رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يستعرض المرشد الجديد للإخوان عضلاته على التنظيم؟.. يرفض مشاركة المعارضة في السلطة.. يلوح بالسمع والطاعة وباحث: حرب تكسير عظام

عزت وخليفته في الإخوان
عزت وخليفته في الإخوان

في محاولة لاستعراض عضلاته، وإحباط الجبهات المتصارعة، لجأ إبراهيم منير الذي نصب نفسه لتولي إدارة جماعة الإخوان ‏الإرهابية في تشكيلها الجديد خلفا محمود عزت، القائم بأعمال المرشد الذي قبض عليه منذ أسابيع داخل مصر، بعد سنوات من ‏اختفائه، إلى تذكير الجميع بأهمية السمع والطاعة له، مؤكدا أن القيادة لن يكون لها بديل آخر مهما كانت أخطائها.‏



كرامة مفقودة

يشعر «منير» بالاستخفاف به، والتقليل من شأنه، ورفض قطاعات ليس صغيرة توليه منصب مرشد الجماعة في شكلها الجديد، ‏فحاول أن يذكرهم بواجباتهم ومنها ما أسماه صحة القلوب لإعادة وحدة الصف.‏

يطالب المسئول الأول في الجماعة الآن جميع معارضيه بشكل لا لبس فيه خلال بيان أصدره أمس بالعمل على تعميق ما أسماه "مفهوم ‏المؤسسية وتفعيل دور الشورى وتوظيف الكفاءات".‏

يشدد منير على ضرورة استعادة "وحدة الصف" والإيمان بتكليف القوى الأمين ــ يقصد نفسه ــ الذي لو ‏أحسن فقد أحسنت الجماعة، وإن فشل، فلا حل آخر أمام الجميع إلا التسليم بالأمر الواقع، والدعاء بالقول "اللهم إنا لا نملك إلا من ‏أجاد وأحسن" وكأنه يقول لهم، في كل الأحوال لا يوجد خيار غيره، وأنه باق مهما كانت الاعتراضات ضده، سواء هو أو ‏عواجيز الجماعة الذين يتولون أمرها بجانبه ويتحكمون تماما في مفاصل التنظيم.  ‏

رفض المعارضة

يطالب رئيس اللجنة الإدارية الجديدة في الإخوان لالتزام بالمصادر الرسمية في تلقي التعليمات، في إشارة إلى رفض كامل لتواجد جبهة المعارضة ‏التي تتحدث باسم الجماعة من خلال مواقع تحمل نفس الإسم والصفة، مذكرهم بالسمع والطاعة وهي التيمة السحرية التي خلقت ‏القوة الحديدة للتنظيم، وجعلت من قياداته في الوقت نفسه آلهة لاتخطئ، فكانت النهاية الحتمية التي وقعوا فيها.  ‏

جمال حشمت، القيادي بالجماعة والمعارض للقيادات التاريخية، والذي انسحب أيضا من جبهة المعارضة، كان قد أوضح أن ‏الخلاف كبّل الفريقين، ولم يعد باستطاعة أحدهما أن يتخذ قرارا، أو موقفا يحتاج دعما شعبيا.‏

أشار "حشمت" إلى أن تعميق الخلاف بين جبهتي الإخوان، لم يحصد خيرا، وكشف كواليس الصراع على المكاسب والمغانم، مشددا على أن اختلاف الإخوان الآن "ليس رحمة" بالمرة كما يدعي بعض القيادات أمام كاميرات الفضائيات ‏التابعة لهم. ‏

صراعات مستمرة

إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن المعارك الكلامية والاتهامات بين عواجيز الجماعة والجبهة المنشقة عنها التي عادت للأضواء مرة آخرى، تؤكد استمرار الصراعات المكتومة داخل صفوف ‏التنظيم، لافتا إلى أنها حرب تكسير عظام. 

يوضح الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن ما يفعله منير محاولة لفرض حالة من الجدل، وإعادة الإخوان للأضواء، ولكنه أكد أيضا أنها تشير إلى استمرار حالة الضغائن بين العواجيز الذين يتمتعون بالنعيم في الخارج، والشباب الذين يواجهون التشرد في الداخل والخارج، ما سيحتم انفجار قادم من الداخل، على حد قوله. 

الجريدة الرسمية