رئيس التحرير
عصام كامل

العقوبات الأمريكية.. كيف تتحدى طهران واشنطن عبر ناقلات النفط؟

النفط
النفط
على الرغم من مساعي واشنطن لتطبيق عقوبات ضد إيران إلا أن الأخيرة لا تبالي وتتحدى تلك العقوبات بقوة، وكان آخر مظاهر التحدي هو وصول ناقلة النفط الإيرانية الأخيرة، ضمن مجموعة من ثلاث ناقلات إلى ميناء في فنزويلا في أحدث تحد إيراني للعقوبات الأمريكية على طهران ، وهذا ما أكده مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، وكذلك بيانات شركة "رفينيتيف" للمعلومات والتحليلات الاقتصادية.


ورست الناقلة الإيرانية في ميناء جواراجواو في شرق فنزويلا، وذلك بعدما وعد الرئيس نيكولاس مادورو بإعادة المعروض من الوقود إلى وضعه الطبيعي في البلد الذي يعاني من شح البنزين.

وتحتوي الناقلات الثلاث التي بدأت في الوصول قبل أيام، نحو 820 ألف برميل من الوقود إلى البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، حيث أدى النقص الحاد في البنزين إلى موجة احتجاجات في الأسابيع الأخيرة.

وأعلن مادورو قبل أيام خطة جديدة لتوزيع البنزين بنظام الحصص اعتبارا من اليوم الاثنين.

وكانت الناقلتان الأخريان قد رستا في وقت سابق في منشأتي تكرير بغرب ووسط فنزويلا.

وعززت إيران وفنزويلا تعاونهما الاقتصادي هذا العام في ظل تشديد واشنطن عقوباتها على صناعتي النفط بالبلدين.

وكانت أربع ناقلات نفط إيرانية قد وصلت في أواخر مايو الماضي إلى الموانئ الفنزويلية، في تحدٍ للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كل من إيران وفنزويلا، وواكب وصولها مع تحذيرات من طهران من مغبة التعرض لهذه الناقلات.

ورغم أن البلدين يخضعان لعقوبات أمريكية صارمة، فإن واشنطن لم تتحرك لإعتراض السفن الإيرانية التي سلمت وقودا إلى فنزويلا في الفترة من مايو إلى يونيو.

لكن الولايات المتحدة صادرت في يوليو مجموعة منفصلة من الشحنات الإيرانية كانت متجهة إلى فنزويلا، قائلة إنها فعلت هذا تنفيذا لحكم قضائي، يفيد بأن عائدات الشحنات ستصب في حساب الحرس الثوري الإيراني المصنف إرهابيا لدى واشنطن.

وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، وأعاد فرض العقوبات عليها، بما في ذلك تلك المتعلقة بقطاع النفط الإيراني.

ويتعلق التصعيد الأمريكي الأخير برغبة واشنطن في تقويض التعاون بين فنزويلا وإيران المفروض عليهما عقوبات اقتصادية لتمويلهما الجماعات الإرهابية، فبهذه المساعدة التي يقدمها نظام الملالي لحليفه اللاتيني يهدف إلى إضعاف التأثيرات التي خلفتها عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية على قطاع النفط الفنزويلى الذي يعاني بالأساس من الإهمال الحكومي وضعف الاستثمارات جراء تراجع الصيانة والحالة الاقتصادية العامة.

وتتسم علاقات فنزويلا وطهران بالبعد التاريخي والأيديولوجي فمنذ نجاح الثورة الإيرانية في 1979 ووصول النظام الثيوقراطي للحكم وهو يرى في الجالية الشيعية في أمريكا اللاتينية امتدادًا يضرب باستمالاته استقرار الجارة الولايات المتحدة الأمريكية، مستغلاً عداء الأنظمة الاشتراكية الفنزويلية لواشنطن.

وخلال فترة رئاسة هوجو تشافيز تضاعفت العلاقات بين البلدين ووجدت طهران متنفسًا لاستثماراتها يحمل ذات الوجه العدائي لواشنطن، وعلى إثر ذلك ازدهر التعاون النفطي والمصرفي والزراعي بين البلدين، وباتت القارة بشكل عام ملعبًا أكثر انفتاحًا لأنشطة حزب الله قبل أن تتدارك بعض الدول اللاتينية خطورة الموقف.

الجريدة الرسمية