رجاء النقاش يروى السيرة الذاتية للأديب توفيق الحكيم
تحت عنوان (بعض اوراق الورد من حياة توفيق الحكيم ) كتب الكاتب الصحفى رجاء النقاش ــــ رحل عام 2008 ــــ مقالا فى كتاب " وداعا توفيق الحكيم " يحكى السيرة الذاتية للأديب الكبير فيقول :
ولد توفيق الحكيم فى 9 أكتوبر 1898 ورحل عام 1987 أى إنه عاش ما يقرب 89 عاما وقد ورث هذا العمر الطويل من أمه التى عاشت حتى تخطت المائة عام، أيضا ورث منها النظام الدقيق فقد وصفها فى كتابه سجن العمر أنها كانت شديدة الصرامة.
ورغم أن توفيق الحكيم كان رجلا حلو الحديث خفيف الظل صاحب ذهن شديد الحيوية والحضور فإنه من الناحية الاجتماعية شديد التحفظ ميالا إلى العزلة والانطواء حتى داخل بيته، فلم يكن يلتقى بالناس إلا فى مكتبه بالأهرام وقبل ذلك فى دار الكتب أو فى ندوته بفندق سميراميس أو فى مقهى بترو بالإسكندرية.
لم يكن يعرف حياة اجتماعية فلا يزور أحد ولا يسمح لأحد بزيارته، لم يكن يسهر أبدا أو يقبل دعوات العشاء هنا أو هناك ولذلك كان إنتاجه الأدبى والفنى غزيرا فلم يكن يعرف شيئا اسمه الوقت الضائع.
وعلى شدة أناقة توفيق فى كتابته وعذوبته النادرة فى الأسلوب كان بسيطا فى ملابسه لا يعرف التأنق، لا يلفت النظر إلا بالعصا التى كان حريصا عليها ومشهورا بها، والبيريه الذى كان يصر على وضعه على رأسه والذى أصبح علامة مميزة لشخصيته، وكان وجهه جذابا يفيض بملامح الذكاء والعبقرية.
أبوه هو إسماعيل الحكيم من رجال القضاء المعروفين فى عصره، ينحدر من أسرة فلاحين يرث 300 فدان أتاحت لتوفيق أن يعيش طفولة سهلة.
عندما أنهى دراسة الحقوق عام 1925 سافر إلى باريس ليدرس الدكتوراه فى القانون على نفقة أبيه.
ولأن توفيق لا يميل إلى القانون انشغل بدراسة الفن فى باريس بالقراءة ومشاهدة المسرحيات الفرنسية والتجول بمتحف اللوفر والحوار مع حسناوات باريس، أمضى ثلاث سنوات هناك غرق فيها فى بحر الثقافة الفرنسية الجذابة.
عاد إلى مصر وعمل وكيلا للنائب العام عام 1929 فى طنطا ودمنهور والزقازيق لمدة خمس سنوات كتب فيها رائعته (يوميات نائب فى الأرياف) فصور الريف بهمومه وأحزانه فى سخرية نادرة.
لم يطق الوظيفة فانتقل إلى وزارة المعارف رئيسا لقلم التحقيقات وعندما أصبح طه حسين وزيرا للمعارف اختاره مديرا لدار الكتب وظل بها إلى أن أحيل للمعاش عام 1958 .
رجاء النقاش يتحدى هيكل بنشر قصيدة "أيها المصري العظيم"
حين قرر أول وزير للثورة إسماعيل القبانى فصله من وظيفته لأنه غير منتج رفض عبد الناصر الطلب وأقال الوزير وأبقى الحكيم لانه كان من عشاقه وقرأ فى شبابه روايته عودة الروح، ثم شن الكاتب أحمد رشدى صالح حملة على توفيق واتهمه بسرقة أعماله من مصادر فرنسية فأعطاه عبد الناصر أعلى وسام فى الدولة.
عاش الحكيم حياته مخلصا لشيء واحد هو الفن ولم يعط أى جهد حقيقى إلا للقلم والكتابة فبدأ الكتابة من 1918 بمسرحية الضيف الثقيل يهاجم فيها الاحتلال ليظل بعدها يكتب سبعين سنة متصلة ليرحل عن دنيانا ويبدأ رحلة الخلود.
ولد توفيق الحكيم فى 9 أكتوبر 1898 ورحل عام 1987 أى إنه عاش ما يقرب 89 عاما وقد ورث هذا العمر الطويل من أمه التى عاشت حتى تخطت المائة عام، أيضا ورث منها النظام الدقيق فقد وصفها فى كتابه سجن العمر أنها كانت شديدة الصرامة.
ورغم أن توفيق الحكيم كان رجلا حلو الحديث خفيف الظل صاحب ذهن شديد الحيوية والحضور فإنه من الناحية الاجتماعية شديد التحفظ ميالا إلى العزلة والانطواء حتى داخل بيته، فلم يكن يلتقى بالناس إلا فى مكتبه بالأهرام وقبل ذلك فى دار الكتب أو فى ندوته بفندق سميراميس أو فى مقهى بترو بالإسكندرية.
لم يكن يعرف حياة اجتماعية فلا يزور أحد ولا يسمح لأحد بزيارته، لم يكن يسهر أبدا أو يقبل دعوات العشاء هنا أو هناك ولذلك كان إنتاجه الأدبى والفنى غزيرا فلم يكن يعرف شيئا اسمه الوقت الضائع.
وعلى شدة أناقة توفيق فى كتابته وعذوبته النادرة فى الأسلوب كان بسيطا فى ملابسه لا يعرف التأنق، لا يلفت النظر إلا بالعصا التى كان حريصا عليها ومشهورا بها، والبيريه الذى كان يصر على وضعه على رأسه والذى أصبح علامة مميزة لشخصيته، وكان وجهه جذابا يفيض بملامح الذكاء والعبقرية.
أبوه هو إسماعيل الحكيم من رجال القضاء المعروفين فى عصره، ينحدر من أسرة فلاحين يرث 300 فدان أتاحت لتوفيق أن يعيش طفولة سهلة.
عندما أنهى دراسة الحقوق عام 1925 سافر إلى باريس ليدرس الدكتوراه فى القانون على نفقة أبيه.
ولأن توفيق لا يميل إلى القانون انشغل بدراسة الفن فى باريس بالقراءة ومشاهدة المسرحيات الفرنسية والتجول بمتحف اللوفر والحوار مع حسناوات باريس، أمضى ثلاث سنوات هناك غرق فيها فى بحر الثقافة الفرنسية الجذابة.
عاد إلى مصر وعمل وكيلا للنائب العام عام 1929 فى طنطا ودمنهور والزقازيق لمدة خمس سنوات كتب فيها رائعته (يوميات نائب فى الأرياف) فصور الريف بهمومه وأحزانه فى سخرية نادرة.
لم يطق الوظيفة فانتقل إلى وزارة المعارف رئيسا لقلم التحقيقات وعندما أصبح طه حسين وزيرا للمعارف اختاره مديرا لدار الكتب وظل بها إلى أن أحيل للمعاش عام 1958 .
رجاء النقاش يتحدى هيكل بنشر قصيدة "أيها المصري العظيم"
حين قرر أول وزير للثورة إسماعيل القبانى فصله من وظيفته لأنه غير منتج رفض عبد الناصر الطلب وأقال الوزير وأبقى الحكيم لانه كان من عشاقه وقرأ فى شبابه روايته عودة الروح، ثم شن الكاتب أحمد رشدى صالح حملة على توفيق واتهمه بسرقة أعماله من مصادر فرنسية فأعطاه عبد الناصر أعلى وسام فى الدولة.
عاش الحكيم حياته مخلصا لشيء واحد هو الفن ولم يعط أى جهد حقيقى إلا للقلم والكتابة فبدأ الكتابة من 1918 بمسرحية الضيف الثقيل يهاجم فيها الاحتلال ليظل بعدها يكتب سبعين سنة متصلة ليرحل عن دنيانا ويبدأ رحلة الخلود.