رئيس التحرير
عصام كامل

«عفريت» المرحلة الانتقالية يطارد «السيسي».. «حميد»: «تمرد» لم تكشف وسيلة تحقيق هدفها.. وزير الدفاع يحاول الظهور «محايدًا».. الجيش فشل في إدارة البلاد

الفريق عبدالفتاح
الفريق عبدالفتاح السيسي

أكد "شادي حميد" مدير الأبحاث بمركز بروكنجز الدوحة وزميل بمركز سابان لسياسات الشرق الأوسط، أن الرئيس محمد مرسى منتخب ويملك شرعية كما أن النظام لا يسقط لأنه فقط لم يحقق إنجازات ملموسة في عام واحد، موضحًا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي يحاول من خلال تحركاته في الساعات الأخيرة أن يبدو محايدًا ولا ينحاز لطرف على حساب الآخر.


كانت هذه ردود «حميد» على 10 أسئلة طرحتها وكالة الأناضول عليه، في إطار الأزمة السياسية التي تشهدها مصر.

*هل تتوقع نجاح مطلب 30 يونيو في سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي؟
على الرغم من تجاوز عدد الموقعين على استمارات حملة «تمرد» الــ15 مليون استمارة، إلا أنها لم تطرح أو تكشف حتى الآن عن الوسيلة التي تحقق بها هدفها بسحب الثقة من رئيس الجمهورية.

*هل عام كافٍ للحكم على أداء الرئيس؟
الرئيس منتخب ويملك شرعية كما أن النظام لا يسقط لأنه فقط لم يحقق إنجازات ملموسة في عام واحد وتحديدًا أن مصر تمر بمرحلة انتقالية ومن الصعب تحقيق نتائج ملموسة في تلك الفترة القصيرة وفي ظل الإشكاليات المتعددة التي تواجه القاهرة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

* وجه وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي كلمة قوية أمس الأول حذر فيها من انزلاق البلاد لاقتتال داخلي فلمن كانت رسائله؟
لجميع الأطراف فالفريق السيسي يحاول من خلال تحركاته في الساعات الأخيرة أن يبدو محايدًا ولا ينحاز لطرف على حساب الآخر ويؤكد أن الجيش حريص على عدم الدخول في العملية السياسية في ظل حالة الاستقطاب الشديد حتى لا يخسر أحد من الأطراف فإذا انحاز لجماعة الإخوان المسلمين خسر الموقعون على "تمرد" وإذا انحاز للمعارضة خسر التيار الإسلامي ككل ولكن إذا شعر بتهديد للأمن القومي سيلجأ لشيء مختلف.

*هل يمكن أن يعود الجيش للحياة السياسية بعد تلك التصريحات؟
الجيش المصري ليس مستعدًا للقيام بانقلاب الآن فآثار المرحلة الانتقالية مازالت تلاحقه، كما أن الجيش لن يخلع مرسي من الحكم فورا أو مرة واحدة، ولكن قد يتدخل الجيش في السلطة بشكل ما، وإن كان تدخل الجيش في الشأن السياسي المصري ليس بالأمر الجيد.

*هل تتوقع أعمال عنف.. ومن الذي سيبدأ بها (النظام الحاكم أم المعارضة أم الطرف الثالث)؟
هناك من يسعى إلى العنف من قبل المتظاهرين في محاولة لاستدعاء الجيش وهناك من يسعى لإشعال العنف بين أنصار تمرد وأنصار الإسلاميين مما قد يهدد بحالة من الفوضى تسمح بإسقاط الرئيس، وهناك عنف عشوائي نتيجة للتنظيم السيئ للمظاهرات أحيانًا أو الأعداد الكثيفة، بجانب وجود رجال للنظام السابق مصالحهم تتحقق بتوتر العلاقة بين النظام الحاكم والمعارضة من جانب وبين مؤسسات الدولة من جانب آخر.

*ما هي المخاطر التي تتحدث عنها حيال عودة الجيش للحكم؟
الجيش فشل خلال العام ونصف التي أعقبت الثورة المصرية في إدارة شئون البلاد وأدت سياساته للعديد من المشاكل، فالمجلس العسكري ارتكب أخطاء في تلك الفترة تحمل نتائجها الرئيس محمد مرسي بجانب ما ارتكبه الإخوان من أخطاء كذلك، فغياب البرلمان أخل بعملية التوازن بين السلطات ووضع الرئيس مرسي في مأزق عدة مرات، والعودة المباشرة للجيش لن يقبل بها قطاع عريض من الشعب المصري.

*ما الذي يمكن أن يقدمه الرئيس الآن لتجنب تدهور الأوضاع؟
القيام بمجموعة من التنازلات لصالح المعارضة على الرغم من تأخرها لأكثر من 5 شهور، وحتى تلقى قبولاً من الطرف الآخر لابد من تدخل الجيش بها.

*ما ملامح تدخل الجيش المحتمل في الصراع السياسي المقبل؟
الصراع الآن بين الرئاسة والمعارضة أصبح صراعًا وجوديًا ومن الصعب تعامل الطرفين مع بعضهم البعض، فلابد وأن يقوم الجيش بممارسة ضغوط على الطرفين للبحث عن حل توافقي، ولكن إذا وقع عنف ووصلت البلاد لمرحلة الفوضى فإن الجيش سيتدخل في السلطة بشكل ما لوقف العنف والسعي لتعديل الدستور وتشكيل حكومة تضم المعارضة بنسبة تتراوح بين الثلث والربع.

إلى من ستنحاز الإدارة الأمريكية في هذا الصراع؟
الإدارة الأمريكية تتعامل مع الواقع ويمكن أن تمارس ضغوطًا على الجيش والسلطة وكذلك المعارضة لكن تأثيرها ليس بالحجم ذاته الذي كان قبل الثورة المصرية.

*هل من الممكن أن تضغط على الجيش لصالح النظام الحاكم ؟
الإدارة الأمريكية كشفت عن رغبتها في عدم عودة الجيش وصرحت بذلك السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، عندما أكدت على احترام الإدارة الأمريكية للشرعية وللرئيس المنتخب لكنها في النهاية تحترم إرادة الشعب.

الجريدة الرسمية