رئيس التحرير
عصام كامل

حاسبوا الرئيس أولا


لا تستطيع أن تصدق البيان الذي أصدرته الرئاسة تستنكر فيها وتشجب وتندد بحادث أبوالنمرس البشع والخطير الذي قتل فيه خمسة من المصريين لمجرد أن مذهبهم مختلف وينتمون إلى الشيعة.. والسبب أن المؤسسة التي أصدرت هذا البيان «الرئاسة» كان رئيسها موجودا في احتفال ضخم قبلها بأيام وسمع وشاهد اللعنات التي تصب على رءوس الشيعة بدعوى دعم سوريا والتهديدات التي وجهت لهم تحت راية حماية الشعب السوري، ولم يستنكر ذلك أو يرفضه ولا تقول ينسحب ويترك الاجتماع ربما لأنه كان يستمتع فيه بتقبيل يديه!


لذلك كان من المفروض قبل أن تطالب النيابة أجهزة الأمن بالاجتهاد لإلقاء القبض على من ارتكب أو شارك في ارتكاب جريمة أبوالنمرس البشعة أن تأمر النيابة بإلقاء القبض على من حرضوا تلك الجموع التي شاركت للأسف الشديد في محاصرة الضحايا وقتلهم وحرق المنزل الذي كانوا موجودين فيه ثم سحلهم والتمثيل بجثثهم.. فالمحرضون أخطر من الذين شاركوا في القتل لأنه لولا تحريضهم لما حدث ما حدث ولما قتل من قتل ولما تعرض ديننا السمح العظيم لأكبر إساءة كما حدث في أبو النمرس.

لقد استغل هؤلاء المحرضون الأمية الدينية الموجودة والمتفشية في صفوف البسطاء حتى يحركوا جموعا للقتل على هذا النحو.. لذلك دور هؤلاء أخطر.. أما الرئاسة فإن مسئوليتها أكبر لأن الرئيس سمع وعلم وشاهد التحريض على القتل ولم يفعل شيئا بحكم مسئوليته ليمنع حدوث هذه الجريمة البشعة القابلة للتكرار مجددا.. وهنا يجب أن يتم مساءلة الرئيس وحسابه على ذلك.
الجريدة الرسمية