رئيس التحرير
عصام كامل

جبرتي الستينات ينتقد فيلم سيد درويش

لقطة من فيلم سيد
لقطة من فيلم سيد درويش
فى مثل هذا اليوم 5 أكتوبر 1966 عرض الفيلم العربى سيد درويش الذى يروى قصة حياة فنان الشعب الموسيقار سيد درويش منذ نشأته بالإسكندرية حتى وفاته المفاجئة يوم عودة سعد زغلول من المنفى.


فيلم "سيد درويش " قصة محمد مصطفى سامى ومن إخراج أحمد بدرخان وبطولة كرم مطاوع وهند رستم وزيزى مصطفى.


وقد واجه الفيلم نقدًا كبيرًا ووصفه النقاد أنه لم يتناول الحياة الإبداعية لسيد درويش لكنه تناولها من الناحية الاجتماعية فقط فقد ركز بشكل كبير على علاقته وقصة حبه للراقصة جليلة التى لعبت دورها هند رستم.

أيضًا لم يتناول الفيلم موسيقاه التى تجاوزت 200 لحن ولذلك فهو لا يعتبر علامة من علامات الأفلام التى تتناول السيرة الذاتية وخصائصها وفى النهاية كان يجب أن يكون قريبا من شخصية سيد درويش المبدع الفنان وأيضا الإنسان بدلا من تضمنه المخدرات فى حياته وخاصة أنه كان يحارب الكيف والمخدرات فى أغنياته حين قال (مصر عايزة جماعة فايقين).




وفى كتابه جبرتى الستينات كتب الأديب الدكتور يوسف إدريس عن فيلم سيد درويش يقول: كان تجسيد قصة سيد درويش مفاجأة لى فبعد سكوت طويل قدم لنا المخرج أحمد بدرخان قصة جيدة معروضة بأبسط وأحسن ما تعرض له قصة من هذا النوع.

وطوال العرض لا يملك المشاهد لحظة ملل واحدة وإنما تشدك إلى القصة والأحداث وراو شاطر يحكى الأحداث، وكانت هذه أول مرة أرى كرم مطاوع وهو يمثل فقد كان موفقًا فى تقمص شخصية معقدة مثل سيد درويش، وأروع ما استطاع السيناريو تحقيقه هو قصة الحب بين سيد درويش والعالمة جليلة التى قامت بها الممثلة القديرة هند رستم.

أوبرا سيد درويش بالإسكندرية تحيي ذكرى كمال الطويل

ما يؤخذ على الفيلم أنه جاء كالأفلام التسجيلية واكتفى بالقصة الخارجية لسيد درويش ولم يتعمق فى حياته أو أزماته التى عانى منها وهو الفنان الذى غيَّر من وجه الموسيقى فى عصره، كما صور لنا الفيلم وكأن النجاح كان ينتظره على عتبة بيته فى حين أن كفاحه من أجل أن يغنى ويؤلف ويغنى معه الشعب يستحق وحده فيلما كاملا.

كنت أتمنى الغوص فى أعماق شخصية سيد درويش وكيف خرج لنا بهذا الفن المذهل الذى ما زال إلى الآن أحدث بكثير من الفن الحديث.
الجريدة الرسمية