رئيس التحرير
عصام كامل

الأيدي الناعمة.. مصنع نسائي لتصنيع السجاد والكليم والملابس الجاهزة بالصعيد.. ومؤسسة ساويرس تقود قاطرة التقدم بالمشروعات النسائية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"يا حلاوة الإيد الشغالة" على بعد أمتار من مدينة قنا يقع مجمع الصناعات الحرفية المقام على أرض منطقة المعنا، مجمع المشروعات النسائية الذي أقامته مؤسسة النداء بالتنسيق مع مؤسسة ساويرس للتنمية لتشغيل الأيدي العاملة من السيدات وفتيات المحافظة، وتكون بذلك أول محافظة تخصص مشروعات بأيدي نسائية على مستوى الجمهورية، وبه ورش للنحاس والكليم والملابس الجاهزة والكمامات.

 

مجمع الحرف اليدوية

 

"فيتو" داخل مجمع الحرف اليدوية بالمعنا المخصص للسيدات، وكان مجمع الحرف اليدوية عبارة عن عنابر مخصصة لمشروعات الأمن الغذائي ومهجورة، ولا يوجد بها سوى مبانٍ وجدران تسكنها الأشباح عندما قدم اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا السابق إلى أرض المحافظة وزارها ووقتها عرض فكرة الاستفادة منها في مشروعات تخصص لعمل السيدات.

 

وبالفعل وافقت مؤسسات النداء وساويرس للتنمية على تلك الفكرة، وبدأ المشروع في تهيئة المباني وفي خلال فترة زمنية قصيرة تم الإنشاء وبدأت الإيد العاملة في التدافع للتقدم للعمل، خاصة بعد الامتيازات التي منحها المجمع في إقامة حضانة لرعاية أطفال النساء العاملات ومن هنا بدأت الحكاية.

 

94 مشروعًا

 

الدكتور وليد بريقع، المدير الإقليمي لمؤسسة "النداء" قال: إن المؤسسة بدأت في المشروع منذ سنوات وراعت الكثير من الأبعاد الاجتماعية لطبيعة الحياة في الصعيد، وكان من أهمها توفير مكان آمن لرعاية أطفال العاملات بالمصانع والورش، ووفرت المشروعات في نطاق جغرافي موسع، حتى وصلت مشروعاتها إلى 94 مشروعًا في أكثر من 70 قرية.

 

وأضاف المدير الإقليمي للمؤسسة، أن عدد المستفيدين والمستفيدات من برنامج الارتقاء بالخدمات الأساسية بلغ 6022، كما بلغ عدد المستفيدين والمستفيدات من برنامج الصناعات الصغيرة والمتوسطة 1354، منهم 937 فرصة عمل مباشرة، وبلغ عدد المستفيدين والمستفيدات من برنامج التنمية الزراعية 3720 منهم 1415 فرصة عمل مباشرة.

 

الأيدي الناعمة

 

ورغم حداثة صغر سن البعض منهن إلا أنهن يقفن على الماكينات لإدارتها دون كلل أو ملل لإثبات أنهن قادرات على العمل في كافة المجالات.

 

وتقول زينب رفعت، إحدى العاملات بمشروع الملابس الجاهزة: إنه من أهم المشروعات الكبيرة التي أقيمت في المجمع الحرفي للسيدات بالمعنا وساهم في تشغيل عدد كبير من السيدات والفتيات، وفعلًا هذه المشروعات غيَّرت الفكرة عن النساء في الصعيد، ومشاركتنا في الإدارة وتشغيل مصانع وورش للحرف بأيدينا جعل لنا شأنًا كبيرًا جدًّا، وهذه الإشادات نشهدها عند زيارات المسئولين في الدولة والقادمين من الخارج إلينا.

 

واستطردت جميلة يحيي، إحدى العاملات: إن صناعة الكليم الصوف مشهور عالميا وأسعاره زهيدة، وعلى الرغم من صعوبة الجلوس على الأنوال إلا أن العمل ممتع قائلة "التعب اللذيذ " وفور رؤية القطع والمنتجات والرسومات وإعجاب الزائرين هذا يسعدنا وينسينا أي تعب.

 

ست بمية راجل

 

وفي المجمع دورين أحدهما مخصص لورشة النحاس والآخر لورشة الكليم الصوف المعروف عالميا بارتفاع أسعاره وهناك منافسة في هذا الشأن لبدء التصدير إلى الخارج.

 

تقول أسماء محمد، إحدى العاملات في المشروع، إنها بدأت العمل منذ تم الإعلان عن توفير أماكن شاغرة للعمل، وذلك لتوفير دخل لأسرتها قائلة "زوجي عامل نظافة في إحدى الشركات ويتقاضي نحو 750 جنيها وهي بالطبع لا تكفي ولدينا 3 أطفال، وتقدمت للعمل بالمصنع لتوفير دخل للمساعدة معه، وكان التدريب في وقت قصير جدا، وحاليا أجلس للعمل والإنتاج ".

 

لافتة إلى أن العمل بالمشروع وفر لكثير من سيدات الصعيد خلال هذه السنوات الأخيرة فرص عمل، وهناك بيوت كثيرة تعيش على هذه المشروعات خاصة المطلقات والأرامل.

 

وأكدت يسر محمد، إحدى العاملات، أن هذه المشروعات ساهمت بشكل كبير في زيادة الإنتاج في مختلف المشروعات وحتى في ظل أزمة كورونا هذه المشروعات كانت تفتح أبوابها ولم تغلق الأبواب، مطالبة بضرورة أن تكون هناك مشروعات مماثلة في كافة أنحاء محافظات مصر ويحتذى بتلك المشروعات الناجحة التي لم يكن يتوقع أحد نجاحها بهذا الشكل، ففي ورشة الكليم الصوف يتم العمل بعد الحصول على دورة تدريبية.

 

قصة نجاح

 

ورغم أزمة كورونا وتفشي الوباء منذ الإعلان عنه في مارس الماضي، إلا أن نساء الصعيد وقفنا بصمود وأدرن عجلة الإنتاج ليكون أول مصنع بالجمهورية يكفي الإنتاج المحلي والمحافظات المجاورة القريبة.

 

وقالت ندى محمد، أحد العاملات: إنه تم تدريب أكثر من 100 فتاة وسيدة لإنتاج الكمامات، ويصل الإنتاج اليومي إلى 10 آلاف كمامة يومية، طبقًا للمواصفات الصحية لوزارة الصحة المصرية، وساهم هذا المشروع في توفير كميات كبيرة من الكمامات بالمحافظة.

 

وأشارت ندي، إلى أن يستخدم أفضل الاقمشة المعتمدة من خامات الأقمشة الطبية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، فضلا عن حرص المصنع على العاملات حيث يتم الكشف الحراري بالإضافة إلى استخدام الكمامات والمطهرات للوقاية من نشر فيروس كورونا المستجد.

 

نساء النحاس

 

يجلس عدد من النساء على المقاعد الخشبية وبأيديهن الشاكوش والطبق النحاسي، ويصنعان المنتجات والتحف النحاسية التي تبهر أنظار الجميع تقول سناء محمود، إحدى العاملات بالمصنع، إنه منذ تحويل المصنع إلى صناعة الكمامات منذ انتشار جائحة كورونا في العالم ونحن نعمل ليل نهار لسد احتياجات المحافظة.

 

وهذا المكان ساهم بشكل كبير في توفير احتياجاتنا واحتياجات المحافظات المجاورة لنا وهنا الكمامة وصل سعرها إلى جنيهين و25 قرشا، مشيرة إلى أن إقامة مثل هذه المشروعات ساهمت في تشغيل النساء بعد سنوات من التهميش، إلى جانب تغير صورة الثأر التي اشتهرت بها نساء الصعيد، وحتى غيرت فكرة المرأة الصعيدية التي كانت تصور مرتدية ملابس سوداء وممسكة ببندقية.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية