رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تتمنى مقابلة السيسي.. حكاية أول فتاة تطلع النخيل وتحفر المقابر بالصعيد | فيديو صور

طالعة النخيل
طالعة النخيل
فتاة سمراء البشرة، ترتدي شروال زيتي اللون وقميصا مليئا بالثقوب، تضع على رأسها الإيشارب، تقف على كرم النخيل تنتظر المطلع، تضعه وسطها، وقبل الصعود تتمتم بكلمات لا يسمعها أحد، تصعد عيونها إلى السماء وتستنشق الهواء وتأخذ نفس عميق، وتبدأ في انسياب تسلق النخيل بالمطلع "حبل مربوط في الوسط"، وما أن تصل إلى أعلاها تبدأ في تقطيع سباط البلح، ليتساقط على الأرض في شكل دائري، تجلس إلى جوارنا الأم قلبها يخفق في كل طلعة وتدعو الله أن ينجيها، وما أن تنزل على الأرض حتى تسترد روحها التي كانت تصعد معها .






"فيتو" في قلب قرية "الحلة" التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا، لتلتقي أول فتاة تحترف مهنة "طالعة النخل" التي تبدأ عملها في الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثانية عشر ظهرا وبعدها تبدأ عملها في بيع الخضر وتوصيل الدقيق للمنازل بـ "برويطة".



 الأب
كانت البداية منذ أن تركنا والدي ونحن في عمر صغير، ورفض أن يصرف علينا وشقيقاتي وأمي، وحتى عندما ذهبنا للأعمام تركونا ورفضوا مساعدتنا ووقتها لم أجد سوى العمل وكنت في الصف الرابع الابتدائي، بتلك الكلمات بدأت صبرية السباعي السيد أحمد عسران التي ولدت في 27 مايو من العام 1978 ، والتي اشتهرت في البلد باسم "منى قوت".



وأضافت منى، في حديثها لـــ"فيتو"، أنها تعلمت تلك المهنة وكنت في عمر السابعة، وكانت تخرج للعمل مع الجيران وبعدها بدأت في الانتشار بين أهالي القرية والمركز بالكامل، واحترفت المهنة رغم صعوبتها وكانت تتسلق النخيل، لافتة إلى أن البعض كان يعطي الأجرة جردل بلح وآخرون عشرين جنيها، رغم قلتها إلا أنها كانت تمثل بالنسبة لها حياة حتى تعود لوالدتها وشقيقاتها بالمال.



وأشارت إلى أن شقيقاتها حصلت واحدة منهم على دبلوم صناعي وأخرى على دبلوم تجارة وتزوجتا وسافرتا إلى كوم امبو بأسوان، وفقدت أحدهما زوجها وترك لها 5 أطفال، تساعدها في تربيتهم.



رحيله
وأكدت منى، أن رحيل والدها لم يكن جديدا فهو رحل تقريبا منذ 3 سنوات، وتحصل على معاش شهري منه 500 جنيها، ولكنها مع كل هذا تعمل من أجل مساعدة شقيقتها لتربية أبنائها ومساعدة والدتها التي تعمل أيضا من أجل تربية أحفادها الأيتام.



وأكدت أنها لم تذهب إلى جنازة والدها بسبب المشكلات مع أشقائها، وخاصة أن والدها تركهم منذ عدة سنوات: "من بدري ومكنتش عاوزه مشاكل مع اخواتي الصبيان، ولذا لم أحضر جنازته، فهو تركنا في عمر صغير وأهل والدتي هم الذين قاموا على تربيتنا ومنحوا والدتي العشة التي نحيا فيها ومفيش مهنة مش اشتغلت فيها بيع خضار وفاكهة توصيل الدقيق إلى المنازل ببرويطة من المطحن حفر القبور وطرح النخيل".



تعويذة
وأكملت "مني" حديثها عن عملها بطلوع النخيل كما يطلق عليها في صعيد مصر، قائله "أول ما أطلع النخلة أقول بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت عليك يارب" وأصعد في هدوء تام إلى قلب النخيل، مؤكدة أن تعويذتها تبدأ بذكر الله دائما حتى تصعد وتنزل في سلام، مشيرة إلى أنها تعرضت لكثير من المخاطر ولكن بالطبع كانت البداية هي الصعبة ولكن بعد ذلك يصبح كل شيء معتاد بالنسبة لها.



ثعبان الكوبرا
وعن أصعب المواقف التي واجهتها في الصعود إلى النخيل هي وجود أفعى الكوبرا، والتي فوجئت بها تنساب من أعلى منطقة الصدر حتى تنزل إلى باقي الجسد، وكنت وقتها لا تذكر إلا المولى عز وجل، وبالفعل تركتها وأكملت الصعود إلى النخيل.




وأكملت "قوت" حديثها لنا قائلة "أن العقرب والثعبان عندما يكونان عالقين في نخلة يكون خطر ولكن ربنا موجود ".



قبور الموتى
"الحاجة صعبة ومرة ولكن الأصعب منها مد اليد "بتلك الجملة استطردت "منى" حديثها عن عملها بحفر قبور الموتى في القرية قائلة: "معروف أن طرح النخيل يكون له وقت وباقي العام لا يوجد به عمل فبدأت أتعلم أحفر القبور مع أهالي القرية هنا بجوارنا، ورغم صعوبة ذلك إلا أن الأهالي ساعدوني ولم يستغرب أحد من عملي".








وأكدت "منى" أنها كانت تنزل إلى القبور حتى في وقت الكورونا، ورغم أن الأهالي كانوا يطلبون منها ارتداء الكمامة إلا أنها كانت ترفض قائلة: "يعني اللي عاوزه ربنا حيكون حيكون، ملبستش كمامة وكنت أتركها لله، هو الحارس، واتعامل مع مصابين عندهم كورونا، ولكن قدرة الله فوق الجميع، مش حيظلم الغلبان حتى في المرض".



ليلة ظلماء
وعن أصعب ليلة مرت بها قالت "منى": عندما كان رجل كبير في السن ونزلت إلى القبر لقياس المقبرة، وكنت أنزل دون خوف قبل ذلك ولكن في تلك المرة كانت صعبة جدا علي، وكنت أشعر بضيق في القبر، فكنت أرقد بداخل المقبرة قبل الميت، ولكن بعد هذه المرة لم أنزل واكتفي فقط بالعمل فوق القبر والحفر".



أمنية

"مقابلة السيسي" كلمتين ختمت بهما "منى قوت" حديثها لنا، مطالبة بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضاحكة "وإن شاء الله حاخدكم معايا" واثقة من الله ورئيسنا أنه سوف يلبي النداء، وأن يجمعني ووالدتي وشقيقاتي وأطفالها الأيتام في شقة، بدلا من وجودنا في مكان والخوف من الطرد كل يوم، "مش عاوزين أكتر من شقة تجمعنا يا سيسي يا رئيسنا".















Advertisements
الجريدة الرسمية