رئيس التحرير
عصام كامل

تحسن العلاقات المصرية - الإيرانية يثير جدلًا.. بلال: يقلق الإمارات.. وإدريس: مصر الملاذ الأخير لإيران بعد خلافها مع العرب.. والصفتي: العلاقات تحسَّنت بعد زيارة مرسى إلى أمريكا

جانب من زيارة وزير
جانب من زيارة وزير الخارجية الإيرانى لمصر

جاءت زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى مصر، اليوم، لتثير كثيرًا من التساؤلات حول طبيعة العلاقات المصرية-الإيرانية وأسباب هذه الزيارة فى الوقت الراهن وعلاقتها بالأحداث فى المنطقة العربية، خصوصًا فى سوريا وفلسطين.


ولم تتوقف زيارة وزير الخارجية الإيرانى عند هذا الحد بل يرى البعض أنها انتهازية لوجود اضطرابات بين مصر والإمارات، بل يرى البعض الآخر أن إيران لم ترَ أمامها من بين الدول العريبة سوى مصر لمشاركتها فى إنهاء الأزمة السورية، خصوصًا لما لها من دور مهم فى هذه الأزمة بالتحديد.
طرف آخر يؤكد أن طبيعة هذه العلاقة تحددها مؤسسة الرئاسة بعد حصول جماعة الإخوان على الحكم، فمن الممكن أن تستخدم مصر تحسين علاقتها مع إيران فى الوصول إلى حلول لإنهاء بعض الأزمات فى المنطقة أو تكون "بعبع" لدول الخليج، خصوصًا إذا كانت هذه العلاقة عسكرية عن طريق تجهيز حرس ثورى كما تردد.
وأكد اللواء محمد علِى بلال قائد القوات الجوية فى حرب الخليج، أن إيران لها دور مهم فى ما يدور بالشرق الأوسط بشكل عام، خصوصًا فى سوريا.
وقال بلال لـ"فيتو" إن مصر تنظر إلى الأزمة السورية من منطلق أنها ضمن الأمن القومى المصرى ومن أهدافنا إنهاء الصراع الدائر الذى أدَّى إلى مقتل عديد من السوريين.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت لإيران دورًا مهمًّا بالنسبة إلى وضع تصور لحل الأزمة السورية، لكن أرادت إيران أن تدخل مصر معها فى إنهاء هذا الصراع لما لها من دور عربى وإقليمى بالمنطقة.
وأوضح أن إيران تحاول استغلال الفجوة الموجودة حاليًا بين مصر والإمارات لتحسين علاقاتها بالقاهرة، مطالبًا مصر بأن تدرك جيدًا هذا المخطط حتى لا تتأثر علاقتها بالإمارات.
أكد الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة دراسات الخليج وإيران بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه من البديهى أن تكون زيارة وزير خارجية إيران إلى مصر محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.
وقال لـ"فيتو" إنه يتوقع أن تكون الزيارة قد جاءت لمحاولة التنسيق بين مصر وإيران لبحث الوصول إلى حل مشترك للأزمة السورية.
وشدد إدريس على أن إيران لم يعد أمامها سوى مصر لمناقشة الأحداث السورية بعدما ازدادت علاقتها سوءًا مع تركيا.. فضلًا عن تعثر المبادرة الرباعية التى دعت إليها مصر.
وأوضح أنه ليس للإمارات الحق فى الاعتراض على تحسين علاقتنا بإيران ما دامت هذه العلاقات لن تفرز نتائج تضر بها حتى لو كان ذلك يحدث بالتزامن مع وجود خلاف بين الإخوان المسلمين والإمارات.
واستنكر الحديث عن تشكيل حرس ثورى فى مصر ووصفه بأنه "لا يتعدى العبث والمهاترات"، رغم معارضته جماعة الإخوان المسلمين.
وشدد على ضرورة أن تفرق القيادة السياسية فى مصر والإمارات بين الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين والإمارات وبين ضرورة تحسين العلاقات المصرية-الإيرانية.
وأكد السفير عادل الصفتى وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق، أنه فى بداية تولى الرئيس محمد مرسى الحكم حاولت إيران أن تحسن العلاقات بينها وبين مصر، لكن مرسى استخدم خطابًا غير موفق فى عقر دارهم.
وقال لـ"فيتو" إنه بعد زيارة مرسى إلى أمريكا حدث نوع من محاولات لتحسين العلاقات، لكن بطريقة سرية وتسريب معلومات حول إنشاء حرس ثورى بمصر لحماية جماعة الإخوان المسلمين ومواجهة الجيش والشرطة المصرية، مشيرًا إلى أنه إذا صح الحديث عن وجود اتفاقيات بمثل هذه الطريق ستكون جماعة الإخوان المسلمين خطرًا على مصر قبل أن تكون خطرًا على دول الخليج.
وأوضح أنه من المفترض أن لا يؤثر تحسين العلاقات المصرية-الإيرانية على علاقتنا بدول الخليج، خصوصًا الإمارات فى ظل تصعيد التوتر الحالى بعد القبض على 11 مصريًّا بتهمة تنظيم خلايا لجماعة الإخوان المسلمين داخل الإمارات.
وركَّز على أنه لا بد أن نستخدم تحسين علاقتنا مع إيران فى تهدئة الأحداث فى دول الخليج وليس لتهديد دول الخليج بحرس ثورى موازٍ للأجهزة الأمنية فى مصر.

الجريدة الرسمية