الكنيسة تودع «أسابيع الإغلاق».. البابا يستكمل «خطة الإصلاح» ويؤسس مكتبًا فنيًّا بصلاحيات متعددة.. وانعقاد المجمع المقدس مارس المقبل
فرضت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) واقعًا جديدًا على الكنيسة، حيث أصبح حضور القداسات بحجز مسبق، لا سيما في الكنائس ذات الشعبية الكبيرة، كما أنه لا يمكن الحضور لمن هم خارج النطاق الجغرافي، في حين أصبح التباعد الاجتماعي واقعًا ملزمًا للجميع، وتلاشت - بعض الشيء - الحميمية التي كانت سمة أساسية في الكنيسة، بعد منع المصافحة خوفا من نقل العدوى.
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رأى أن فيروس كورونا رسالة من الله تعالى أو جرس إنذار للإنسان لكي يراجع أفعاله، كما أن الله تعالى أراد أن يضع الإنسان في حجمه الحقيقي، حيث إن الفيروس بحجمه الصغير استطاع أن يزرع الخوف في قلب الإنسان حتى إنه أغلق الباب على نفسه.
إغلاق الكنائس
«كورونا» أجبر الكنائس على الإغلاق لأكثر من 5 أشهر، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط القبطية، قبل أن تتخذ كنائس العالم قرارات مماثلة، ومع الانفراجة وتراجع أعداد الإصابات عادت الكنائس لفتح أبوابها بشكل تدريجي، حيث العودة إلى إقامة القداسات يوم الجمعة من كل أسبوع بأعداد محدودة، مع ضرورة الاستمرار في تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية.
كما اتخذت اللجنة الدائمة للكنيسة قرارًا بفتح دور الحضانة التابعة للكنائس بنسبة ٥٠٪، مع تطبيق كافة التعليمات والإجراءات الوقائية، واستمرار تعليق كافة الأنشطة الكنسية والخدمية، والسماح بالفتح الجزئي للكنائس لإقامة القداسات وصلوات الإكليل والجنازات، بما لا يزيد عن فرد واحد في كل مقعد.
قرارات العودة
ويمكن إقامة القداسات طوال أيام الأسبوع، ويراعى أن تقام صلوات تجنيز المنتقلين من جراء الإصابة بالفيروس في المدافن، كما قرر البابا تواضروس الثاني، استئناف اجتماع الأربعاء الأسبوعي، مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة، بعد توقف استمر لمدة 5 أشهر بسبب إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا، واستبدالها برسائل روحية تبث عبر المركز الإعلامي للكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات القبطية.
وسبق اتخاذ تلك الخطوة، أن جعل عظته الأسبوعية بدون حضور قبل أن تتوقف تماما.
جائحة «كورونا» أجلت أيضًا عددًا من الملفات المهمة، خاصة رسامة أساقفة جدد للإيبارشيات الخالية، وأبرزها إيبارشية المنيا وأبو قرقاص بعد أن أصبح تقسيمها مسألة وقت، حيث كان من المقرر أن ينعقد المجمع المقدس في يونيو الماضى، في جلسة رسمية وتكون رسمية بحضور ثلثي الأعداد، كما اعتاد أعضاء المجمع على اللقاء نوفمبر للدراسة.
وكان من المقرر أن يجتمع المجمع المقدس هذا العام ثلاث مرات: الأولى وقت عمل زيت الميرون في شهر أبريل، والثانية الجلسة الرسمية في شهر يونيو، والثالثة الجلسة الدراسية في شهر نوفمبر، ولكن اللقاءات تأجلت للعام القادم بسبب ظروف السفر والطيران في بعض الدول.
المجمع المقدس
وفي هذا السياق كشفت مصادر خاصة تحدثت إليها «فيتو»، أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية سوف يجتمع في مارس المقبل، لإنهاء عدد من الملفات أهمها رسامة أساقفة جدد، وعمل زيت الميرون، على أن يعلن جدول أعمال المجمع في وقت لاحق.
كما أوضحت المصادر أن «المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دشن قناة خاصة على السوشيال ميديا، لكن لم يحدد بعد موعد إطلاقها، ومن المتوقع أن يعلن عنها عقب في وقت قريب»، ومن الملفات المهمة الموضوعة أمام البابا تواضروس الثاني عقب عودة النشاط الكنسي، هو التناول الإعلامي، بعد أزمة البيانات التي اتخذت شكلا هجوميا من أعضاء بالمجمع المقدس، طالت البطريرك شخصيا، لذا يدرس تأسيس مجلس للإعلام الكنسي، يكون مظلة تضم كل وسائل الإعلام القبطية، وكيف يمكن التنسيق بينها في صورة مجلس أو هيئة يعملان معا بتنسيق وتعاون.
وفي هذا الصدد عقد البابا تواضروس اجتماعًا لمناقشة الأفكار المطروحة حضره الأنبا بولا مطران طنطا، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة، وأسقفية الخدمات، والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة.
كما أصدر البابا تواضروس الثاني، قرارًا بابويًّا بتشكيل مكتب فنى لقداسته يضم 12 شخصًا، تكون مهمته، إصدار تراخيص الكنائس والمستشفيات والمدارس وأي مبانٍ أخرى تابعة لقداسة البابا، والتقديم على تخصيص الأراضي الجديدة لهذه المشروعات، وتوفيق أوضاع المباني القديمة التي بدون تراخيص، وتقديم دراسات الجدوى للمشاريع طبقا للاحتياجات، وعمل دراسات لأكثر الأماكن احتياجًا سواء الكنائس والمدارس والمستشفيات، وتوظيف كوادر لإدارة العقود وتسجيل الأراضي، وتوظيف كوادر لإدارة المستشفيات والمراكز الطبية.
وتوظيف كوادر لإدارة المدارس والمباني التعليمية، وعمل قوائم بالمهندسين المعتمدين معماري ومدني وإليكتروميكانيكال ومرور، ووضع جدول بأتعاب استرشادية وزمن تسليم رسومات للاستشاريين، ووضع قوائم من المقاولين المعتمدين حفر وخرسانة وطوب، ووضع فئات سعرية استرشادية للمقاولين المعتمدين.
واقع جديد
من جانبه قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن «جائحة كورونا فرضت واقعًا جديدًا على الكنيسة، حيث لفتت الانتباه إلى أهمية السوشيال ميديا، وهو ما دفع الكنيسة إلى البحث عن طرق تعظيم الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع أبنائها في الداخل والخارج».
وأوضح «حليم» أن مدارس الأحد عادت في بعض الكنائس مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، واستخدام منصات إلكترونية جديدة في بعض الحالات للوصول إلى أكبر عدد من أطفال الكنيسة الذين ما زال لديهم تخوف من الذهاب إلى الكنيسة أو الذين لن يتمكنوا من حضور الاجتماعات.
وشدد القس بولس حليم أيضا على أن الكنيسة تؤمن أن كل الأشياء تعمل معا للخير وأن دروسًا كثيرة استفدنا منها جراء وباء الكورونا سواء على مستوى الكنيسة أو الدولة، مشددًا على أنه لمس اشتياق الكثيرين لحضور القداسات طوال فترة الغلق وهو ما يشير إلى مدى ارتباط الأقباط بالكنيسة، وفِي كل صلواتنا نرفع قلوبنا إلى الله تعالى مصلين أن يرفع عن مصر والعالم الوباء وأن يحقق آمال المصريين وطموحاتهم في غد مشرق.
وأضاف: الأمور التي تعطلت بسبب فيروس كورونا المستجد، هي التي تتطلب وجود جماهيري مثل زيارة الايبارشيات، واللقاءات المجمعة، وأما النشاطات التي تتطلب وجود عدد صغير فتمت كما هي بالإجراءات الاحترازية.
كما أشار إلى توقيع الكنيسة بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم بشأن تدريب معلمي التربية الدينية المسيحية أسوة بتدريب وزارة الأوقاف لمعلمي التربية الدينية الإسلامية، إضافة إلى تنظيم المسابقة الثقافية للطلاب المسيحيين وعدد من الأنشطة.
نقلًا عن العدد الورقي...
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رأى أن فيروس كورونا رسالة من الله تعالى أو جرس إنذار للإنسان لكي يراجع أفعاله، كما أن الله تعالى أراد أن يضع الإنسان في حجمه الحقيقي، حيث إن الفيروس بحجمه الصغير استطاع أن يزرع الخوف في قلب الإنسان حتى إنه أغلق الباب على نفسه.
إغلاق الكنائس
«كورونا» أجبر الكنائس على الإغلاق لأكثر من 5 أشهر، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط القبطية، قبل أن تتخذ كنائس العالم قرارات مماثلة، ومع الانفراجة وتراجع أعداد الإصابات عادت الكنائس لفتح أبوابها بشكل تدريجي، حيث العودة إلى إقامة القداسات يوم الجمعة من كل أسبوع بأعداد محدودة، مع ضرورة الاستمرار في تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية.
كما اتخذت اللجنة الدائمة للكنيسة قرارًا بفتح دور الحضانة التابعة للكنائس بنسبة ٥٠٪، مع تطبيق كافة التعليمات والإجراءات الوقائية، واستمرار تعليق كافة الأنشطة الكنسية والخدمية، والسماح بالفتح الجزئي للكنائس لإقامة القداسات وصلوات الإكليل والجنازات، بما لا يزيد عن فرد واحد في كل مقعد.
قرارات العودة
ويمكن إقامة القداسات طوال أيام الأسبوع، ويراعى أن تقام صلوات تجنيز المنتقلين من جراء الإصابة بالفيروس في المدافن، كما قرر البابا تواضروس الثاني، استئناف اجتماع الأربعاء الأسبوعي، مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة، بعد توقف استمر لمدة 5 أشهر بسبب إجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا، واستبدالها برسائل روحية تبث عبر المركز الإعلامي للكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات القبطية.
وسبق اتخاذ تلك الخطوة، أن جعل عظته الأسبوعية بدون حضور قبل أن تتوقف تماما.
جائحة «كورونا» أجلت أيضًا عددًا من الملفات المهمة، خاصة رسامة أساقفة جدد للإيبارشيات الخالية، وأبرزها إيبارشية المنيا وأبو قرقاص بعد أن أصبح تقسيمها مسألة وقت، حيث كان من المقرر أن ينعقد المجمع المقدس في يونيو الماضى، في جلسة رسمية وتكون رسمية بحضور ثلثي الأعداد، كما اعتاد أعضاء المجمع على اللقاء نوفمبر للدراسة.
وكان من المقرر أن يجتمع المجمع المقدس هذا العام ثلاث مرات: الأولى وقت عمل زيت الميرون في شهر أبريل، والثانية الجلسة الرسمية في شهر يونيو، والثالثة الجلسة الدراسية في شهر نوفمبر، ولكن اللقاءات تأجلت للعام القادم بسبب ظروف السفر والطيران في بعض الدول.
المجمع المقدس
وفي هذا السياق كشفت مصادر خاصة تحدثت إليها «فيتو»، أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية سوف يجتمع في مارس المقبل، لإنهاء عدد من الملفات أهمها رسامة أساقفة جدد، وعمل زيت الميرون، على أن يعلن جدول أعمال المجمع في وقت لاحق.
كما أوضحت المصادر أن «المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دشن قناة خاصة على السوشيال ميديا، لكن لم يحدد بعد موعد إطلاقها، ومن المتوقع أن يعلن عنها عقب في وقت قريب»، ومن الملفات المهمة الموضوعة أمام البابا تواضروس الثاني عقب عودة النشاط الكنسي، هو التناول الإعلامي، بعد أزمة البيانات التي اتخذت شكلا هجوميا من أعضاء بالمجمع المقدس، طالت البطريرك شخصيا، لذا يدرس تأسيس مجلس للإعلام الكنسي، يكون مظلة تضم كل وسائل الإعلام القبطية، وكيف يمكن التنسيق بينها في صورة مجلس أو هيئة يعملان معا بتنسيق وتعاون.
وفي هذا الصدد عقد البابا تواضروس اجتماعًا لمناقشة الأفكار المطروحة حضره الأنبا بولا مطران طنطا، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة، وأسقفية الخدمات، والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة.
كما أصدر البابا تواضروس الثاني، قرارًا بابويًّا بتشكيل مكتب فنى لقداسته يضم 12 شخصًا، تكون مهمته، إصدار تراخيص الكنائس والمستشفيات والمدارس وأي مبانٍ أخرى تابعة لقداسة البابا، والتقديم على تخصيص الأراضي الجديدة لهذه المشروعات، وتوفيق أوضاع المباني القديمة التي بدون تراخيص، وتقديم دراسات الجدوى للمشاريع طبقا للاحتياجات، وعمل دراسات لأكثر الأماكن احتياجًا سواء الكنائس والمدارس والمستشفيات، وتوظيف كوادر لإدارة العقود وتسجيل الأراضي، وتوظيف كوادر لإدارة المستشفيات والمراكز الطبية.
وتوظيف كوادر لإدارة المدارس والمباني التعليمية، وعمل قوائم بالمهندسين المعتمدين معماري ومدني وإليكتروميكانيكال ومرور، ووضع جدول بأتعاب استرشادية وزمن تسليم رسومات للاستشاريين، ووضع قوائم من المقاولين المعتمدين حفر وخرسانة وطوب، ووضع فئات سعرية استرشادية للمقاولين المعتمدين.
واقع جديد
من جانبه قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن «جائحة كورونا فرضت واقعًا جديدًا على الكنيسة، حيث لفتت الانتباه إلى أهمية السوشيال ميديا، وهو ما دفع الكنيسة إلى البحث عن طرق تعظيم الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع أبنائها في الداخل والخارج».
وأوضح «حليم» أن مدارس الأحد عادت في بعض الكنائس مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، واستخدام منصات إلكترونية جديدة في بعض الحالات للوصول إلى أكبر عدد من أطفال الكنيسة الذين ما زال لديهم تخوف من الذهاب إلى الكنيسة أو الذين لن يتمكنوا من حضور الاجتماعات.
وشدد القس بولس حليم أيضا على أن الكنيسة تؤمن أن كل الأشياء تعمل معا للخير وأن دروسًا كثيرة استفدنا منها جراء وباء الكورونا سواء على مستوى الكنيسة أو الدولة، مشددًا على أنه لمس اشتياق الكثيرين لحضور القداسات طوال فترة الغلق وهو ما يشير إلى مدى ارتباط الأقباط بالكنيسة، وفِي كل صلواتنا نرفع قلوبنا إلى الله تعالى مصلين أن يرفع عن مصر والعالم الوباء وأن يحقق آمال المصريين وطموحاتهم في غد مشرق.
وأضاف: الأمور التي تعطلت بسبب فيروس كورونا المستجد، هي التي تتطلب وجود جماهيري مثل زيارة الايبارشيات، واللقاءات المجمعة، وأما النشاطات التي تتطلب وجود عدد صغير فتمت كما هي بالإجراءات الاحترازية.
كما أشار إلى توقيع الكنيسة بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم بشأن تدريب معلمي التربية الدينية المسيحية أسوة بتدريب وزارة الأوقاف لمعلمي التربية الدينية الإسلامية، إضافة إلى تنظيم المسابقة الثقافية للطلاب المسيحيين وعدد من الأنشطة.
نقلًا عن العدد الورقي...