الملحن محمد سلطان يتحدث عن ذكرياته مع فايزة أحمد
فى مجلة الشرق الأوسط عام 1985 وفى حوار مع الموسيقار محمد سلطان فى الذكرى الثانية لرحيل كروان الشرق فايزة أحمد حول علاقته بها كزوجة وكفنانة قال:
أول مرة التقيت بالفنانة فايزة أحمد كانت فى منزل الفنان فريد الأطرش حيث كان من المقربين إلى وكان منزله متاحا للجميع.
وعند رؤيتها وحديثى معها لفت نظرى إليها وجذبنى عطفها وحنانها ومساعدتها للفقراء فهى عظيمة محبة للخير وليست شخصية أنانية ولا محبة للمال. هى على الفطرة وليس لديها مكر ودهاء. دمعتها قريبة على خدها ملامحها صافية وقلبها عطوف.
صوتها شجى وشديد الأصالة وهو أيضا قوى وواضح النبرات لا تخطئه الأذن، صوت يتمتع بثقافة موسيقية واسعة وخبرة عملية عريضة اكتسبتها منذ كانت فى الثامنة من عمرها وكل ذلك جعله صوتا شديد الخصوصية غير قابل للتقليد.
لم أعرف فنانا يحب فنه ويغار عليه مثلما كانت فايزة أحمد تحبه وتخلص له، كان القلق ينتابها عندما تكون على أبواب حفلة تحييها، لا تنام، لا تأكل ولا تشرب وتظل فى حالة الاستعداد الدائم حتى تنتهى الحفلة، وكان من الممكن ان تمرض لو علمت أن الجمهور لم يتقبل ما غنت، وكانت عبارة الله يا فايزة من الجمهور تسعدها الى درجة شديدة. ورغم ذلك كانت تتقبل النقد برحابة صدر سواء لامس هذا النقد فنها أو شخصها.
80% من أغانيها هى من الحانى فلحنت لها كل القصائد والشعر والموشحات والأغانى الشعبية فهى كروان مغرد حتى لو قالت أى كلام، فى حديثها تشعر بالدفء وصوتها جميل بدون غناء لا يختلف عليه اثنان.
8 محطات في قصة حب «فايزة أحمد» و«محمد سلطان»
لم تكن فايزة ضد التطور ولكن بشرط أن يتم بطريقة صحيحة، ولقد تعرضنا للهجوم أنا وهى حين قدمنا مجموعة من الأغنيات القصيرة والسريعة مثل "حبيتك وبدارى عليك ، انسانى ، دنيا جديدة ،على وش القمر ".
تحب النوم مبكرا وتستيقظ مبكرا مهما كانت الأسباب. موعدها عند صلاة الفجر تصلى وتقرأ الورد القرآنى كل يوم فهى ملتزمة جدا فى العبادة.
واقترنت بفايزة عام 1964 كانت مطربة معروفة لها أغنياتها الناجحة وكنت ما زلت فى بداية الطريق، منحتنى صوتها الذى كان قد أثبت وجوده بالفعل ليصبح قناتى الشرعية وواجهتى التى أقدم من خلالها نفسى للأذن العربية وسلاحى الفعال فى معركة إثبات ذاتى كفنان.