رئيس التحرير
عصام كامل

«ديون كورونا» تهدد سيدات «القروض» بالسجن.. الأقساط المتأخرة السبب.. ومناشدات للحكومة بسرعة التدخل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
«فيروس قاتل.. أقساط قروض مستحقة.. توقف كامل لحركة البيع.. وخطوة واحدة تفصلهن عن السجن».. سيناريوهات عدة، جميعها سيناريوهات حزينة، بين ليلة وضحاها وجدت مجموعة من السيدات أنفسهن أمامها، السجن صار قاب قوسين أو أدنى لعدد منهن.


و«الحال الواقف» أصبح يهدد حياتهن، فجميعهن اقترضن من جمعيات لمساعدة المرأة وبنوك لإنشاء مشروعات صغيرة، لتحسين مستوى معيشتهن، غير أن جائحة «كورونا» كان لها رأى آخر، فالفيروس القاتل والإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها الحكومة ضمن خطتها للسيطرة على الجائحة، توقفت حركة البيع والشراء، وتحولت المشروعات التي كانت في يوم ما «باب رزق» إلى طريق مفتوح لـ«السجن»، بعدما أصبحت غالبية السيدات غير قادرات على تسديد الأقساط المستحقة للقروض. 

أقساط القروض

ناهد حمود «أم إسلام»، إحدى السيدات المتضررات من أزمة «كورونا»، كشفت أنها حاصلة على قرضين الأول من «الليد» والثانى من بنك التنمية، وذلك لشراء ملابس وبيعها، وذلك بعد أن أصبحت هي العائل الوحيد للأسرة بعد دخول نجليها السجن.

مشيرة إلى أن قرض بنك «الليد» أربعة آلاف و500 جنيه، يتم دفع 280 شهريًا، تم دفع قسطين من إجمالى 18 قسطًا.

أما القرض الثانى فيصل إلى 7 آلاف جنيه يتم سداده بواقع 380 جنيهًا شهريًا، وتم دفع 5 أقساط من إجمالى 24 قسطًا.

وأضافت «أم إسلام»: بسبب الكورونا توقفت عملية الشراء والبيع، وأصبحت غير قادرة على سداد الأقساط، لتتراكم علَيَّ متأخرات في كل قرض، وأذكر أننى أثناء فرض الحظر بسبب فيروس كورونا كنت أقترض من الجيران أموالًا لأتمكن من توفير قوت يومي بعدما توقفت تجارتى، «كورونا جت والدنيا وقفت وكنت بستلف عشان أكل وأشرب هسد منين إلى عليا وأنا مش لاقية أكل».

أمل علي، سيدة ثانية تعانى من الأزمة ذاتها، حيث إنها مريضة سكر، وأجرت عملية بتر برجلها، ولديها قصور بالشريان التاجى، حصلت على أكثر من قرض من أكثر من جهة من أجل شراء بضاعة لمحل «بقالة» صغير في منطقة شبرا الخيمة، لتحسين ظروف معيشتها وشراء العلاج.

وحصلت على القرض الأول من بنك المستقبل، بقيمة 8 آلاف جنيه يتم سداد بقسط شهرى 820 جنيهًا، موضحة أنها كانت ملتزمة أثناء فترة فيروس كورونا في الدفع، لكن مع انتهاء البضاعة من المحل وعدم قدرتها على السداد أصبحت غير قادرة على سداد الأقساط فتراكمت عليها 3 أقساط وفوجئت بغرامة تصل 3620 جنيهًا، إضافة إلى تكبدها معاناة تسديد أتعاب المحاماة.

وكشفت «أمل» أنها عندما تواصلت مع مسئولة في بنك المستقبل لتسألها عن المهلة التي أصدرها رئيس الوزراء لسداد القروض، كان ردها أن البنك لا يشمله هذا القرار.

مضيفة: «حصلت على قرض ثان من بنك (أنا المصرى) قيمته 4 آلاف جنيه، يتم سداد 250 جنيهًا كل 15 يومًا، وتراكمت الأقساط بسبب عدم المقدرة على الدفع، ووصلت الغرامة إلى 450 جنيهًا.

أما القرض الثالث فحصلت «أمل» عليه من مؤسسة «تساهيل» بقيمة 5 آلاف جنيه، يتم سداد 410 جنيهات كل أسبوعين، وبسبب ضيق الحال تراكمت الأقساط عليها، فضلًا عن الغرامة وأصبحت مطالبة بتسديد 1200 جنيه.

قائلة: «والله بنبيع عفش بيوتنا عشان نسد القروض نعمل إيه تانى هنسد غرامات ولا أقساط».

التهديد بالسجن

أما أمينة عبد الخالق، التي حصلت على قرض من «تساهيل» بقيمة 6 آلاف جنيه يتم سداده 312 جنيهًا شهريًا، فاضطرت إلى الاستدانة من أقاربها لتسديد أقساط القرض خوفًا من إحالتها للشئون القانونية ودخولها السجن كغارمة.

من جهتها ناشدت دنيا محمد، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء التدخل لحل الأزمة، وحمايتهن من دخول السجن، وتيسير سداد قروضهن.

موضحة أنه لا ذنب لهن أن مشروعاتهن توقفت بسبب فيروس كورونا.

قائلة: «اقتصاد العالم كله تأثر، المواطن البسيط هيعمل إيه ويجيب منين، هنسد اللى علينا بس يكون في تيسيرات».

وأشارت «دنيا» إلى أنها حصلت على قرض من بنك «الليد» لإنشاء مشروع بيع بلاستيكات، ومع انتشار فيروس كورونا توقفت عملية البيع، فأصبح هناك مشكلة في سداد القسط النصف الشهرى والذي يصل إلى 480 جنيهًا، حيث تصل قيمة القرض إلى 4 آلاف جنيه

في حين كشفت عفاف حسين، أنها حصلت على قرض من مؤسسة «تساهيل» لبيع ملابس، بإجمالى 3 آلاف جنيه يتم سدادها 365 جنيهًا كل أسبوعين.

مشيرة إلى أنها أثناء فترة الكورونا كانت تلتزم بالدفع ولكن مع طول الأزمة، أصبحت غير قادرة وفوجئت بمطالبتها بدفع المتأخرات والأقساط كل أسبوع.

مطالبة بوضع جدول زمنى للسداد ولكن يراعى ضيق الحالة الاقتصادية لهن.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية