رئيس التحرير
عصام كامل

معركة 3 نوفمبر في انتظار حسم «ترامب» و«بايدن» .. الانتخابات الأمريكية والشرق الأوسط.. سيناريوهات جاهزة "مع إيقاف التنفيذ"

ترامب
ترامب
3 نوفمبر 2020.. تاريخ فاصل في تاريخ غالبية دول العالم، وتحديدًا العواصم ذات العلاقات المتشابكة مع واشنطن، فاليوم المنشود هذا سيشهد انطلاق الانتخابات الأمريكية، بين الرئيس الحالى دونالد ترامب، الباحث عن ولاية ثانية، وجو بايدن، الذي يرغب في إنهاء «عصر ترامب» والجلوس مكانه في المكتب البيضاوى داخل البيت الأبيض.


زوايا عدة من الممكن من خلالها مشاهدة تأثير الانتخابات الأمريكية على العالم، غير أن زاوية «الشرق الأوسط» تعتبر الأكثر وضوحًا، لا سيما وأن المنطقة شهدت تحركات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، غالبيتها – إن لم تكن جميعها – مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالانتخابات الأمريكية، من بينها اتفاقيات السلام بين بعض دول الخليج وإسرائيل.

ترامب وبايدن

السباق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، رغم أنه بين أكثر من مرشح، إلا أن المقارنة الكبرى تتخذ جانبًا خاصًا بين اثنين من المرشحين، ألا وهما الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وبين جو بايدن الذي يعد بمثابة اليد اليمني للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كونه قدم خدماته له على مدي فترتين رئاسيتين بصفته نائبًا مخلصًا للرئيس خلال رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحاسمة، تقع أعين الناخبين الأمريكيين على من يمكنه إدارة بلدهم بشكل أفضل، ومن يمكنه القضاء على الركود الاقتصادي الناجم عن أزمة كورونا، ليس ذلك فحسب بل والسيطرة على تفشي الوباء الذي ضرب العالم أجمع وأطاح بأرواح الملايين، إضافة إلى تهدئة الشارع الأمريكي من الاحتجاجات والعنصرية، وجميع هذه الأزمات تهم المجتمع الأمريكي فقط، بينما العالم أجمع ينظر من جانبه إلى أزماته الدولية المرتبطة بالجانب الأمريكي، وتداعيات وتأثير تلك الانتخابات على الشرق الأوسط وليبيا ومصر وتركيا والخليج والملفات الساخنة في الإقليم، وفقًا لطبيعة السياسات التي يُتوقع أن ينتهجها كل مرشح.

الشرق الأوسط 

وحول تداعيات فوز ترامب أو بايدن في الانتخابات الأمريكية على الشرق الأوسط، قال الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية والشئون الأمريكية: حال فوز المرشح الأمريكي جو بايدن، فإن ذلك سيمثل أهمية كبري لدى تركيا وقطر والإخوان الذين يأملون العودة للواجهة من جديد بكل قواهم، نظرًا لأن نجاح بايدن سيساعد على تعقيد الوضع في ليبيا والشرق الأوسط، كما سيعمل على عودة الثورات الملونة وثورات الربيع العربي بشكل كبير.

وتابع «د. سمير»: لذا بايدن يعد خطر كبير جدا على المنطقة، أما بالنسبة لترامب فنجاحه يمثل فوائد للشرق الأوسط، فهو بدوره يحاول احلال السلام وسحب قواته من البلاد والعمل على توقيع اتفاقيات تساعد في تقليل الصراع بين الدول والسيطرة على العناصر الإرهابية، لذلك تخشي كل القيادات الإرهابية والمتطرفين والحزب الديمقراطي في أمريكا نجاح ترامب، إيمانًا منهم أن مصلحتهم مع نجاح بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

وسواء أسفرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن فوز ترامب أو بايدن، ففي كلتا الحالات حتمًا ستواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة تهدد مصالحها في المنطقة، وستحتاج لوقت كبير لمعالجتها وحماية المصالح الأمريكية المتمثلة في تدفق الطاقة وأمن إسرائيل التي تعد بمثابة الدول الحليفة لها، وردع الإرهاب وضمان عدم هيمنة أي قوة إقليمية أو خارجية.

الملف الإيراني

ليس ذلك فحسب بل سيظل الرئيس الأمريكي المقبل مشغولا بتحديات كثيرة منها أيضا كبح طموحات إيران النووية وسعيها للهيمنة على العالم ودعم مصر والأردن والحلفاء في الخليج العربيوتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا والعراق، إلى جانب منع سوريا من الوقوع تحت تأثير إيران وكذلك إدارة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وغيرها العديد والعديد من القضايا التي لم تتواني عن الاشتعال من فترة إلى أخرى.

وحرص المتخصص في العلاقات الدولية والشئون الأمريكية على تسليط الضوء على نقطة مهمة في نتائج الانتخابات الأمريكية، قائلًا: إذا استمرت استطلاعات الرأي بنفس النتيجة لصالح بايدن في النصف الثاني من أكتوبر المقبل بهذا الفارق الكبير، فربما يمكنه ذلك من الانتصار في السباق الرئاسي ضد ترامب.

وهناك عدة نقاط في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لم ينتبه لها الكثير، ألا وهي أن نجاح المرشح في النظام الأمريكي لم يعتمد على الحصول على نسبة أصوات أكثر بل هناك ما يعرف بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي فمن يفوز بولاية تحسب له أعداد الولاية بأكملها وليس الأصوات التي صوتت له فقط، فعلي سبيل المثال في انتخابات 2016 تمكنت هيلاري كلينتون من الحصول على 63 مليون صوت بينما حصل ترامب على 60 مليون صوت، ومع ذلك فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

مصر

وفيما يتعلق بتأثير نتائج الانتخابات الأمريكية التي تنقسم ما بين جمهوريين وديمقراطيين على مصر، قال بهاء محمود، الخبير في الشئون الدولية والأوروبية: في حال نجاح بايدن الذي يمثل الحزب الديمقراطي سيشكل ذلك أزمة كبري لدى مصر نظرًا لدعم الديمقراطيين بشكل للجماعات الإسلامية والإسلام السياسي بشكل عام، وهو ما سيسمح بعودة جماعات الإخوان الإرهابية.

كما سيعمل نجاح المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على توتر العلاقات بين مصر وأمريكا التي ستركز بكامل قواها على الجماعات الإخوانية، وتسليط الضوء على أي عنصر إخواني يتم القبض عليه بحجة حقوق الإنسان وإثارة البلبلة في حول تلك الجماعات التي تمكنت مصر من طردها عام 2013، ليس ذلك فحسب بل يمكن أن تفرض أمريكا حينها ملف عقوبات على مصر، لذا نجاح ترامب يعد بمثابة إنهاء صراع محتمل بين مصر وأمريكا.

الإخوان

وأضاف: بشكل عام تكمن المشكلة هنا أنه في حال نجاح بايدن سيتبني الديمقراطيون دعم تركيا في ملف الإخوان وملف الإسلام السياسي الذي يحتضن الإخوان، لذلك حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفترة الأخيرة على تهدئة ألاعيبه في المنطقة انتظارًا لنتائج الانتخابات.

ففي حال نجاح الديمقراطيين سيعمل أردوغان على توسيع أنشطته الإجرامية في المنطقة وفي حال نجاح الجمهوريين يكون بذلك حليفا لترامب ذي علاقات طيبة خالية من التوتر، ففي جميع الأحوال تركيا علاقتها طيبة بأمريكا لكن من مصلحتها فوز الديمقراطيين بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

أكمل: مثلها مثل غيرها تأمل العواصم الخليجية فوز الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة على الرغم من عدم وجود خلاف بينها وبين أي من المرشحين، لكن تجنبًا لعملية الابتزاز التي يمكن أن تحدث حال فوز بايدن وإشعال الديمقراطيين لقضايا حقوق الإنسان لذا من صالحها فوز دونالد ترامب وتركيزه اهتمامه بأفريقيا، لكن في المجمل أمريكا علاقتها بالخليج يمكن أن تظل كما هي دون إحداث تغييرات ملفته نظرا لوجود قواعد عسكرية أمريكية في دول الخليج.

كما شدد «بهاء» على أنه فيما الملفات الساخنة في المنطقة والتي تأتي في مقدمتها ليبيا وسوريا وإيران، المصلحة الأمريكية وحدها هي من يمكنها تحديد ذلك سواء فاز ترامب الذي ينتهج شعار «أمريكا أولًا» أو بايدن الذي يأمل أن يتبع نهج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وخاصة بشأن النووي الإيراني على حساب شكاوى الخليج.

لكن في العموم مثلها مثل سابقتها من الدول من مصلحتهم فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عدا تركيا وقطر والجماعات الإخوانية والأكراد والتنظيمات الإرهابية التي تري في نجاح بايدن فرصة للعودة والتوسع من جديد.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية