رئيس التحرير
عصام كامل

كيف شارك الرئيس في قتل المصريين الشيعة؟


تحت حكم الرئيس مرسي، قٌتل أربعة مصريين شيعة وتم التمثيل بجثثهم.. وتبادل بعض ممن يدعون أنفسهم دعاة الإسلام، والدعوة والإسلام منهم براء التهنئة بمقتل الشيخ الشيعي حسن شحاتة وثلاثة آخرين في زاوية أبو مسلم بأبي النمرس بالجيزة. 



لقد أصبح القتل سمة من سمات حكم الإخوان، قتل مؤيدي الإخوان ومعارضيهم، فمن هو المسئول عن دماء المصريين؟ أليس المسئول هو الرئيس والحزب الحاكم؟ 

الشيخ الشيعي حسن شحاتة ورفقاؤه كانوا يجتمعون في منزل ولم يعتدوا على أحدٍ من خلق الله، وهو ورفقاؤه يشهدون بأنه لا إله إلا الله وبأن محمدا رسول الله، فماذا ينتظر الإخوة المسيحيين في مصر الذين يكفرون بمحمد رسولا ويقولون إن عيسى المسيح هو الله؟ وهل بدأنا مرحلة قتل الناس في مصر وفقا لمذهبهم وانتماءاتهم الدينية؟ 

إدانة الرئاسة لمقتل الشيعة الأربعة هي بمثابة من "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، ولا بأس أن يخرج كوادر الإخوان وقبلهم رئيس الوزراء - وقد فعلوا – يستنكرون ويدينون ويشجبون قائلين إنهم ليسوا مسئولين عن قتل أربعة مصريين يعتنقون المذهب الشيعي، ويتناسى رئيس مصر والإخوان ومؤيدوهم أن تربية التطرف في عهد الرئيس المؤمن محمد مرسي بدأت منذ أن تحالف الإخوان مع المتطرفين من الشيوخ والتيارات السلفية المتشددة، في سبيل الحصول على أصوات الناخبين من مريدي شيخ طالب بقتال "الإعلام الليبرالي الفاجر الداعر"، والنص للشيخ فوزي السعيد حليف الرئيس مرسي وسنده في مؤتمر خلال جولة الانتخابات الرئاسية وبحضور المهندس خيرت الشاطر.. وأغلب الظن أن الإدانة جاءت لأن القتلى الأربعة لم يتظاهروا ضد الرئيس، وإلا لوصفهم الإخوان بالخارجين على الرئيس الشرعي، وبمن يحق لصفوت حجازي رشهم بالدم.

لقد منحت صوتي للرئيس مرسي، ولست إخوانياً، ووثق فيه من الأصدقاء كثيرون، وخابت ظنوننا فيه بعد قراراته وتحالفاته التي تنضح في النهاية بقتل أربعة مصريين ذنبهم أنهم يعتنقون مذهبا لا يتفق ومذهب من سفك دماءهم، ذنبهم الوحيد أنهم ظنوا أن لهم الحق في الاجتماع سلمياً دونما مؤامرات أو انقلابات كما يحق لحلفاء الإخوان القتل وسفك الدماء. 

لقد ربي الإخوان التطرف والتمذهب وشطروا مصر نصفين، وقد حذر كثير من المصريين الرئيس مرسي من أن تتحول مصر من الاستبداد السياسي إلى الاستبداد السياسي والديني، وهل بعد قتل أربعة مصريين شيعة من استبداد ديني؟

مجدداً سيصرخ في وجهك الإخوان قائلين إنهم والرئيس ليسوا مسئولين عن قتل أربعة مصريين، متناسين قول الفاروق عمر ( لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر؟).. فالرئيس وإخوانه يتذكرون الإسلام عندما يحبون، ويتمرغون في طين السياسة عندما يحبون .. إن قتل النفس خطيئة وقد ساهم مرسي والإخوان فيها، وهل بعد قتل النفس التي حرم الله قتلها من خطيئة؟ إن للنفس حرمة حللها الرئيس مرسي بتبنيه للتيارات المتطرفة التي تدافع عنه.

إن شيوخ الإرهاب مستمرون في إرهاب المصريين ولا نعرف أين عقلاء الأمة وشيوخها الأجلاء، ورسالة الإسلام التي يجهلها من تنضح بهم القنوات الفضائية هي السلام.. لم تمتلئ مصر بفلول النظام السابق، بل بفلول المشايخ ممن تتسخ ألسنتهم بأقوال عف عنها الإسلام، ومن مشايخ كارهين لمن يختلف معهم ومحللين قتلهم، ومنافقين أظهروا لمبارك عكس ما كانوا يبطنون في محاولة لكسب ود الداخلية، ومشايخ حرمت الخروج على مبارك وأصدرت فتاوى بذلك، ثم جاءوا على ناقة الإخوان يكفرون المصريين ويهددونهم.

ولم يكن سفك دماء المصريين الشيعة إلا بعد دعوات الكراهية ضد الشيعة في مصر، فصار جمهور هؤلاء المتطرفين على استعداد لسفك دماء من يختلف معهم.. هذه الدعوات تمت وتتم تحت سمع وبصر رئيس مصر.. ودعوات كراهية الإخوة المسيحيين تتم تحت سمع وبصر رئيس مصر.

الرئيس شريك في قتل المصريين الشيعة بتركه هذه الدعوات تتصاعد، وعليه أن يخرج ويعلن مسئوليته عن الحادث ويعلن رفع يده عن مشايخ الإرهاب وزبانيتهم، فالمصريون الأربعة قتلوا في عهد خليفة المسلمين في مصر، ودماؤهم إن لم يكن مرسي يعرف في رقبته.

لو كان رئيس مصر يخشى الله – كما يقول القرضاوي – لكان الخوف من حساب يوم القيامة على من قتلوا في عهده – مؤيدين ومعارضين – أقرب إلى قلبه من التمسك بكرسي الرئاسة، أم نسى مرسي أنه مسئول عن المصريين.. لقد وعد الرئيس محمد مرسي المصريين بالأمن والأمان فصار القتل في عهده على المذهب يا سادة، وغدا سيكون على الدين. 

الجريدة الرسمية