رئيس التحرير
عصام كامل

د. تامر أحمد يكتب: "من فضلك اقفل بقك" (٢)

د. تامر أحمد
د. تامر أحمد
ملخص ما تم نشره في المقال السابق قصة جميلة من التراث بتحكي عن فلاح قابل حية هربانة من أهالي قرية عايزين يقتلوها ويخلصوا القرية من شرها.. الحية أقنعت الفلاح أنها مظلومة، وطلبت منه أن يحميها ويخبئها في بطنه والفلاح صدق قصة الحية، ووافق على طلبها.

وكنت ختمت المقال بسؤال حول مدى صحة قرار الفلاح وعواقبه عليه، وعلى من حوله.

والنهاردة هانكمل مع بعض القصة..
بعد رحيل أهل القرية وزوال الخطر طلب الفلاح من الحية الخروج حسب اتفاقهما، لكن الحية بكت واتهمته بالتخلي عنها.. الفلاح اندهش من رد الحية، وطلب منها تاني الخروج.. بس المرة دي الحية ردت بلدغة مؤلمة في بطن الفلاح وأصبح ده ردها في كل مرة يطلب منها الفلاح الخروج.

وبدأت حالة الفلاح تسوء بسرعة، واقترب جدا من النهاية.. وهنا عزيزي القارئ ييجي دور البطل الثالث في قصتنا وهو الهدهد اللي كان صديق قديم للفلاح وسمع بقصته مع الحية.. فاقترح عليه حل مناسب وهو إحضار حاوي، وبمجرد ما يبدأ العزف.. وتقوم الحيه بإخراج رأسها ينقض عليها الهدهد ويخرجها كلها من بطن الفلاح.. وقد كان ونجحت الفكرة وتخلص الفلاح من الحية أخيرا.. وهنا عزيزي القارئ هاتكون وقفتنا التانية.

وقفتنا المرة دي هاتكون مع بطل القصة التاني والأساسي من وجهة نظري وهو الحية ومدى الشبه بينها وبين الشخص المؤذي نفسيا (الشخص السام) في حياتنا!! 
- الشخص المؤذي نفسيا بيظهر دايما في البداية بصورة الشخص المظلوم من الدنيا والناس كلها. (الحية أقنعت الفلاح بأنها مظلومة). 
-  دايما بيحسسك أنك مسؤل عنه، وبيطلب منك حمايته (وده اللي الحية عملته مع الفلاح).
- مش هاتشوف منه غير كل خير لحد ما يدخل حياتك، ويستقر فيها.. ساعتها هايبدأ وشه الحقيقي يظهر.
- ولما تكتشف أد إيه كنت غلطان لما دخلته حياتك وتبدأ تواجهه، هايبتدي الأول بابتزازك نفسيا ويتهمك بأنك ظالم وبتيجي عليه انت كمان.
- ولو استمريت في مقاومته هايبدأ يديك اختيارات محددة.. يا أفضل في حياتك يا هادمرها. (لدغة الحية وسمها).

بس خليك فاكر أن الفلاح نجح في النهاية في أنه يتخلص من الحية، وأنه لو كان استسلم كانت نهايته حتمية، وعلشان كدة ما تستسلمش لوجود شخص سام في حياتك، واستمر في المقاومة.. وده هايكون موضوع المقال الجاي بعون الله.
الجريدة الرسمية