رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس الدورة الـ 27 لمهرجان المسرح التجريبي.. 27 دورة خلال الـ32 عاما الماضية.. ونقاد ومبدعون يرحبون بخطة تطوير " بو الفنون"

مهرجان القاهرة الدولي
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي - صورة أرشيفية

رسمت ملامح تيار المسرح التجريبي في مصر، وسلطت الضوء على أحد أهم المذاهب الفنية في عالم "أبو الفنون"، وفتحت آفاقا جديدة للإبداع والمواهب الشابة لطرح تجاربهم وأفكارهم على الجمهور والنقاد والمسرحيين.

 

مهرجان القاهرة 

 

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والذي انطلقت أولى دوراته في عام 1988 لا يزال يحتفظ برونقه الخاص، واستمراريته رغم الصعوبات والظروف الاستثنائية التي مر بها، وكان آخرها أزمة فيروس كورونا المستجد هذا العام.

 

والتي لم تمنع القائمين عليه، من إطلاق دورته الـ27 بمسابقات جمعت بين عروض حية، وأخرى مصورة على منصات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من ذلك فإن المسرح التجريبي في مصر، لا تزال تواجهه بعض التحديات، كما ينقصه بعض العوامل التي تضمن نجاحه وتميزه، يتعلق بعضها بالدعم المادي والمعنوي، والبعض الآخر بمفهوم إخراج عرض مسرحي تجريبي ذي أفكار جديدة تجذب الجمهور وتلقى استحسان النقاد.

 

عصر التكنولوجيا

 

يقول الكاتب محمد أبو العلا السلاموني: إن مستقبل المسرح بشكل عام وتيار التجريب به في مصر مضمون باعتباره طبيعة إنسانية، مشيرًا إلى أن تطور التكنولوجيا والحداثة تضيف إليه أنواعا مختلفة، وتعزز من الأفكار المبتكرة والمغايرة مما يعطي مساحات جديدة لـ"أبو الفنون".

 

وأضاف "السلاموني" إن تيار التجريب يعد تيارًا ومذهبًا مهمًا في المسرح المصري لكن لا ينفي التيارات الأخرى، وإن اختفت بعض المذاهب المسرحية عن الظهور لفترة في مصر لكنها لا تنتهي، ومن أمثلة ذلك المسرح الكلاسيكي في الوقت الحالي، والذي من المؤكد أنه سيعود بشكل أقوى يستفيد من أطر الحداثة الموجودة.

 

وأشار إلى أن الشباب باعتباره جيلًا جديدًا قادمًا يميل إلى تيار وأدوات التجريب في المسرح قائلًا: "ده شيء طبيعي يجب تشجيعه ليكون هناك ابتكارات جديدة في عالم أبو الفنون ويستمر الإبداع بكافة صوره".

 

وأكد أبو العلا السلاموني أن العرض التجريبي الناجح لا بد أن يستفيد من كافة أشكال الفنون والتراث القديم، موضحا أن عرض "تحت النظر" للمخرج كمال عطية، والذي قدم خلال حفل افتتاح مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يوم الثلاثاء الماضي، يعد من أنجح العروض التجريبية لاستفادته من فن الأراجوز والدمى، وتقديمه له في قالب مسرحي وفكر مبتكر.

 

تطور

 

وتابع: "التجريب بدأ بدري جدا في المسرح منذ أيام أرسطو، حيث كانت تقدم العروض في احتفالية شعبية يحضرها المواطنون، وتعتمد على أشكال وفنون أداء مختلفة، والمسرح التجريبي في تطور مستمر مادام هناك شباب مبدع يتطلع لتقديم الجديد في الشكل والمضمون".

 

في السياق ذاته قال الناقد المسرحي أحمد خميس: إن المسرح التجريبي في مصر يملك دائما العديد من المواهب والاكتشافات الشابة الجديدة، التي تملك الطاقات والروح الجمالية لتقديم عروض مغايرة ومختلفة عما قدم طوال تاريخ العروض المسرحية المصرية، وأوضح أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ساهم بشكل كبير منذ انطلاقه في اكتشاف آفاق مسرحية جديدة.

 

وفتح الباب أمام أفكار مبتكرة لدى الكثير من المخرجين والمبدعين المسرحيين، مشيرا إلى أن هناك رغبة دائمة لدى هؤلاء الشباب لتقديم العروض ذات تقنيات وفنون الأداء المسرحي المختلف.

وأكد "خميس" أن هناك مجموعة مميزة من العروض التجريبية المغايرة والتي قدمت خلال السنوات الأخيرة، لتعرض أشكال مختلفة الأذواق مثل مسرحية "الزومبي والخطايا العشر" للمخرج طارق الدويري، والتي تعد نموذجا للمسرحية التجريبية المغايرة ذات الفكر المختلف.

 

مهرجانات خارجية

 

وأشار الناقد المسرحي إلى وجود عروض تجريبية مصرية شاركت في مهرجانات خارجية وكانت مشرفة لمصر مثل عرض "حلم بلاستيك" للمخرج الشاب شادي الدالي، والذي قدم في الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي، مؤكدًا أن العرض قائم على تضافر الشكل والتيمات المناسبة التي تعبر عما يفكر به شباب الآن والعلاقة بينهم وبين الدولة والأحلام.

 

وعن تحديات المسرح التجريبي المغاير تابع: التحديات كثيرة لأن الفرص التي تتاح للأفكار المغايرة قليلة، مما جعل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ومسرح الثقافة الجماهيرية تنتبه مؤخرًا لتقديم فرص لأفكار مغايرة لشباب المبدعين.

 

وأردف: "من خلال اللي شوفته للعروض التي تقدم في مسرح الثقافة الجماهيرية حاليا فإن بالفعل هناك أفكار مغايرة جيدة للغاية لا تعتمد على فكرة مسرح (العلبة الإيطالي) وبتخرج من تقييد الأماكن التقليدية وتقدم في الساحات الموازية والجماهيرية".

 

المسرح المغاير

 

وعن تطور المسرح المغاير في مصر أوضح الناقد أحمد خميس: فترة ثورة 25 يناير وما بعدها جعلت هناك انتباهًا من صناع العرض المسرحي بأن الخروج للشارع سيكسب العديد من الجمهور لذا قدمت عروضًا تعتمد على أفكار بسيطة، وإنتاج وتكوين بسيط، تقدم قضايا ومشكلات الجمهور.

 

لذا فإن الثورة ساهمت في انتشار المسرح المغاير والذي هو جزء من فكر المسرح التجريبي المتمثل في البحث عن الجديد في أسلوب تقديم العمل والعرض المسرحي.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية