الفريق أسامة المندوه لـديلى نيوز.. الجيش المصري مهمته حماية أمن الوطن.. مصر حققت الانتصار قبل التطبيع.. ترامب دمر القضية الفلسطينية.. ونتنياهو حبيس قناعات قديمة
بدأت حرب أكتوبر لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 67 ، وبعد بدأ الهجوم بساعتين ، صدرت الأوامر
للنقيب أسامة المندوه، وتكليفه بمهمة في وسط سيناء لرصد تحركات العدو في تلك
المنطقة الاستراتيجية ن يرافقه عريف اللاسلكي " فتحي عبد الهادي " وانضم
إليهما الشيخ البدوي حسب الله من قبيلة
الإحيوات وكان مقدرا للمهمة ألا تزيد عن تسعة أيام.
وبطائرة هليكوبتر، حلقت على ارتفاع منخفض ، صعد الثلاثة إلى أعلى نقطة جبلية واختاروا مكانا مناسبا يسعهم رؤية ما يحدث في مطار "المليز" والطريق الأوسط القريب من الممرات
وب 90 جنيها استلمها النقيب ، وكمية من الطعام والشراب لا تكفي سوى ل 9 أيام ، استمرت المهمة ل 6 أشهر كاملة ، بسبب سيل المعلومات التي كان يرسلها النقيب " أسامة المندوه" إلى القيادة والتي تكشف تحركات الجيش ال إسرائيلي في ظل استمرار المعركة ، لتكون العملية "لطفي" كما تم تسميتها أحد مفاتيح نصر أكتوبر العظيم، وتمر السنين لينتقل اللواء أسامة المندوه إلى العمل الدبلوماسي كقنصل لمصر في " إسرائيل "ليواجه أغلب القادة الذين حارب ضدهم في جولة دبلوماسية جديدة، وخدم اللواء أسامة المندوه في جهاز المخابرات العامة حتى وصل إلى منصب وكيل أول المخابرات العامة وعمل بها حتى عام 2012.
في البداية نهنئك بمناسبة حلول ذكري نصر أكتوبر العظيم ؟
ألف شكر ، وأود في تلك الذكرى أن أوجه التحية للقوات المسلحة وللرئيس السادات ، وقبلهما إلى الشعب المصري ، وقبل كل هؤلاء شهداء مصر العظام، الذين دفعوا كل غالي وثمين ليحقق النصر.
كيف كانت الظروف النفسية للقوات المسلحة بعد "هزيمة يونيو " وما أشد المواقف التي أثرت فيها؟
كانت فترة بسيطة من الإحباط ولكن الجيش استعاد عافيته سريعا ، خصوصًا أننا في 67 لم نحارب فعليا، وتنحي الرئيس جمال عبد الناصر، أحدث هزة في القوات المسلحة ، لأننا شعب عاطفي ، وبعد عودته عادت الطمأنينة، وعند موته حدث نفس الشيء، وفي هذا اليوم رفعنا درجة الاستعداد للدرجة القصوى، فالقوات المسلحة كان يشغلها شيء واحد وهو عودة الأرض المحتلة.
هل كان تحقيق ما تم في أكتوبر 73 صعبًا؟
لم يكن فقط صعبًا بل كان مستحيلًا ، بالنظر للمانع المائي وتحصينات شرق القناة ، وقدرتنا كانت محدودة ، وإمكانياتنا ضعيفة، بقدرات إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة، وبكل المقاييس العسكرية والمنطقية ، لم يكن النصر ممكنا ، ويجب ان نقدم تحية كبيرة للزعيم انور السادات، لأنه وفر كل ما يمكن للجيش المصري ، ودعم المجهود الحربي ، ومن أمامه الشعب المصري العظيم الذي ضحى بالغالي والنفيس لاستعادة الكرامة و الأرض المحتلة .
هل نستطيع تلخيص أسباب هزيمة 67 ؟
تحليل الهزائم العسكرية ، يحتاج للجان كبيرة ، وليس بسيطًا ، ولكن الجيش المصري في 67 لم يكن مهيأ لقتال، وتم استنزافه في معارك جانبية ( حرب اليمن ) واعتمدنا "البروباجنده" بلا سند ، ولم تكن هناك بنية تحتيه في الدولة تستطيع تحقيق النصر .
ما الدرس المستفاد من العملية " لطفي" ؟
العملية "لطفي" تبين القوة الحقيقية للجندي المصري ، وكيف يستطيع تحمل كل الظروف والعقبات والأخطار ، ومن الطرائف أنني بعد اكثر من 15 سنة من نصر أكتوبر ، جلست بعد ذلك مع رئيس وحدة " قصاصي الأثر " الذي كان مكلفا بالعثور على مكاني ، وأنا أعمل في إسرائيل بعد ذلك.
ولا انسى ، كلمة المشير احمد إسماعيل ، عن سبب مد مهمتي ، خلف خطوط العدو لستة أشهر بعدما كان مقدرًا لها 9 أيام فقط ، فقال ليه " لا يمكن ان نجد مصدر كهذا للمعلومات ونغلقه بأنفسنا "
هل تنوي تسجيل تجارب اخرى كما فعلت في كتاب " خلف خطوط العدو" ؟
كتابي القادم " مقاتل في معركة السلام " أتحدث فيه عن جهودي في معركة السلام ، لأني بعد انتصار أكتوبر ، عملت قنصلا عامًا لمصر في إسرائيل ، وأعمل حاليا على تسجيل تجربتي في هذا الكتاب ، وبه كل حواراتي مع القادة ال إسرائيليين.
بعملك في إسرائيل عدة سنوات كيف ترى " نتنياهو" ؟
نتنياهو حبيس قناعات قديمة ، ويطلب ضمانات لا نهائية ، وقال لي أن إسرائيل حلت مشاكلها مع مصر وسوف تحل مشاكلها مع الأردن وسوريا ولبنان ، وهكذا ينتهي الأمر ، ويقول دائما ، ومقتنع تمامًا أنه عادوا للضفة الغربية ، ولا يعتقد أنهم احتلوها .،وهو تلميذ إسحاق شامير وبيجن ، وتلك هي معتقداتهم ، أن الله أعطاهم الدولة من النهر للبحر وأن الضفة ليست أرض محتله ، وتلك قناعة عدد كبير من القادة هناك .
كيف ترى مسار القضية القضية الفلسطينية ؟
بالنظر لمحاولات الرئيس السادات ، بعد نصر أكتوبر ، الذي أحدث زلزال في العقلية ال إسرائيلية ، الصقور منهم قبل الحمائم ، وأحدث انقلابا ، داخل إسرائيل وتولى الليكود الحكم في مايو 1977 ، وترسخت في أذهان بيجن وشركاه ، ضرورة عقد سلام مع مصر ، وهنا تم دعوة السادات لزيارة القدس ، في نوفمبر من العام ، بعد أقل من 6 شهور من توليهم الحكم
جاءت جهود السادات ، حيث وقع اتفاقية كامب ديفيد 78في نوفمبر ، ثم اتفاقية السلام مارس 79 ولم تتوقف محاولات الرئيس السادات ، لجذب الأطراف العربية لمائدة المفاوضات ، وكان يهدف لإبطال حجة إسرائيل ، بغياب الأمن على الجبهة الشرقية ، ولكن للأسف قادة دول المواجهة ( العراق وسوريا) لم يستغلوا الفرصة وقاطعوا مصر ، بالرغم من أن انتصار أكتوبر.
هل أضر العرب بالقضية ؟
للأسف نعم ، العرب أضروا القضية الفلسطينية ، ومن أشد تلك الأضرار ، احتلال صدام للكويت ،ففي تلك الفترة كان الأمريكان على لسان "بيكر" يتكلمون عن الأرض مقابل السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ، وكان هناك ضغط أمريكي على إسرائيل ، لقبول النقاط الست ، والتي كانت تشمل الأرض مقابل السلام ، وإقامة دولة فلسطينية ، وهذا الطرح لم يتكرر مرة اخرى ، وبدخول صدام الكويت ، تركز الاهتمام على منطقة الخليج ، وخف الضغوط عن كاهل إسرائيل .
لذا أنا دائما اطلق على إسرائيل " إسرائيل المحظوظة "، وقد كنت في إسرائيل عندما بدأ صدام يطلق الصواريخ على إسرائيل ولكنها كانت كلها " فشنك " ولكن احدثت رعب ، لأنها أفرغت تل أبيب من السكان ، ولكنها لم تحدث خسائر ، فنحن كعرب لنا ضلع كبير في الضرر للقضية ، ومن أشد الضربات الأخرى هو انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية الذي رسخ الانقسام الفلسطيني ، فالأسف لا يمكن أن نبرأ الفلسطينيين من الإضرار بقضيتهم بصورة شديدة .
هل ترى أملًا من ال إسرائيليين لتحقيق السلام ؟
نحتاج لقائد إسرائيلي لديه القدرة والإرادة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وتلك الصفتين لم يجتمعا مع إلا في اسحق رابين ،ف " شمير" كان لدية القدرة ولكنه لم يكن يريد ، وبيريز لميكن لدية القدرة ، وشارون كان لديه القدرة وليس لديه إرادة ، أما نتنياهو فليس لدية قدرة ولا إرادة ، رابين الوحيد الذي كان لدية القدرة والإرادة ولهذا تم اغتياله، فبعد انتخابه كانت مصر أول زيارة خارجية له بعد تشكيل الحكومة يونيو 1992 ، وعمل وديعة رابين وبها وعد بترك الجولان المحتل، تحت شعار عمق الانسحاب يتزامن مع عمق التطبيع ، ثم وقع مع عرفات اتفاق " أسلو" 1993 ،وعمل اتفاق وادي عربه بعدها مع الأردن ، فاليمين ال إسرائيلي اتخذ قرار بإيقاف تلك الموجة بعد شعوره بالخطر وتم اغتياله ، ولن انسي تعليق "شامير " عندما وقع رابين الاتفاق مع عرفات ، حيث أشار أن رابين كان قصير النفس ولذا وافق على شروط الفلسطينيين ، واستمر التحريض ، وبموته على يد إيجال عمير ، ماتت عملية السلام ، وفاز شامير بالانتخابات وهو المحرض الأول على رابين .
ماذا فعل ترامب بالقضية الفلسطينية ؟
ترامب دمر القضية الفلسطينية ، وقضى عليها باقتراحه مشروع " صفقة القرن " ، والتماهي مع أفكاره فقد ترك الطرف الرئيسي ، ويتحرك للتقريب بين إسرائيل ودول أخرى ، وكان الأولى به أن يسعى لعمل اتفاقية بين الفلسطينيين وال إسرائيليين .
ولكن حقوق الشعوب لا تضيع بالتقادم ، ومصر دفعت الغالي والنفيس من أجل القضية الفلسطينية ، فالأصل في كل هذا الصراع كان القضة الفلسطينية .
هل سيتغير الموقف لو خسر ترامب في الانتخابات ؟
خسارة "ترامب" لن تغير كثيرا للقضية الفلسطينية ، ف إسرائيل لديها مهارة التأثير على أي حاكم أمريكي ، وترامب أخد الموقف المتعنت في القضية الفلسطينية للحصول على أصوات اليهود .
هل استبعدت إسرائيل خيار المواجهة العسكرية بعد أكتوبر 73 ؟
معاهدة السلام المصرية ال إسرائيلية ، تجد الرعاية الكاملة من الطرفين ، المصري وال إسرائيلي ، ولكننا نبني قوتنا العسكرية كقوة ردع ، فالضعف دعوة للعدوان ، ويجب ان اقولها صريحة ، وأربط الحاضر بالماضي ، لا إسرائيل ولا تركيا تستطيع مواجهة مصر عسكريا، خاصة ان قواتنا المسلحة لها عقيدتها القتالية ، ولديها من الخبرات والقدرات العسكرية ما يمكنها من حسم أي معركة .
الحرب على الإرهاب لماذا تطول ؟
الإرهاب يحتاج لبيئة حاضنة ، كالدول المفتتة ، ليبيا وسوريا واليمن ، ويحتاج لدعم مادي كالذي تقدمه قطر ، ودعم لوجستي كالذي تقدمة تركيا ، والإرهاب يعطل التنمية ، فتكاليف مواجهة الإرهاب تخصم من دم الشعوب ، ولكننا كدولة يجب ان تكون مواجهة الإرهاب هدفنا الأول والأساسي ، ووجود هذه العوامل يطيل أمد الإرهاب .
هل هناك معايير نرصد بها مدى تقدمنا في القضاء على الإرهاب ؟
نستطيع أن نتحدث عن شواهد دالة ، فقد كنا نسمع منذ سنتين أو ثلاثة ، يوميا عن عمليات هنا وهنا ، والأن أصبح هذا يحدث على فترات متباعدة ، ولكن طالما العالم لا يضغط على الدول الراعية للإرهاب كقطر وتركيا ، لن ينتهي الإرهاب .
هل تضرر الأمن القومي بما حدث بعد ثورة يناير 2011 ؟
مازلنا نعاني من آثار الفترة من 2011 ل 2013 ، وللأسف لم يكن يمكن لتركيا أن ترفع صوتها لولا تلك الفترة ، ولنتذكر حتى عام 2010 ، لم يكن لتركيا دور يذكر في المنطقة ، ولكننا استعدنا الزمام ، وأصبحنا نضع خطوط حمراء لنحمي أنفسنا ، فالاستقرار في مصر هو سر قوتها وتنميتها ولم نكن يومًا شعب يعشق الحروب أو يعتدي على أحد ولكننا لا نترك حقنا .
لماذا نجد مفهوم الأمن القومي غير محدد وما هو بالتحديد ؟
مشكلتنا في مصر في قضايا كثيرة ، هو وجود الكثير من المثقفين والقليل من المتخصصين، وقد عانينا بعد نكسة 67 ، من الذين يفتون دون علم ، حيث ظهرت أصوات تضع خطط لإنهاء الاحتلال ، رغم انهم لم يخدموا يوما في القوات المسلحة ، وقد اطلقت عليهم في ذلك الوقت مصطلح " جنرالات المصاطب "
الأمن القومي هو كل ما يهدد مصالح وأمن مصر و كل ما يؤثر على عناصر قوة الدولة وأولها الشعب المصري ، فوجود إنسان مصري متعلم جيدًا ، صحته جيدة ، لديه روح معنوية عالية ومتفائل بالمستقبل مع اقتصاد قوى وتماسك اجتماعي، هو من أهم عوامل الأمن القومي .
وبطائرة هليكوبتر، حلقت على ارتفاع منخفض ، صعد الثلاثة إلى أعلى نقطة جبلية واختاروا مكانا مناسبا يسعهم رؤية ما يحدث في مطار "المليز" والطريق الأوسط القريب من الممرات
وب 90 جنيها استلمها النقيب ، وكمية من الطعام والشراب لا تكفي سوى ل 9 أيام ، استمرت المهمة ل 6 أشهر كاملة ، بسبب سيل المعلومات التي كان يرسلها النقيب " أسامة المندوه" إلى القيادة والتي تكشف تحركات الجيش ال إسرائيلي في ظل استمرار المعركة ، لتكون العملية "لطفي" كما تم تسميتها أحد مفاتيح نصر أكتوبر العظيم، وتمر السنين لينتقل اللواء أسامة المندوه إلى العمل الدبلوماسي كقنصل لمصر في " إسرائيل "ليواجه أغلب القادة الذين حارب ضدهم في جولة دبلوماسية جديدة، وخدم اللواء أسامة المندوه في جهاز المخابرات العامة حتى وصل إلى منصب وكيل أول المخابرات العامة وعمل بها حتى عام 2012.
في البداية نهنئك بمناسبة حلول ذكري نصر أكتوبر العظيم ؟
ألف شكر ، وأود في تلك الذكرى أن أوجه التحية للقوات المسلحة وللرئيس السادات ، وقبلهما إلى الشعب المصري ، وقبل كل هؤلاء شهداء مصر العظام، الذين دفعوا كل غالي وثمين ليحقق النصر.
كيف كانت الظروف النفسية للقوات المسلحة بعد "هزيمة يونيو " وما أشد المواقف التي أثرت فيها؟
كانت فترة بسيطة من الإحباط ولكن الجيش استعاد عافيته سريعا ، خصوصًا أننا في 67 لم نحارب فعليا، وتنحي الرئيس جمال عبد الناصر، أحدث هزة في القوات المسلحة ، لأننا شعب عاطفي ، وبعد عودته عادت الطمأنينة، وعند موته حدث نفس الشيء، وفي هذا اليوم رفعنا درجة الاستعداد للدرجة القصوى، فالقوات المسلحة كان يشغلها شيء واحد وهو عودة الأرض المحتلة.
هل كان تحقيق ما تم في أكتوبر 73 صعبًا؟
لم يكن فقط صعبًا بل كان مستحيلًا ، بالنظر للمانع المائي وتحصينات شرق القناة ، وقدرتنا كانت محدودة ، وإمكانياتنا ضعيفة، بقدرات إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة، وبكل المقاييس العسكرية والمنطقية ، لم يكن النصر ممكنا ، ويجب ان نقدم تحية كبيرة للزعيم انور السادات، لأنه وفر كل ما يمكن للجيش المصري ، ودعم المجهود الحربي ، ومن أمامه الشعب المصري العظيم الذي ضحى بالغالي والنفيس لاستعادة الكرامة و الأرض المحتلة .
هل نستطيع تلخيص أسباب هزيمة 67 ؟
تحليل الهزائم العسكرية ، يحتاج للجان كبيرة ، وليس بسيطًا ، ولكن الجيش المصري في 67 لم يكن مهيأ لقتال، وتم استنزافه في معارك جانبية ( حرب اليمن ) واعتمدنا "البروباجنده" بلا سند ، ولم تكن هناك بنية تحتيه في الدولة تستطيع تحقيق النصر .
ما الدرس المستفاد من العملية " لطفي" ؟
العملية "لطفي" تبين القوة الحقيقية للجندي المصري ، وكيف يستطيع تحمل كل الظروف والعقبات والأخطار ، ومن الطرائف أنني بعد اكثر من 15 سنة من نصر أكتوبر ، جلست بعد ذلك مع رئيس وحدة " قصاصي الأثر " الذي كان مكلفا بالعثور على مكاني ، وأنا أعمل في إسرائيل بعد ذلك.
ولا انسى ، كلمة المشير احمد إسماعيل ، عن سبب مد مهمتي ، خلف خطوط العدو لستة أشهر بعدما كان مقدرًا لها 9 أيام فقط ، فقال ليه " لا يمكن ان نجد مصدر كهذا للمعلومات ونغلقه بأنفسنا "
هل تنوي تسجيل تجارب اخرى كما فعلت في كتاب " خلف خطوط العدو" ؟
كتابي القادم " مقاتل في معركة السلام " أتحدث فيه عن جهودي في معركة السلام ، لأني بعد انتصار أكتوبر ، عملت قنصلا عامًا لمصر في إسرائيل ، وأعمل حاليا على تسجيل تجربتي في هذا الكتاب ، وبه كل حواراتي مع القادة ال إسرائيليين.
بعملك في إسرائيل عدة سنوات كيف ترى " نتنياهو" ؟
نتنياهو حبيس قناعات قديمة ، ويطلب ضمانات لا نهائية ، وقال لي أن إسرائيل حلت مشاكلها مع مصر وسوف تحل مشاكلها مع الأردن وسوريا ولبنان ، وهكذا ينتهي الأمر ، ويقول دائما ، ومقتنع تمامًا أنه عادوا للضفة الغربية ، ولا يعتقد أنهم احتلوها .،وهو تلميذ إسحاق شامير وبيجن ، وتلك هي معتقداتهم ، أن الله أعطاهم الدولة من النهر للبحر وأن الضفة ليست أرض محتله ، وتلك قناعة عدد كبير من القادة هناك .
كيف ترى مسار القضية القضية الفلسطينية ؟
بالنظر لمحاولات الرئيس السادات ، بعد نصر أكتوبر ، الذي أحدث زلزال في العقلية ال إسرائيلية ، الصقور منهم قبل الحمائم ، وأحدث انقلابا ، داخل إسرائيل وتولى الليكود الحكم في مايو 1977 ، وترسخت في أذهان بيجن وشركاه ، ضرورة عقد سلام مع مصر ، وهنا تم دعوة السادات لزيارة القدس ، في نوفمبر من العام ، بعد أقل من 6 شهور من توليهم الحكم
جاءت جهود السادات ، حيث وقع اتفاقية كامب ديفيد 78في نوفمبر ، ثم اتفاقية السلام مارس 79 ولم تتوقف محاولات الرئيس السادات ، لجذب الأطراف العربية لمائدة المفاوضات ، وكان يهدف لإبطال حجة إسرائيل ، بغياب الأمن على الجبهة الشرقية ، ولكن للأسف قادة دول المواجهة ( العراق وسوريا) لم يستغلوا الفرصة وقاطعوا مصر ، بالرغم من أن انتصار أكتوبر.
هل أضر العرب بالقضية ؟
للأسف نعم ، العرب أضروا القضية الفلسطينية ، ومن أشد تلك الأضرار ، احتلال صدام للكويت ،ففي تلك الفترة كان الأمريكان على لسان "بيكر" يتكلمون عن الأرض مقابل السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ، وكان هناك ضغط أمريكي على إسرائيل ، لقبول النقاط الست ، والتي كانت تشمل الأرض مقابل السلام ، وإقامة دولة فلسطينية ، وهذا الطرح لم يتكرر مرة اخرى ، وبدخول صدام الكويت ، تركز الاهتمام على منطقة الخليج ، وخف الضغوط عن كاهل إسرائيل .
لذا أنا دائما اطلق على إسرائيل " إسرائيل المحظوظة "، وقد كنت في إسرائيل عندما بدأ صدام يطلق الصواريخ على إسرائيل ولكنها كانت كلها " فشنك " ولكن احدثت رعب ، لأنها أفرغت تل أبيب من السكان ، ولكنها لم تحدث خسائر ، فنحن كعرب لنا ضلع كبير في الضرر للقضية ، ومن أشد الضربات الأخرى هو انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية الذي رسخ الانقسام الفلسطيني ، فالأسف لا يمكن أن نبرأ الفلسطينيين من الإضرار بقضيتهم بصورة شديدة .
هل ترى أملًا من ال إسرائيليين لتحقيق السلام ؟
نحتاج لقائد إسرائيلي لديه القدرة والإرادة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وتلك الصفتين لم يجتمعا مع إلا في اسحق رابين ،ف " شمير" كان لدية القدرة ولكنه لم يكن يريد ، وبيريز لميكن لدية القدرة ، وشارون كان لديه القدرة وليس لديه إرادة ، أما نتنياهو فليس لدية قدرة ولا إرادة ، رابين الوحيد الذي كان لدية القدرة والإرادة ولهذا تم اغتياله، فبعد انتخابه كانت مصر أول زيارة خارجية له بعد تشكيل الحكومة يونيو 1992 ، وعمل وديعة رابين وبها وعد بترك الجولان المحتل، تحت شعار عمق الانسحاب يتزامن مع عمق التطبيع ، ثم وقع مع عرفات اتفاق " أسلو" 1993 ،وعمل اتفاق وادي عربه بعدها مع الأردن ، فاليمين ال إسرائيلي اتخذ قرار بإيقاف تلك الموجة بعد شعوره بالخطر وتم اغتياله ، ولن انسي تعليق "شامير " عندما وقع رابين الاتفاق مع عرفات ، حيث أشار أن رابين كان قصير النفس ولذا وافق على شروط الفلسطينيين ، واستمر التحريض ، وبموته على يد إيجال عمير ، ماتت عملية السلام ، وفاز شامير بالانتخابات وهو المحرض الأول على رابين .
ماذا فعل ترامب بالقضية الفلسطينية ؟
ترامب دمر القضية الفلسطينية ، وقضى عليها باقتراحه مشروع " صفقة القرن " ، والتماهي مع أفكاره فقد ترك الطرف الرئيسي ، ويتحرك للتقريب بين إسرائيل ودول أخرى ، وكان الأولى به أن يسعى لعمل اتفاقية بين الفلسطينيين وال إسرائيليين .
ولكن حقوق الشعوب لا تضيع بالتقادم ، ومصر دفعت الغالي والنفيس من أجل القضية الفلسطينية ، فالأصل في كل هذا الصراع كان القضة الفلسطينية .
هل سيتغير الموقف لو خسر ترامب في الانتخابات ؟
خسارة "ترامب" لن تغير كثيرا للقضية الفلسطينية ، ف إسرائيل لديها مهارة التأثير على أي حاكم أمريكي ، وترامب أخد الموقف المتعنت في القضية الفلسطينية للحصول على أصوات اليهود .
هل استبعدت إسرائيل خيار المواجهة العسكرية بعد أكتوبر 73 ؟
معاهدة السلام المصرية ال إسرائيلية ، تجد الرعاية الكاملة من الطرفين ، المصري وال إسرائيلي ، ولكننا نبني قوتنا العسكرية كقوة ردع ، فالضعف دعوة للعدوان ، ويجب ان اقولها صريحة ، وأربط الحاضر بالماضي ، لا إسرائيل ولا تركيا تستطيع مواجهة مصر عسكريا، خاصة ان قواتنا المسلحة لها عقيدتها القتالية ، ولديها من الخبرات والقدرات العسكرية ما يمكنها من حسم أي معركة .
الحرب على الإرهاب لماذا تطول ؟
الإرهاب يحتاج لبيئة حاضنة ، كالدول المفتتة ، ليبيا وسوريا واليمن ، ويحتاج لدعم مادي كالذي تقدمه قطر ، ودعم لوجستي كالذي تقدمة تركيا ، والإرهاب يعطل التنمية ، فتكاليف مواجهة الإرهاب تخصم من دم الشعوب ، ولكننا كدولة يجب ان تكون مواجهة الإرهاب هدفنا الأول والأساسي ، ووجود هذه العوامل يطيل أمد الإرهاب .
هل هناك معايير نرصد بها مدى تقدمنا في القضاء على الإرهاب ؟
نستطيع أن نتحدث عن شواهد دالة ، فقد كنا نسمع منذ سنتين أو ثلاثة ، يوميا عن عمليات هنا وهنا ، والأن أصبح هذا يحدث على فترات متباعدة ، ولكن طالما العالم لا يضغط على الدول الراعية للإرهاب كقطر وتركيا ، لن ينتهي الإرهاب .
هل تضرر الأمن القومي بما حدث بعد ثورة يناير 2011 ؟
مازلنا نعاني من آثار الفترة من 2011 ل 2013 ، وللأسف لم يكن يمكن لتركيا أن ترفع صوتها لولا تلك الفترة ، ولنتذكر حتى عام 2010 ، لم يكن لتركيا دور يذكر في المنطقة ، ولكننا استعدنا الزمام ، وأصبحنا نضع خطوط حمراء لنحمي أنفسنا ، فالاستقرار في مصر هو سر قوتها وتنميتها ولم نكن يومًا شعب يعشق الحروب أو يعتدي على أحد ولكننا لا نترك حقنا .
لماذا نجد مفهوم الأمن القومي غير محدد وما هو بالتحديد ؟
مشكلتنا في مصر في قضايا كثيرة ، هو وجود الكثير من المثقفين والقليل من المتخصصين، وقد عانينا بعد نكسة 67 ، من الذين يفتون دون علم ، حيث ظهرت أصوات تضع خطط لإنهاء الاحتلال ، رغم انهم لم يخدموا يوما في القوات المسلحة ، وقد اطلقت عليهم في ذلك الوقت مصطلح " جنرالات المصاطب "
الأمن القومي هو كل ما يهدد مصالح وأمن مصر و كل ما يؤثر على عناصر قوة الدولة وأولها الشعب المصري ، فوجود إنسان مصري متعلم جيدًا ، صحته جيدة ، لديه روح معنوية عالية ومتفائل بالمستقبل مع اقتصاد قوى وتماسك اجتماعي، هو من أهم عوامل الأمن القومي .