نزار قباني يهاجم توفيق الحكيم دفاعا عن عبد الناصر
فى الذكرى الثانية لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر كتب الشاعر نزار قبانى ـــ رحل 1998 ــ مقالا فى جريدة الحياة اللندنية يهاجم فيه الاديب توفيق الحكيم ـــ رحل 1987 ــ دفاعا عن عبد الناصر بسبب ما كتبه فى كتابه (عودة الوعى ) .وكان نزار قبانى قد هاجم الرئيس عبد الناصر بعد النكسة فى قصيدته العنيفة (هوامش على دفتر النكسة ) .
إلا أنه وبعد مرور عامين على رحيله أدرك قيمة الزعيم التى كانت خافية عن الجميع فكتب بكائيات رائعة فى جمال عبد الناصر منها قصيدته باسم "قتلناك يا آخر النبلاء " كما كتب مقالا يدافع به عنه بعنوان (مظاهرة ضد رمسيس الاول) يقول فيها :
هل يسامحنى أستاذنا توفيق الحكيم إذا قلت إن كتابه الأخير "عودة الوعى " رديء جدا وخفيف ومتأخر ، ثم هل يسامحنى ان كتابه قدم للناس على انه عمل من اعمال التحدى وهو فى الاساس لا يتحدى احدا ، لأن التحدى يفترض وجود خصم ، والخصم ينام الآن تحت رخامة قبر فى ضاحية منشية البكرى فى القاهرة .
الكتاب سيئ جدا لانه لا يضيف شيئا الى ماكان يقال فى الشارع والمقهى على لسان العوام ، فما هو الا ريبورتاج صحفى خفيف ليس فيه من توفيق الحكيم القديم شيء ، انه مجرد ثرثرة فوق النيل تجرى داخل عوامة مغلقة بين مجموعة من المعدومين الذين يعتبروا الثقافة نوعا من الفانتازيا .
والنقطة الفضيحة فى كتابه عودة الوعى محاولته إقناعنا انه كان خلال اعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر ومنوما تنويما مغناطيسيا ، فكيف يمكن لكاتب كبير ان ينزلق الى هذا المنطق الطفولى ويقول بكل بساطة انه كان مسطولا ومجذوبا وواقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما .
واذا كان توفيق الحكيميقول هذا الكلام الغيبى الخرافى فماذا يقول الملايين من البسطاء الذين لا يعرفون تفكيك حروف اسماءهم فى الوطن العربى .
المهم ان نملك الشجاعة ان نقول لرمسيس خلال فترة حكمه انه ملك ظالم وديكتانور ..لكن الاديب الحقيقى لا يساوم ولا يختبئ تحت الغطاء اثناء البرد ، والشجاع لا ينتظر رحيل العاصفة حتى يخرج ليصطاد السمك .
قد يقول الحكيم ان العمر تقدم به والشيخوخة لا تسمح بمواجهة السلطان وزبانية السلطان ، وهذا قول مردود عليه لانه ليس من المعقول ان يشيخ الحكيم عشرين سنة ثم يعود شابا بعد هذه الفترة يلعب اليوجا ويصارع الثيران ويطلق الرصاص .
نزار قباني.. فارس الشعر الحزين
واذا كان الحكيم معارضا لسياسة رمسيس واسلوبه فى الحكم فلماذا بقى فى منصبه الكبير فى جريدة الاهرام ، ولماذا لم يرفض وسام عبد الناصر ويعلن سبب رفضه أمام الرأى العام ، لكن وسام رمسيس ظل على صدر الحكيم يتباهى به امام الجميع ويفتخر ان رمسيس كرمه .
وبعد أقول : مصر يا أم الصابرين اننى اعتذر اليك باسم كل الكتاب الذين خرجوا وقرروا بعد عشرين عاما من حجرة التخدير وقرروا ان يسيروا فى مظاهرة ضد رمسيس الاول .
إلا أنه وبعد مرور عامين على رحيله أدرك قيمة الزعيم التى كانت خافية عن الجميع فكتب بكائيات رائعة فى جمال عبد الناصر منها قصيدته باسم "قتلناك يا آخر النبلاء " كما كتب مقالا يدافع به عنه بعنوان (مظاهرة ضد رمسيس الاول) يقول فيها :
هل يسامحنى أستاذنا توفيق الحكيم إذا قلت إن كتابه الأخير "عودة الوعى " رديء جدا وخفيف ومتأخر ، ثم هل يسامحنى ان كتابه قدم للناس على انه عمل من اعمال التحدى وهو فى الاساس لا يتحدى احدا ، لأن التحدى يفترض وجود خصم ، والخصم ينام الآن تحت رخامة قبر فى ضاحية منشية البكرى فى القاهرة .
الكتاب سيئ جدا لانه لا يضيف شيئا الى ماكان يقال فى الشارع والمقهى على لسان العوام ، فما هو الا ريبورتاج صحفى خفيف ليس فيه من توفيق الحكيم القديم شيء ، انه مجرد ثرثرة فوق النيل تجرى داخل عوامة مغلقة بين مجموعة من المعدومين الذين يعتبروا الثقافة نوعا من الفانتازيا .
والنقطة الفضيحة فى كتابه عودة الوعى محاولته إقناعنا انه كان خلال اعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر ومنوما تنويما مغناطيسيا ، فكيف يمكن لكاتب كبير ان ينزلق الى هذا المنطق الطفولى ويقول بكل بساطة انه كان مسطولا ومجذوبا وواقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما .
واذا كان توفيق الحكيميقول هذا الكلام الغيبى الخرافى فماذا يقول الملايين من البسطاء الذين لا يعرفون تفكيك حروف اسماءهم فى الوطن العربى .
المهم ان نملك الشجاعة ان نقول لرمسيس خلال فترة حكمه انه ملك ظالم وديكتانور ..لكن الاديب الحقيقى لا يساوم ولا يختبئ تحت الغطاء اثناء البرد ، والشجاع لا ينتظر رحيل العاصفة حتى يخرج ليصطاد السمك .
قد يقول الحكيم ان العمر تقدم به والشيخوخة لا تسمح بمواجهة السلطان وزبانية السلطان ، وهذا قول مردود عليه لانه ليس من المعقول ان يشيخ الحكيم عشرين سنة ثم يعود شابا بعد هذه الفترة يلعب اليوجا ويصارع الثيران ويطلق الرصاص .
نزار قباني.. فارس الشعر الحزين
واذا كان الحكيم معارضا لسياسة رمسيس واسلوبه فى الحكم فلماذا بقى فى منصبه الكبير فى جريدة الاهرام ، ولماذا لم يرفض وسام عبد الناصر ويعلن سبب رفضه أمام الرأى العام ، لكن وسام رمسيس ظل على صدر الحكيم يتباهى به امام الجميع ويفتخر ان رمسيس كرمه .
وبعد أقول : مصر يا أم الصابرين اننى اعتذر اليك باسم كل الكتاب الذين خرجوا وقرروا بعد عشرين عاما من حجرة التخدير وقرروا ان يسيروا فى مظاهرة ضد رمسيس الاول .