ما حكم الدين في العبارات الساخرة وضحك المصلين في خطبة الجمعة؟

بعض أئمة المساجد يستخدمون عبارات ساخرة واحيانا فيها تهكم على أشخاص مثل إعلاميين أو مذيعات أو مطربين او غيرهم تضحك المصلين فى خطبة الجمعة فما حكم الدين فى ذلك ؟  

يجيب فضيلة الدكتور عزت عطية أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الازهر السابق فيقول:  

تختلف الخطب المنبرية فى صلاة الجمع عن الندوات العامة والمحاضرات التدريسية فى كثير من الامور . 

ففى خطبة الجمعة ينبغى ذكر الله عز وجل فى كل الكلام ، وآداب الذكر معروفة ومن أهمها الشعور بالعبودية والخوف من الله تعالى والخشوع فى العبادة ، والتقرب الى الله بتعليم العلم وتنشيط القلوب بآيات القران الكريم ، وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ونقل الحاضرين من الاشتغال بالدنيا ومطالبها الفانية الى التوجه الى مايرضى الله تعالى ويحقق السعادة فى الاخرة .. ولا يتيسر ذلك الا اذا تشبع الخطيب بالفكر الدينى الصحيح الذى تنطلق منه المواعظ والتوجيهات فليست الخطبة مجالا للاستخفاف بخلق الله او الشماتة فى العصاة والمجرمين .بل هى تذكير بموقف الدين ذلك كله ، وارجاع الامور الى التصريف الالهى الذى مكن الشيطان من الإغواء وحجب قوما عن الهداية ، وأغلق عقولا ونفوسا عن التقوى ، وصدت عن الحق من شاء بزخارف من الشهوات والمطامع والاهواء . 

فبدلا من أن تعمر المساجد بالتقوى ولايمان والشفقة على خلق الله والرغبة فى هدايتهم ، امتلأت القلوب بالانانية والحقد والشماتة ، وفى الحديث النبوى الشريف (لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) . 

وفى القران الكريم (فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) فمن اين للخطيب ان يسخر بما يضحك ويسر ،ومن اين للمستمع ان يلهو ويلعب وهو فى رحاب الله عز وجل وفى بيته يلتمس رضاه ويطلب مرضاته .

منابر مصر تصدح بالولاء والانتماء للوطن في خطبة الجمعة اليوم

وفى الرد على السؤال فما ورد يدل على قلوب فارغة ونفوس لاهية ووعظ صورى تتحول فيه الخطبة الى كلام مسلى والفاظلا تعود على السامعين بخير ، وهذا منذر لزوال الايمان من القلوب ..فليضحكوا كثيرا وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون.