حكايات من مصر.. إبراهيم ياشا يؤدب قائدا عثمانيا تطاول على مصر
على مدار العصور والعهود المتعاقبة، حفل التاريخ المصري بالعديد من الأحداث والحكايات التي ظلت تروى جيلا بعد جيل، أو تلك التي لم يعرفها الكثيرون.
وفي محاولة منه لرسم خيوط ما مر به المصريون، وحال حكامه المتواليين منذ العصور الوسطى ، وحتى حكم أسرة محمد علي باشا، سخر المؤرخ والكاتب الصحفي صلاح عيسى قلمه على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف، تنير لقارئها دلالات عصرها، ودونها في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر".
وفي صورة ومضات سريعة، وأسلوب سهل يفهمه الدارسين وغير الدارسين، نجح الراحل صلاح عيسى ، في تسليط الضوء على فترة هامة من عمر الأمة المصرية.
ويحكي صاحب "هوامش المقريزي" واصفا القائد إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر ، قائلا: كان إبراهيم باشا قائدا حربيا لا يشق له غبار ، لم تخطئ حساباته العسكرية إلا نادرا ، واستطاع بجيش من أبناء الفلاحين المصريين أن يرهب العالم كله، ويجعله يتردد ألف مرة قبل أن يفكر في التصدي لمصر.
وهو واحد من قادة عسكريين قلائل لم ينهزم في معركة واحدة من المعارك التي غاض غمارها في السودان وفي جزيرة العرب، وفي المورة وفلسطين، وفي سوريا والأناضول، وقد وقع أسيرا بين يديه أكثر من 20 من القادة العسكريين والحكام، وهزم 16 باشا من باشوات سلطنة آل عثمان، منهم 8 حكام هزمهم في 8 يوليو عام 1832.
كان واثقا في نفسه، ثقة القائد الذي يعرف جنوده، والذي اختبرهم في كل المعارك: فلاحين أقوياء لا يعرفون نعومة في العيش، ولا ضعفا في النفس.
وحدث في غروب يوم 23 يوليو 1839 أن كان الجيش المصري بقيادته يستعد للحرب مع الجيش العثماني بقيادة حافظ باشا، ودعا إبراهيم باشا رئيس أركان الجيش المصري وكبار ضباط الجيش إلى خيمته وعقد معهم اجتماعا طويلا، وعندما انتهى الاجتماع، وقف إبراهيم وقال لهم: "إلى اللقاء في الغد الساعة الثالثة بعد الظهر في خيمة حافظ باشا أدعوكم من الآن لتناول القهوة معا في الخيمة".
وفي الصباح جرت موقعة "نزيب" الشهيرة وفي الموعد المحدد تماما اجتمع رئيس الأركان وكبار الضباط في خيمة القائد العثماني المنهزم حافظ باشا، وكانت كما تركها كاملة المعدات و الأدوات والمفروشات.
وفي أوروبا سماه ساستها "السيف الحي" وكتب عنه قنصل إنجلترا في مصر إلى اللورد "بالمرستون" رئيس وزراء إنجلترا يقول: "إن اسمه يفعل في النفوس فعل السحر".
وعندما زار باريس في عام 1846 قال عنه كاتب فرنسي: "لم تر أوروبا جنديا أشجع منه ولا أكرم منه، خلق للنصر والنصر خلق له، إذا فتحت أمامه بلاد الدنيا غزاها من أولها إلى آخرها".
كان إبراهيم قائدا عسكريا يعرف كيف يؤدب الذين يتوقحون على مصر أو يظنونها لقمة سهلة، واحدا من الذين أدبهم كان حسين باشا وهو قائد عثماني كلفه السلطان في عام 1831 بالسفر إلى مصر ومحاربة محمد علي وعزلة عن الولاية والجلوس مكانة واليا على مصر وجزيرة كريت والحبشة.
وكان حسين باشا رجلا قاسي القلب غليظا، فتاكا شريرا، وفوق كل هذا كان شديد الغرور والوقاحة وكان يظن أن مصر بلد مفتوح الأبواب ونسى تماما أن هناك جيشا من الفلاحين يقوده ابراهيم باشا، كان حسين باشا في طريق زحفة على مصر جاءه أحد معاونيه يخطره بأن حصانه انقطع عن شرب المياه فأجاب بكل وقاحة: "لقد آل حصاني على نفسه ألا يشرب إلا مياه النيل".
ووصلت الكلمة إلى إبراهيم باشا، وبعد أسابيع كان حسين باشا أسيرا ومات حصانه ظمآن من دون أن يشرب من ماء النيل.
تمثال إبراهيم باشا في ميدان الأوبرا بالقاهرة
وفي محاولة منه لرسم خيوط ما مر به المصريون، وحال حكامه المتواليين منذ العصور الوسطى ، وحتى حكم أسرة محمد علي باشا، سخر المؤرخ والكاتب الصحفي صلاح عيسى قلمه على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف، تنير لقارئها دلالات عصرها، ودونها في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر".
وفي صورة ومضات سريعة، وأسلوب سهل يفهمه الدارسين وغير الدارسين، نجح الراحل صلاح عيسى ، في تسليط الضوء على فترة هامة من عمر الأمة المصرية.
ويحكي صاحب "هوامش المقريزي" واصفا القائد إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا حاكم مصر ، قائلا: كان إبراهيم باشا قائدا حربيا لا يشق له غبار ، لم تخطئ حساباته العسكرية إلا نادرا ، واستطاع بجيش من أبناء الفلاحين المصريين أن يرهب العالم كله، ويجعله يتردد ألف مرة قبل أن يفكر في التصدي لمصر.
وهو واحد من قادة عسكريين قلائل لم ينهزم في معركة واحدة من المعارك التي غاض غمارها في السودان وفي جزيرة العرب، وفي المورة وفلسطين، وفي سوريا والأناضول، وقد وقع أسيرا بين يديه أكثر من 20 من القادة العسكريين والحكام، وهزم 16 باشا من باشوات سلطنة آل عثمان، منهم 8 حكام هزمهم في 8 يوليو عام 1832.
كان واثقا في نفسه، ثقة القائد الذي يعرف جنوده، والذي اختبرهم في كل المعارك: فلاحين أقوياء لا يعرفون نعومة في العيش، ولا ضعفا في النفس.
وحدث في غروب يوم 23 يوليو 1839 أن كان الجيش المصري بقيادته يستعد للحرب مع الجيش العثماني بقيادة حافظ باشا، ودعا إبراهيم باشا رئيس أركان الجيش المصري وكبار ضباط الجيش إلى خيمته وعقد معهم اجتماعا طويلا، وعندما انتهى الاجتماع، وقف إبراهيم وقال لهم: "إلى اللقاء في الغد الساعة الثالثة بعد الظهر في خيمة حافظ باشا أدعوكم من الآن لتناول القهوة معا في الخيمة".
وفي الصباح جرت موقعة "نزيب" الشهيرة وفي الموعد المحدد تماما اجتمع رئيس الأركان وكبار الضباط في خيمة القائد العثماني المنهزم حافظ باشا، وكانت كما تركها كاملة المعدات و الأدوات والمفروشات.
وفي أوروبا سماه ساستها "السيف الحي" وكتب عنه قنصل إنجلترا في مصر إلى اللورد "بالمرستون" رئيس وزراء إنجلترا يقول: "إن اسمه يفعل في النفوس فعل السحر".
وعندما زار باريس في عام 1846 قال عنه كاتب فرنسي: "لم تر أوروبا جنديا أشجع منه ولا أكرم منه، خلق للنصر والنصر خلق له، إذا فتحت أمامه بلاد الدنيا غزاها من أولها إلى آخرها".
كان إبراهيم قائدا عسكريا يعرف كيف يؤدب الذين يتوقحون على مصر أو يظنونها لقمة سهلة، واحدا من الذين أدبهم كان حسين باشا وهو قائد عثماني كلفه السلطان في عام 1831 بالسفر إلى مصر ومحاربة محمد علي وعزلة عن الولاية والجلوس مكانة واليا على مصر وجزيرة كريت والحبشة.
وكان حسين باشا رجلا قاسي القلب غليظا، فتاكا شريرا، وفوق كل هذا كان شديد الغرور والوقاحة وكان يظن أن مصر بلد مفتوح الأبواب ونسى تماما أن هناك جيشا من الفلاحين يقوده ابراهيم باشا، كان حسين باشا في طريق زحفة على مصر جاءه أحد معاونيه يخطره بأن حصانه انقطع عن شرب المياه فأجاب بكل وقاحة: "لقد آل حصاني على نفسه ألا يشرب إلا مياه النيل".
ووصلت الكلمة إلى إبراهيم باشا، وبعد أسابيع كان حسين باشا أسيرا ومات حصانه ظمآن من دون أن يشرب من ماء النيل.
تمثال إبراهيم باشا في ميدان الأوبرا بالقاهرة