقدم هذه الأفكار، وليست الرواية سيرة ذاتية لكنها سيرة روائية فالأشخاص ليسوا بأسمائهم الحقيقية أما السيرة الذاتية فهى فى كتابى سجن العمر.

بعد ثورة 1919 استقرت البلد إلى حد ما، المشكلة الكبرى كانت اصطدام الحضارتين الشرقية والغربية، وهذا ما حدث عندما سافرت إلى باريس لذلك كان "عصفور من الشرق" تضمن إحساس الشاب الشرقى عندما ينتقل إلى الحياة الغربية بكل ما فيها، عبرت عن كل المشكلات التى صادفتها فى عصفور من الشرق.

ذهبت إلى الريف ووجدت هناك حاكما ومحكوما لاعمل وكيل نيابة الفلاح ضائع تماما وكان من الواجب أن أعبر عن هؤلاء المحكومين فكتبت "يوميات نائب فى الأرياف" التى وصفها النقاد بثورة ضد الظلم.

بعدها وفى عام 1938 كتبت أول مقال طالبت فيه بإنشاء وزارة لشئون الحياة واعتبرتها امتدادا لوزارة الأوقاف التى ترعى الأموال الخيرية فأنشأ رئيس الوزراء على ماهر وزارة الشئون الاجتماعية.

وعندما قادت هدى شعراوى حركة تستهدف تحرير المرأة ظهرت بعض الاتجاهات المتطرفة فى الطبقات الراقية وطالبوا بالمساواة مع الرجل حتى فى الخيانة، وجاءتنى إحدى هؤلاء تناقشنى فكتبت "الرباط المقدس".

نزار قباني يهاجم توفيق الحكيم دفاعا عن عبد الناصر

لم تهزنى أى أحداث بعد ذلك لأكتب الرواية حتى جاءت الستينات وأردت أن أنبه إلى الوضع الداخلى فى البلاد قبل النكسة فكتبت "بنك القلق" من واقع ظروف البلد ولم يمض شهران حتى حلت الهزيمة وكان عبد الناصر نفسه هو الضحية.

كان الشكل الفنى لبنك القلق وسطا بين الرواية والمسرحية لذلك سميتها مسراوية بنك القلق أردت فيه زواج المسرح بالرواية بأحداث تدور فى بنك يذهب إليه الناس للكلام بالحوار.

لكن العمل الذى ظلمت فيه ظلما فادحا هو ليس برواية وليس بمسرحية هو "عودة الوعى "لم أكن أريد التشهير بعبد الناصر أو تشويه تاريخه الوطنى بل كنت أريد استرجاع سلبيات التجربة الاشتراكية وكل ما طلبته أن تفتح ملفات الهزيمة كما يحدث فى أى بلد متحضر وانبرى الجميع يشوه صورة الرجل فكتبت مقالا قلت فيه "أغلقوا الملفات " لأنى أحب عبد الناصر لدوره الوطنى الذى لا ينكر. وندمت على كتابة عودة الوعى.

الجريدة الرسمية