رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء زكريا سراج الدين عن حرب أكتوبر: أجبرنا العدو ألا يخرج رأسه من الحصون والدشم بهذه الطريقة

اللواء زكريا عبيد
اللواء زكريا عبيد سراج الدين
المشاة هم سادة المعارك في كل الحروب لأنهم يحتلون الأرض بصدورهم أمام العدو، وحرب أكتوبر أجبرت العدو الإسرائيلي أن يحارب بالمواجهة، وهو ما كان يخاف منه ويخشاه لأن اليهود لا يحاربون إلا من خلال قلاع وحصون ولا يجرؤون على المواجهة، وبمناسبة الذكرى 47 لحرب أكتوبر يروى لنا اللواء زكريا عبيد سراج الدين أحد أبطال الدفعة 54 حربية تفاصيل جديدة عن حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر.


وقال: "بعد التخرج تم توزيعنا على الجيوش والوحدات، وكان نصيبي العمل مع إحدى الفرق في منطقة القنطرة، وشاركت بحرب الاستنزاف كـ"قائد مجموعة استطلاع"، والتي كانت تعمل ما بين شمال البحيرات المُرة وجنوب التمساح وسرابيوم، في استطلاع مواقع العدو ورسم كافة تحصيناته في الكثير من المناطق بشرق قناة السويس".

وعن أهم العمليات التي شارك فيها أضاف اللواء زكريا سراج الدين: "لن أنسى ملحمة بورسعيد، والتي حدثت في 20 يوليو 1970، حيث اشتركت المدفعية في عملية الدفاع عن بورسعيد، بعد أن أراد المحتل الإسرائيلي فصل بورسعيد عن مصر وباقي مدن القناة، وضمها مع باقي المدن التي احتلها في سيناء، لكن الطيران والمدفعية والبحرية المصرية قاموا بملحمة بطولية وتصدت لذلك الهجوم وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في المعدات والأرواح وهذه المعركة لم يحاول بعدها الاقتراب من بورسعيد مرة أخرى، وكانت من ضمن المعارك الشرسة التي أظهرت براعة رجال المدفعية فيها".

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن حرب أكتوبر كانت هناك أجواء مختلفة تمامًا حيث تم الإعداد والتدريب للمعركة بشكل مختلف تمامًا، وتم دراسة العدو جيدًا حيث كانت الحرب نفسها بالنسبة للمقاتل المصري أقل ضراوة من التدريب الذي قام به خلال 6 أعوام وأيام حرب الاستنزاف نفسها.

وتابع: "المدفعية المصرية انفردت عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران، وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب في وقت واحد، وذلك ما أظهرته جميع معارك المدفعية المصرية خلال حرب الاستنزاف في تغطية عمليات الصاعقة وضرب مواقع العدو بشدة حتى الوصول إلى أكبر حشد نيراني في حرب أكتوبر 1973 بطول جبهة قناة السويس على خط المواجهة في الجيشين الثاني والثالث، وهو أعظم تمهيد نيراني تم تنفيذه حتى الآن، ويدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية، وكان نقطة انطلاق لحرب السادس من أكتوبر المجيدة".

واستطرد: "من أهم الأهداف التي شاركت كتيبتي بتدميرها أول أيام الحرب ضرب مطار العريش فبعد النصر الساحق التي حققته مصر يوم 6 أكتوبر حتى يوم حدوث الثغرة قامت أمريكا بعمل جسر جوي لإسرائيل يمدها بجميع الأسلحة والمقاتلين، وكان مطار العريش يستقبل هذه المعدات فضربناه بالمدفعية ثم عدنا إلى غرب القناة وضربنا القوات الإسرائيلية في الثغرة بكل قوة حتى الساعة السابعة مساء يوم 22 أكتوبر توقيت وقف إطلاق النار بالجيشين المصري والإسرائيلي وبدء محادثات الكيلو 101".
الجريدة الرسمية